شؤون فلسطينية : عدد 47 (ص 134)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 47 (ص 134)
- المحتوى
-
11
أخذت بلبه وزادت من قلقه وتخوفه . فقد وجد نفسه يحدق في لوحات فنية وتحف لا
يوجد مثيل لها الا في أشهر متاحف العالم . وكان هيرتزل هو الذي طلب المقابلة » فقد
كتب الى البارون يطلب منه موعدا ليحدثه « حديثا سياسيا يهوديا » . فلما رد عليه
البارون طالبا منه أن يحرر ما يريد عرضه عليه ويرسله اليه » ثارت ثائرة هيرتزل
بها اليه في شكل رسالة ولذا يريد أن يحدثه بالامر هيا * ثم أضاف خائلا ان البارون
قد اشتهر حتى الآن بأعماله الخيرية ؛ ألا انه هو ( أي هيرتزل ) سنبريه كيف بامكانه أن
يصبح أكثر من مجرد محسن . فوافق البارون على مقابلته وعين موعدا يصادف عيدا
يهوديا . وعند ذلك انكب هيرتزل على تسجيل مترحاته التي سيعرضها على البارون )
اليهودي - الهجرة . وعندما حل اليوم الموعود حمل أوراقه واستكل عربة اجرة الى
قصر البارون ؛ وهو يرتعش من القلق ؛ وها هو الآن ينتفار في قاعة البليارد حضور
: اليارون . وجاء البارون اخيرا وحيا هيرتزل يمودة وقاده الى مكتبه . وهنا يادره
هيرتزل قائلا باستعجال لاهث : « هل يمكنك أن تعطيني ساعة ؟ اذا لا » فأفضل آلا
أبدا » ٠ فابتسم هيرش بهدوء وقال : « تفضل » . فبدأ هيرتزل يعرض مشروعه ؛ ولكن
بعد خمس دقائق رن جرسس التليفون . فتأكد هيرتزل بأن هذه هي حيلة من اليارون
لانهاء القائلة 6 بحجة ارتباله يعمل مستعجل طارىم ٠ ولكن هبرش رفع السمامة
هذه المفاجأة السارة حقنت هيرتزل يمصل الشجاعة؛» فاتدفع يقول بحماس : « خلال
ألفي عام من تشتتنا كنا بدون قيادة سياسية موحدة . وهذه كانت مصيبتنا الاساسية
التي أضرت بنا أكثر مما أضر بنا الاضطهاد ؛ وجعلت التعفن ينال منا من الداخل ٠ ولو
كانت لديئنا قيادة سياسية موحدة ؛ لتمكنا من التقدم نحو حل للمشكلة اليهودية » .
ثم وصل الى موضوع الهجرة © فقال : « سيمر وقت طويل قبل أن نبلغ أرض الميعاد .
موسى احتاج الى أربعين سنة . ونحن ستحتاج الى ريما عشرين ن أو ثلاثين سنئة ) .
ثم. انتقد اليارون عندما قال ٠» 1 ان مبدآ الاحسان هو خاطىء تمأما برأيي مائنكت
تربي الناس على الاستجداء » والاحسان يفسد طباع قومنا » .
ولدهشة هيرتزل » هز هيرش رأسه موافقا وهو يقاطعه يهدوء : « أنت على حق
في ذلك 6 ٠.
وتشجع هيرتزل أكثر وأكثر » وأخذ ينتقد تجرية البارون في توطين اليهود بالارجنتين
قائلا ان اليهود ما زالوا غير مستعدين لان دصبحوا مستعمرين »© « فأولاً يجب تقويتهم ©»
كما لو كان للحرب © ويجب تعليمهم بهجة العمل وممارسة النضيلة » ,.
وهنا فاجاً البارون زائره عندما تفوه بالعبارة التي سيق أن استشهدنا بها في صفحة
سابئقة لا أريد أن أرفع المستوى العام لليهود » فكل مشاكلنا تة تنبع من طموحنا ألى
المقامات العليا" ؛ غلدينا مفكرون أكثر مما يجب ؛ وهدثي هو أن أثبط ميل اليهود للاتدفاع
الى الامام . على اليهود آلا يحرزوا تقدما كبيرا » فكل الكراهية التي تنهال علينا متأتية
ثم انتقد ضيفه بسبب أفكاره التي اتخذت شكل الرؤيا ٠ فهب هيرتزل من مكائه
صائها : « انك لا تعرف مأ معنى أن يكون المره صاحب رؤياء أذْ فط من الاعالي بامكان
المرع أن يقهم راكز الانسان الحيوية 54 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 47
- تاريخ
- يوليو ١٩٧٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22436 (3 views)