شؤون فلسطينية : عدد 1 (ص 206)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 1 (ص 206)
- المحتوى
-
مخمود درويش وجائزة اللوئس
نبل ثلاث وعشرين سنة كان الصبي محمود
درويش يماني ليلا امر واطول من ليل امريء
القيس »© وهو برحف مع اهالي البروة ©» تاركين
سهول قلسطين وبياراتها ») يطوون الجبال
والانجاد وعيونهم تنحر صدر الجبال السوداء
|لبعيدة » تبحيث عن لبنان . ان احذا من قافلة
المشردين تلك » لم بدر بخلده بان هذا الصبي
الناحل » الذي يبدو وكأن السماء قبلته بعينيه »
سيحمل يوما ما صليب فلسطين » وتصبح شفتاه
تيثارة لاعدب الالحان الفلسطيئية واشجاها .
لقد كانت سنواته الست يومذاك اعجز من ان
تفهم لماذا وكيف يترك الانسان بيته وملاميب
صباه واشياءه الجميلة ») وهكذا بلا سبب
وببتر تعسفي يضيع الحلم من يديه الصغيرتين
لتتقيدا بهموم التفكير والتأمل الذي خلق لراس
أكبر من راسه . وكانت هذه الاحداث اول وسم
في نفس الفتى ترك اخاديد عميقة في حيائه
أانعكست في شعره .
ودود محمود من لبنان متسللا كما خرج هاربا
بلوذ باكناف الظلام » ورغم وعورة الطريق »©
تفمر فرحة العودة الى مرابع الصبا قلبه الصغير.
ولكنه سرعان ما يجد نفسبه في دير الاسد » تطل
البروة عليه أو بطل عليها صب سساح مساء ولا
يستطييع الخطو على ترابها » « حرام على بلابله
الدوح » © ويبقى محمود في وطنه حاضرا غائها »
بموجب القانون ©» الذي لآ يزال يبحاصره حتى
الان ويمنع عنه الحصول على الجنسية » حشى
انه قيل سنلتين عندما دعاه المفكر الفرنسسي
رودنسون الى باريس »© منعته السلطات الفرنسية
من دخولها بسبب عدم اكتمال قانونية اوراقه .
فنام ليله في المطار واقتيد في الصباح مخفورا
الى اول طائرة متجهة الى بولونيا .
هكذا كانت طفولة محمود تختلطا فيها احلام
الصفار بهموم الكبار ©» وتمتزج فيها ظلال حياته
الخاصة بكابة المأساة العامة » لاجىء في لبنان»
ولاجىء في وطنه فلسطين ٠. سجين في البيست
وسجين في الشارع ©» وسجين في السجن'2
وسجين في السفر . حصار من كل جانب »©
فكان من قدره ان يحمل صورة ذلك الوطن في
عينيه وفي قلبه وعلى لسانه » صورة كما براها »
وكما يفرض الواقع رؤيتها » وكما يطمح مستقبلا
أن تكون ٠
التقيت به اول مرة في مهرجان شعري مقد في
عكاا سنة 146068 © ويومها كانت الهرجائنات
الشعرية هي المنابر التي يلتقي بها الشمر
والشعب بالمأساة » كان لا يزال في ثانوية
كفرياسين » وانشد تلك الليلة قصيدة طويلة»)
ولا سألني رآابي ©» وكان بجلس صدفة الى
جانبي » قلت : هذا الرخم الكاني في بعض
ابيات القصيدة ». وهذه الحرارة المتألفة في
روخها وتلك الششفافية في صورها ستجعل منك
شاعر الارض المحتلة يوم تتخلص من تكرار
الصورة © والركاكة التي يفرضها عليك تركيب
القصيدة الكلاسيكي .
ويقينا فلقد كان محمود يبشر بشاعرية خصبة
موهوبة وكان يبحث عن الطريقة التي تزاوج بين
الرومانسية وبين واقعية الموضوعات التي تشسده
اليهاه اذ انه في تلك الفترة بدأت افكاره القومية
والاجتماعية تتبلور بخط متواز مع شعره» فانتمى
الى « حركة الارض »© القومية في اواخر
الخمسينات » ولما لوحقت هذه الحركة واغلقت
صحيفتها » كتب في صحيفة الحزب الشيومي
الاسرائيلي « الاتحاد » فوجد فيها متبرا لشعره .
ثم انضم نهائيا الى الحزب وبقي ينقي قصائده
الوطنية ذات المحتوى الاجتمامي التقدسي
الانساني ©» ومحور ولاه بدور حول قضية
لعد صدر عام ٠ ديوان محمود الاول
« مصافير بلا اجنحة » ومع أنه كان يحمل بذرة
فنية طيبة » الا انه كان تعبيرا عن محساولات
شعرية غير متكاملة البناء الفني .
وفي عام 1416 اصدر ديوانه الثاني « اوراق
الزيتون »© © كان عبارة عن وثبة الى الآمام في
المضمون والاطار أذ انتقل بموضوعاته الشعرية
الى مضامين اكثر جدية ووعيا © فكيفما تنقلت
في قصائد الديوان تعبق امامك رائحة الريف
والجذر المتشسبث بالارض ٠ ولعل ابرز قصائد
الدبوان © بطاقة هوية .
اما ديوان محمود الثالث « عاشق من فلسطين »
فقد صدر عام 1635 .
انه حدث في هذا اآديوان تفير في النبرة »6
فالصوت فيه همسة سحبة الكمان © والاشارة
الموحية تحل مكان شرح تفاصيل الصورة .
"6 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 1
- تاريخ
- مارس ١٩٧١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22429 (3 views)