شؤون فلسطينية : عدد 87-88 (ص 21)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 87-88 (ص 21)
المحتوى
لف
الدبلوماسية الامريكية وحين نذكر الدبلوماسية الامريكية فائما نعنى بذلك القوة
الخارقة التي استدرجت اكش من تسعين بالمئة من الحركات الوطنية لما بعد
الحرب العامية الثانية .واستطاعت ان تلوي رقاب الاغلبية الساحقة من الزعماء
الوطنيين في القارات الثلاث لتحولهم من « رؤساءدول » الى « حكام اقاليم » ‎٠.‏
‏لكن قيادة الخميني تبرهن انها ادهى من الإمريكان + ومن هنا منشا الاستقطاب
بين الطرفين » وهو استقطاب يمنع ليس فقط من التفاهم بل ومن محض الكلام !
لان الكلام مع الامريكان له درب واحد يؤدي الى نتيجة واحدة هي مصافحصة
الشاه ,» وهيى ها انتهت اليه مبياحثات المرحوم ابى القاسم الكاشاني مع أفسرل
هاريمان ‎٠‏ ويؤكد لنا مجرى الاحداث ان ما حدث للثورة الايرانية هناك لن يتكرر
هنا ‎٠‏ فالخميئي يجلس على اكداس من التجارب المرة لا تسمح له بان يتذوق
« حلاوة المساومة » ‎٠‏ وقد ثم » منذ انطلاقة الثورة » تشخيص العدى من منطلق
واقعي حصيف يرتبط بمستوى رفيع من الوعي السياسي ‎٠‏
لكن الدبلوماسية الامريكية » وهي اذكى دبلوماسية فيالعصر الحديث , تبقى
مهما يصبها من انتكاسات في اية جولة متشبثة باداة الاستدراك » وهي لا تفقد
رشدها مهما كانت شدة الصفعة ‎٠‏ وعند هذه النقطة يمكن المتساؤل عن هوامش
رافقت الثورة الايرانية وراحت تند بين المرة والاخرى فتتلاقفها وكالات الانباء
الغربية وصحافة الغرب » وفروعها في بلداننا » في محاولات ذكية بارعة لنقلها
من هامش القضية الى متنها ‎٠‏ ولعلي لا املك ما يخولني حق اسداء النصح
لهؤلاء العمالقة الذين يهيزون العروش ؛ لكن المسلمين تتكافا دماؤهم ويجير عليهم
أدناهم » فليسمحوا لي بان اذكرهم ببعض الحقائق ‎٠0‏
أن عدى الشعب الايراني هو الولايات المتحدة الامريكية ‎٠‏ حقيقة معروفة
لقادة ايران ‎٠‏ والولايات المتحدة هي عدى كل الشعوب المستضعفة , والسارق
الاول لخيرات هذه الشعوب ‎٠‏ وهي كذلك السند الاول والاخير لنظام الشاه ,
ولسائر الانظمة التي تمائله في العالمين العربي والاسلامي مسن جمهورية أي
ملكية ‎٠‏ وليس ثمة من عدى يتدخل مباشرة وصراحة ضد الثورة الايرانية غير
الولايات المتحدة وادواتها المكشوفة والمقنعة من الحكام العرب وغيرهم ‎٠‏ واذا
قدر للثورة الايرانية أن تفشل , لا سمح الله , فان فشلها من يكون الا علسى
يد الولايات المتحدة ‎٠‏ ذلك ان اية قوة اخرى لا تستطيع ولو افترضنا انهسا
ارادت » ان تقوم بنفس الدور الذي تقوم به الامبريالية الامريكية في ايران ٠*ومن‏
هنا فان الحديث عن اي خطر آخر يمكن ان يهدد الثورة لا يتعدى ان يككون
واحدا من اثنين : اراجيف مخططا لها , او اوهاما ناشئة من ضعف الوعسي
السياسي ‎٠‏ ولا بد ان يتطرق الى الذهن , هنا , موقف الاتحاد السوفييتي ‎٠‏
‏وانا مع ذلك اقول ان السوفييت لا يملكون من الحوافز ؛ ذاهيك عن الوسائل ,
ما يدفعهم الى ان يلعبو! في ايران دورا سلبيا » وديمكئني القول أكثر من ذلك
تاريخ
فبراير ١٩٧٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 39480 (2 views)