شؤون فلسطينية : عدد 91 (ص 68)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 91 (ص 68)
المحتوى
يف
ومن فاجنر ننتقل بشكل طبيعي الى سوبرمان نيتشه :
رفض نيتشه وجود حقيقة ثابتة » فالناس يغيرون دائما من قيءهم » والانسانية
التي تترك نفسها لتلقائية الحياة . لا بد ان تتلقى صدمه كي تفيق « فالله قد ماتء
ولا جدوى من خلق الهة أخرى بحثا عن الامن ‎٠‏ اما السعادة والفضيلة وما
شاكلها ‏ فكلها اوهام والمجتمع المعاصر وهم وكل ما يخلقه من امسان فهو
وهم ‎٠‏ لان المجتمع عدو للناس والضلال أن يدعي الاقراد الى ان يحيوا
حياة فاضلة مقيدة !! اما المسيحية فاخلاقيات العبيد لان افكارها عن خدمسة
المجتمع والناس ومن يعدها المساواة هي التي خلقت الديمقراطية » وهي شر
لانها خدعت الانسان وعاقته عن معالجة فوضى الحياة , اما العلاج فهو تغيير
القيم وقلبها » وحتى هذه قد تكون فكرة مضللة ‎٠‏ فقد اختار نيتشه ذموذج-ه
للتغيير من الانسان البربري الهمجي القديم . وهذا قد يبتعد اصلا عن المقيم »
وخلق لنفسه قيمه الخاصة ‎٠‏ وهى النموذج الذي يتبغي ان نبحث عنه ونجتذيه :
نموذج هذا اللمبربري الهمجي في تعامله مع الجماعة التي يرقضها اصلا ‎٠‏
‏فالانسان في نهاية الامر « معلق في فراغ » فكيف يعالج الانسان هذا العالم
الفوضوي ؟ ومن الواضح انه كان يصف مجتمعه ‏ أما اجابة نيتشه فهي : ان
يعيش الانسان في فراغ واتسجام معا مع العالم وكيف يكون ذلك ؟ الاتسان لا
يتحكم في فوضى العالم الا بمقاومته وصراعه ضد هذه الفوضى ‎»٠‏ أن يُقبل
الحياة في فراغ ثم يصارع ضد طبيعته ذاتها ‎٠‏ ومثل هذا البربري الهومجبي
سيكون خارج اطار الخير والشر كما -خلقتهما المسيحية لان المقاومة هي أن تترك
ذاتك للعالم وتخاطر وتضحي ‎٠‏ عش في خطر ‎٠‏ وكان نيتشه يعتقد مع دارون ان
الحياة قوة شاملة وغير مرئية . والانسان لابد ان يفسح المجال لهذه القوة
الحياتية » لانها شيء ايجابي ‎٠‏ واذ! اسلم نفسه لهذه القوة » فهى ما يعني اطلاق
كلالعواطف الايجابية : « الكبرياء والفرح والبغضاء والحرب » ومن اجل تحقيق
ذلك فان الانسان يحتاج الى ما يسميه ارادة القوة ‎٠٠‏ مثل هذا الانسان يسميه
نيتشه باسمه الاغريقي : انسان ديونيز » وهو البزريري الهمجي الذي يخلق قيمه
لنفسه , حيث انه من خلال آرادة القوة » يدخل بالكامل في قوة الحياة » ليسيطر
على فوضى العالم ‎٠‏ بتاكيده لهذه الفوضى ذاتها ‎٠‏
الانسان في حرب ‎٠‏ وحرب لا تتوقف ‎٠‏ ولكنه كسبها من خلال ارادة القرة ,
من حيث هى تحول الى أنسان ديونيز » لا انسانا بورجوازيا حقيرا ‎٠‏ وهذه
النزعة الفردية عند نيتشه تعنى اغترابا كاملا عن الكتل والجماهير وقي « هكذا
تكلم زرادشت » يصور انسانا يصمم على تحويل العالم ويحاول ان يقنع العالم
بهذه الافكار » ولكنه يفشل في ان يؤثر في عوام الناس ‎٠‏ كما يفشل في ان يشكل
جماعة عندئذ يواجه العالم وحيدا وعندها يصبح هى نفسه السوبومان الحقيقي ‎٠‏
تاريخ
يونيو ١٩٧٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 39485 (2 views)