شؤون فلسطينية : عدد 47 (ص 138)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 47 (ص 138)
المحتوى
١/
الابيض المتوسط © حيث توجد المرافىء ذات المياه الدافئة . ولما كانوا يعتبرون أنقسهم
ورثة الاباطرة البيزتطيين » فالدولة العثمانية التي قامت علسى أثقاض الامبراطورية
البيرنطية بقيت عدوتهم التاريخية على مدى القرون ؛ وظل القياصرة يحلمون باسترجاع '
القسطنطيئيةٌ ‎٠‏ 8 ع كد
هذا كله كان جليا كل الجلاء بالنسبة لرجل مفرط الذكاء وواسع المعلومات مقل
هيرش . وهو بقدر تعلقه بأبناء جلدته » كان يكره الروس من أعماق قلبه » ولعل
النادرة التالية تبين ذلك بوضوح : اجتمع البارون مرة مع يهودي رومي ثري © وأخذ
هذا اليهودي يتباهى بانجازاته » قائلا انه يشغل عددا كبيرا من العمال ( الروس ) في
مصنعه ») وآأئه قد منى مستشفى لليهود . . وعند ذلك قاطعه هيرش يسخرية مريرة :
يا ليتك شغلت اليهود في مصنعك » وبئيت مستثشفاك للروس ‎٠‏ فهل أذن كان خوف
هيرس من روسيا هو الذي جعله يتردد في توطين اليهود بفلسطين ؟ انه أولا كان على
علاقة سيئة مع السلطات العثمانية » وذلك بسيب مشروع الخط الحديدي السيىء
الصيت ؛ مما كان سيشكل حائلا بينه وبين آلاة خراف المباشر على مستوطناته » فيما لو
هو آختار فلسطين موقعا لها. ونحن نعلم من دراستنا لشخصية البارون كم هو مولع
بدوره كملك غير متوج لليهود المقيمين في مستعمرأته بالارجئتين » فهل كان بمتدوره ان
يلعب نفس الدور فيما لو هو وجه سيل الهجرة نحو فلسطين ؟ وحتى لو أقترض هو ؛
بينه وبين نفسه » بأن الحكم العثماني سائر في طريقه الى الزو ال ؛ فهل هناك ضمان
بأن روسيا لن تمد ظلها ليقع على فلسطين ؟
لقد أنفق الملايين على تهجير اليهود من البلاد التي اضطهدتهم » هل يجازف في توطين
هؤلاء اللاحئين في منطقة : تقع ضمن المطامع الروسية الواضحة ؟ 1
ويتول ك. ن. بودينهامر في كتابه « مقدمة الى أسرائيل » أن هيرش كان يفكر في
تحويل مستوطناته في الارجنتين الى دولة ؛ الا ان صهره البارون بشوفسهايم حثه على
صرف النظر عن ذلك » لثلا يكون ع له تأثير سلبي على حركة اليهود الرامية الى الحصول
على حقوقهم المدنية في الدول الاوربية التي يعيشون فيها . فيا هن مدي صحة هذا
الادعاء ؟ أن غرونفالد يظن ( أو على الاقل يقول انه يظن ) بأن اللبدا الاساسي في تفكير
هيرثى هو مساعدة اليهود المضطهدين على الهجرة جماعيا » وتحرير أنفسهم بأفسهم ‎٠‏
‏وهذا التحرير الذاتي لا يتم الا بالعودة الى الارض » الى التربة . ( أي أن هيرشس سبق
الف داليد غوردن » شاعر العمل بالئسبة للصهيوئيين؛ عندما يشر بالعودة الى الطبيعة
الام ) . وبرآي غرونفالد » تدل هذه الدعوة على وجود بذرة اصهيونية أصيلة في تفكير
للحركات القومية ؛ ولا بؤمن يوجود وطن قومي ينتمي اليه . ويستشهد بمبارقه
اللاتينية المأثورة التي كان يرددها عندما يسأله أحدهم عن جنسيته الاصلية ( أذ كان
يحمل أربع جنسيات ) وهي تعني : حيث أكون مرتاحا » هناك موطني .
أما الصحفي البريطائي اليهودي .لوسسين وولف » فتد كتب يصفه أثر مقابلة صحفية
معه »6 فثال انه يمتلك قلبا يهوديا حقيقيا »؛ وهو فخور بقوميته اليهودية » و شوقينيته
اليهودية واضحة » . كما أن هيرش أبدى اعتزازه وفخره بمساهية اليهود الكبيرة في
الحضارة »6 ولا سيما في ميادين الطب والعلوم والموسيقى والادب » وذلك في يقال
نشرته له احدى المحلات . وقد شدد في هذا المقال على احتمال زيادة هذه المساهمة في
عالم تسوده الحرية 0 وي هذأ المثال ثرى التناقضش الاصيل في شخصية البارون ‎٠‏ شهو
من تاحية يعلن ذفوره من المفكرين اليهود » وينادي بالعودة الى الارض » ويفضل العلام
تاريخ
يوليو ١٩٧٥
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22437 (3 views)