شؤون فلسطينية : عدد 47 (ص 132)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 47 (ص 132)
المحتوى
151
مئة مليون فرنك » وهو مبلغ هائل بمقاييس ذلك الزمن . قاذا علمنا انه بالرعم من هذه
الرشاوي الضخيمة خرج هيرش من هذا المشروع وهو أغنى رجال العالم » أدركنا كم
كانت أرباجه عظيمة . ولم يكن السلطان عبدالحميد فافلا عن تصرفاته » بل انه فكر في
اعتقاله »6 الا أن الدولة العثمانية الضعيفة بقيت عاجزة عن اتخاذ أي اجراء لايقاف
حركة النهب المنظم الذي غرضه هذا المقاول المحتال عليها ‎٠‏ بل أن هيرش بعد هذه
الفضائح كلها » ابتاع لنفسه وساما عثمانيا رقيعا كمكافأة على خدماته !
' ويستشهذ غرونفالد بقول أحد المسؤولين عن المشروع عندما وقف امام القضاء في
غييئا مدافعا عن نفسه ؛ قائلا : « أن السكك الحديدية لا تشيد بواسطة المواعظ
الاخلاقية » ‎٠‏ ثم يضيف مبينأ أن المحكمة برأته . ويستنتج غرونفااد من ذلك أن التورط
في أعمال مشبوهة هو أمر لا مغر منه في مشروع ضكم مثل خط اليلقان ‎٠‏ ولكن اذا كان
غروتفالد متحفظا في تبرئة البارون » فقد أبدى كاتب يهودي آخر اعجابه بالبارون لانه
تغلب على الضعاب والعقبات في « بلاد شبه همجية مكل تركيا © ولائنه قام بدور
( ممدن » فيها !
تم انجاز المشروع بعد مرور عشرين سنة على البدء فيه . وتولى السفير الامبركي
ستراوس دور الوساطة النهائية بين السلطات العثمانية والبارون لتسوية الخلاف
بينهما . وكانت الحكومة التركية تطالب هيرئس بدفع 111 مليون غرنك اليها » ولكنها
هيرشى يديه من الارتباط بتركيا . لقو خوج من المشروع السيىم الصيت ملطما يعار
الفضنائح » ولكنه كان أيضا أغنى من أي وقت مضى » وأعظم نفوذا . وقد حدث في هذه
الفترة أن وقعت معركة أخرى بين الكتلتين الرئسماليتين : اليهودية والكاثوليكية . خفقد
برز مقاول فرنسي يدعى يوجين بونتو > كان خبيرا في السكك الحديدية وسيق له أن
عمل تحت امرة آل روتشيلد »2 : ثم انفصل عنهم وألف شركة تسيطسر عليها مجموعة
كاثوليكية » هدفها المعان هو تخليس الاقتصاد الفرنسي من سيطرة اليهود والماسونيين
الاحرار »6 فتحالف أثرياء اليهود » وعلى رأسهم آل روتشيلد وهيرش ضد بونتو »
وأشاعوا بأن بونتو يتعاون مع اليهود في الخناء ‎٠‏ وبعك مضاريات حاسمة هرزت
البورصة »© انهارت مشاريع بوئتو وانتهى ماليا . وهكذا مرة آخرى انتصر الرأسمال
اليهودي في معركة فاصلة ضد الكاثوليك , وكانت هذه معركة ثانوية بالنسبة لهيرش »
فهو أثر انتهائه من الخط البلقاني » دخل الآن مرحلة جديدة من حياته . فبعد أن نال
الشهرة العريضة كمقاول عالمي ؛ أصبح الآن المحسن الكبسير الذي يتبرع بالملايين .
فكتيت صحينفة المائية معادية له ؛ تفسر أنصرافه الى الاعمال الخيرية بأئه الى حد ما
نابع من تأنيب الضمير المتأتي من فضائح الخط البلقاني . ولكن هذه الصحيفة كانت
ساذجة جدا » باعتبار أن المستفيدين الوحيدين من تبرعات البارون كانوا اليهود وليس
غيرهم . على إن هيرش استير يلعب دور الرجل الانساني الكبير » حتى انه عندما مات
انئه لوسين عن ‎١‏ سنة » قال : لقد فقدت أبنسي ولكن ليس وريثي » غوريشي هو
الانسائية !1
وقد شاركت زوجته ف أعماله الخيرية بين اليهود ؛ لا سيما وأنها من عائلة عرفت
بحدبها على أبناء جلدتها '. وقد كرس هيرقن كل جهوده بعد أنتهاثه من المشروع
التركي » لتهجير اليهود مسن أوروبا الشرقية وتوطينه م في العالم الجديد 4 أي في
أن تسممم له بالائفاق على اليهود في بلادها وذلك لرقع مستواهم الاجتماعي » ولكن هذ هذه
تاريخ
يوليو ١٩٧٥
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22436 (3 views)