شؤون فلسطينية : عدد 91 (ص 200)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 91 (ص 200)
المحتوى
5
التي يأمل ابطال الروايات والقصص في الانتماء اليها ( الاخر , الطبيمة , القوى الالهية
التي تحكم العالم بصورة تعسفية:٠٠٠‏ الخ ‎٠‏ ) , كل هذه القيم يمكن الحصول عليها » ولكن
الثمن سيكون دمارا متوازيا للطرفين » الذي يحصل والذي تأخذ منه ‎٠‏ انها مغامرة يطل
متوحد ,. مهجور ‎٠‏ غريب ‎١»‏ يحاول ( او بشكل اكثر تحديدا » يدفع الى المصاولة , لان
هذا النوع من الابطال هو نوع سلبي » لا يمكنه ان يقوم بأية مبادرة من تلقائه ) يحاول ان
يقيم علاقة 2 اى اتصالا يامراة أى يرجل » اى بالطبيعة اى القوى الالهية , أى القوى
المتوحشة , خلال مجرى القصة »2 وفي اللحظة التي يتم فيها انجاز الاتصال او الحلم ,
يبدى واضحا ( للقاريء اكثرمما للبطل ) ان العالم الذي يحاول هذا البطل ان يقيم اتصالا
به, انما هو عالم مشوه , وان البطل نفسه مشوه , أن انه لا يتمتع بما يكفي من القوى
لمقارعة محيطه ٠وهكذا‏ . في النهاية , نجد ان اللحظة التي يتم فيها الوصول الى
الهدف ‎٠‏ هي هي لحظة انبثاق الاهواء ‎٠‏ والدمار والكارثة , أن البطل هى الذي يدملر
ذاته 2 الى يدمر ها يقرب منه ‏ إنها الاسطورة العريقة 2» اسطورة تضحية اسحاق ,2
وحكاية يافت » تقدم ها هنا في صورثها الحديثة المعاصرة » على شكل تضحية ب / أى
دمار , الاطفال على يد اقريائهم باسم هدف مشبوه أى هدام ‎٠‏ ان مثل هذه الحبكسة
موجودة في شكلها الاكثر نقاء , يشكل خاص في الاعمال الاولى لكل مسن اوريان واو
ويهوشواع ‎٠‏ وهذا الاخير يقدم لنا مثالا جيدا عليها في قصته «قافلة ياطر الليلية» (051/5) *
في هذه القصة يصف لذا الكاتب قرية معزولة في الجبال ‎٠‏ يقرر سكانها اقامة اتصال
مع العالم : مع البشر الاخرين , عبر اخراج القطار السريع الذي يمر بالقرية مرتين في
اليوم » عن سكته الحديدية ‎٠‏ وهكذا بشكل مفاجيء . وسط بريق الحادثة » وصراخ
المتالمين والجرحى ؛ يتمكن القرويون من الحصول على لحظة ارتقاء روحي » ومشاركة
حقيقية مع الآخرين ‎٠‏ وعند هذا فقط يمكن للبطل ان يتحد بمحبوبته « في تلك الارض غير
المزروعة . والتي مرت بالتجرية » ارض البلد الحبيب » *
في بداية سنوات الستين , لم تكن المستتبعات السياسية لمثل هذا البنيان الروائي ‏
جلية ‎٠‏ كانت الاهداف المتشودة اهدافا انسائية وشخصية , لكنها كانت محملة احيانا
بدلالات سياسية سوف تتخذ مكانتها المهيمنة خلال السنوات اللاحقة *
الواقع ان هذه التوليفة بين المخطط الفردي » والدلالة السياسية ,» تظهر كنا كيف ان
الادب الاسرائيلي كان في سنوات الستين ‎٠‏ متاثرا 2 على طريقته الخاصة : بادب فرائنز
كافكا . وبالفكر الوجودي الخربي ‎٠‏ غير ان استحالة اقامة علاقة سم طبيعة لا مبالية
وغريبة » كانت تتخذ في اسرائيل تفسيرا قوميا : أن الطبيعة غريبة لان الاسرائيليين لم
يتمكنو! من الاندماج في بلد غريب ليس هو بلدهم ‎٠‏ لقد بدت الحيأة ها هنا وكانها مجموعة
من اللحظات المفككة , وكأنها استمرارية حاضر دائم غير ذي دلالة » وليس ذلك فقط على
نحو ها صاغه البير كامى في « الغريب » بل على ندى آخر.2 حيث إن الماضي والمستقبل
في هذا البلد . هما ملك قوم آخرين ‎٠‏ ان الابطال يهتزون ويثورون في عالم الرواية ,
وحيدين ومقتلعين ‎٠‏ ليس فقط لانهم سوفٍ يموتون وحيدين ( تيعا لتعبير هيدجر ) بل لانهم
عاجزون » لان ثمة عجزا عن أقامة اأتصال بين اشخاص لا يجمعهم ماض اجتماعي ‏ مشترك,
اي انهم استطرادا - لا يمتلكون امكانية بناء مستقبل اجتماعي مشتركء 'انطلاقا من ذلك
الماضي ‎٠‏ ان المعاناة ليست هنا معاناة وجودية وحسب » وهي لا تنتج فقط عن واقع ان
الفرد قد القي به في هذا العالم , بل ايضا عن واقع إن هذا الفرد القي به في بلد غريب
تاريخ
يونيو ١٩٧٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 39480 (2 views)