شؤون فلسطينية : عدد 1 (ص 183)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 1 (ص 183)
- المحتوى
-
ننظر الى تاريخ الششعب اليهودي كما ننظر الى غيره
من المجتمعات البشرية فقد « كان اليهود خاضعين
باسستمرار لعمليات انصهار وفرز دائمة في مراحل
تطورهم التاريخية . عمليات فرز انتجت اليهودي
التاجر الفريب المرابي » وعمليات دمج مستمرة
ايضا انتجت اليهودي المزارع والحرفيوالبورجوازي
الصغر والرابمالي المنسجم مع عصره وبيئته ».
( دراسات .. ص ؟؟ 0 .
اما دراسسة العظم «الصهيونية كظاهرة. استعمارية»
فهي تعتبر تطويرا لدراسته الجيدة في كتابه « النقد
الذاتي بعد الهزيمة » عن نوع العلاقة التي تربط
بين الاسستعمار والصهيونية . الا انه لم يتتبع هنا
تاريخ تطور العلاقة بينهما في كل مراحلها » بل
اقتصر على ملاحظة نوع العلاقة التي نشأت بينهما»
بعد الحرب العالمية الثانية . وهذا يعني ان المنهج
التاريخي الذي يدعو اليه الكاتب كان يستخدم »
احيانا » بطريقة اسستشهادية متقطعة للبرهنة على
صحة المنطلقات العقلية . أي انه لم يعتمد عليه
كمنهج للتحليل بصورة متماسكة .
وربما تكون طبيعة الكتاب »© المكون من مجموعة من
المقالات التي لا يربط بينها نفس الرباط المتنامي الذي
يميز كتابا منماسك الموضوع © قد حالت دون أعطاء
هذه المعالجة بعدها التاريخي المطلوب ٠ ومن ناحية
اخرى » نستنتج ان مسقوى المنهج التاريخي »© الذي
يتبناه الكاتب » كان يتذبذب » في بعض الاحيان »
بين التحليل المادي التاريخي وبين المعالجة المقلانية
المجردة . واعتقد كذلك ان تطبيق المنهج التاريخي لم
يكن متماسكا وجليا في عدد من القضايا والمنطلقات
الاخرى »© وعلى سببيل المثال » ذلك التصور القائل
بأن البورجوازية الصغيرة المعادية للاستعمار تسيطر
على السلطة السياسية في بعض البلدان العربية !
كما انه بامكائنا أن نناقش الكاتب حول تصوره
لتحرير فلسطين . ولكن يجب ان نسسجل أولا بأننا
نوافقه على كثير من المنطلقات المبداية الاساسسية
مثل : ان التحرير لا يعني رمي اليهود في البحر
كما كان يروج التفكير الشوفيني القومي» وهو كذلك
ليس معركة الجيوش النظامية فقط كما تدعي بعض
الانظمة » بل هو « معركة تششميل الشعب العربي
بأسره وبكل طاقاته ضد قوى امبريالية عاتية »© .
( دراسات .. ص ٠850© ) . وهذه المعركة لا تتحقق»
بالتالي » عن طريق الخطب والاماني بل عن طريق
الكفاح الششعبي المسلح واستراتيجيةالحرب الطويلة
ما
الامد بهدف انذساء الدولة الديموقراطية الثشعبية في
الا اننا لا نوافق الكاتب على أن وجود مثل هذه
الدولة الديموقراطية في فلسطين مرهون بتكامل
النضال في مختلف اجزاء الوطن العربي ! والواقع
ان الخطأ الذي انزلق اليه قد اسستيده أساسسا-من
تصور الجبهة الشعبية والجبهة الديموقراطية لهذه
المسألة . ( وكما قلنا سابقا ان كتاب العظلم
يعبر عن تنامي القوى الوطنية الجديدة الصاعدة
بكل ما تحمله هذه القوى من ايجابية وتصور ) .
ونحن» بالطبع » نرفض مع العظم »© اقليمية الدولة
الديموقراطية في فلسطين او تحولها الى كيان
لا ثوري . ولكن ذلك لا يعني » بالمقابل » رهن
وجودها بتكامل نضج النضال العربي المعادي
للامبريالية في الوطن العربي ككل . يقول الكاتب ؛
« لا يمكن تحريز فلسطين بدون القضاء على الوجود
الامبريالي وتفرعاته في المنطقة .. » أو قوله : « ان
الحل الثوري الجذري للمشكلة القومية لا يمكن أن
يتأتى الا على نطاق الوطن العربي بأسره » ! ان
النتيجة المنطقية اثل هذا التصور هو التمجيز
المطلق .. يضاف الى ذلك خطأ هذا التصور ©» من
الناحية التاريخية والسياسية . فنحن نعرفا ©»
انطلاقا من المفهوم المادي التاريخي »© أن مسستويات
النضال تتعدد وتتفاوت من قطر الى آخر ٠
ان تكوين دولة ديموقراطية في فلسطين مرهون »
بالدرجة الاولى» بتنامي النضال الفلسطيني والعربي
الوطني في المنطقة المحيطة باسرائيل اولا . أما في
المستقبل البعيد © فمما لا جدال فيه » ان مثل
هذه الدولة سستكون جزءا من الدولة الششعبية الممتدة
على نطاق الوطن العربي . وذلك عندما يتطور
النضال المتفاوت في تلك الاقطار الى المستوى الذي
سبقته اليه الاقطار الاخرى .
وننتقل الان الى درامة الكاتب « نحو هم افضل
للنكرة الصهيونية »© التي يمكن اعتبارها أهم فصول
الكتاب من الناحية المنهجية. فبعد ان يرفض الكاتب
الاساليب العربية الشائعة في دراسسة الصهيونية
مثل : ( ١ ) الاسسلوب الاخلاقي الخطابي
( ؟ ) وأسلوب « التفشسروات التآمرية » »
(* ) أسسلوب التفسم الاعلامي الحقوقي ( 5 )
والاسلوب الديني الغيبي الشسائع » الذي يؤدي
الى نوع من المنطق السحري © ينطلق لتفسير
الظاهرة الصهيونية على اسساس تاريخي كما نات - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 1
- تاريخ
- مارس ١٩٧١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10633 (4 views)