شؤون فلسطينية : عدد 87-88 (ص 24)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 87-88 (ص 24)
- المحتوى
-
5
احدى هذه الوثائق تقريرا للمخابرات البريطانية عن الاتصالات بين الشيخ عبد
الكريم الزنجاني والسفارة السوفييتية في ايران بواسطة شخص عراقي يدعى
عباس العطري ٠ وهذا الرجل لا يزال حيا » وقد اجرت معه جريدة « طريسق
الشعب » العراقية حديثا اكد فيه من حِهته ما ورد في ثتقرير المخابرات
البريطانية ٠ ولا يغير من هذه الحقيقة تغير موقف الشيع الزنجاني فيما بعد :
اى اعتزاله السياس.ة بعد ان تقدمت يه السن وما رافق ذلك من ملابساث يصعب
اكتناه حقيقتها ٠
ومن الامثلة البارزة في هذا المنحى ؛ ذلك التنسيق المكشوف الذي كان يتم
بين الشيخ مهدي الخالصي والسوفييت ٠ والخالصي من قادة ثورة العشرين
العراقية » وهى ممن رقض القبول بنتائجها التي حددها الانكلي فعارض املك
فيصل الاول وأصر على التحرير الكامل للعراق من أي نفوذ اجنبي ٠ وقد نفاه
الانكلين الى ايران لكنه واصل من هئاك نضاله ضدهم بدع م من الاتحساد
السوقييتي ٠ ولم يكن ثمة ادنى تورية أى تقية في هذا التنسيق ؛ فحين مسسات
الخالصي في مديثة مشهد اعلنت القنصلية السوفييتية هناك الحداد عليه . من
دون سائر المؤسسات الايراذية والاجذبية !
وللفكر الاسلامي القديم مسالك على نفس الخط قد يدهش لها المؤمن المعاصر
الذي اعمته السلفية » وقد يعتبرها ضصربا من الهرطقة والمروق , لكنها مع ذلك
محفوظة في مظانها ٠ وحسبي ان اذكر منها في هذه العجالة تأويلات لفهومي
الكفر والشرك ترد في مصادر الشيعة عن الامامين الصادق والباقر » اللذين فرقا
بين الكفر والشرك فحددا للاول مفهوما يتضمن ماهية الطغيان ووصفا الثاني
على ملاك العقيدة ٠ وقد صرح الامام الصادق ان الكفر اشد من الشرك لاقترانه
بالعتق والعناد . وفي هذا تساهل واضح في امور العقيدة وتشدد في أمسسون
السياسة العملية والسلوك الاجتماعي ٠ ولهذه التاويلات اصول في القرآن
منها الآيتان ١١ ى ١١! من سورة هود : « فلولا كان من القرون قبلكم اولى
بقية ينهون عن الفساد في الارض ؛» الا قليلا ممن انجينا منهم ٠ واتبع الذيسن
ظلموا ما اترفىا فيه وكانوا مجرمين ٠ وما كان ربك ليهلك القرى بظلم واهلها
مصلحون ٠ » ويرد عن ابن عباس في تفسير الآيتين ان الله لا يعذب على الشرك
اي على امور العقيدة : وانما يعذب على الفساد , اي على الظلم والطغيان ٠
وفي وقت لاحق افتى السيد ابن طاووس مرجع الامامية في القرن السابع بتفضيل
الكافر العادل على المسلم الجائر ٠ ومن المؤسف ان تنطوي هذه الاتجاهمات
النيرة في غمامة التفسير الرجعي الازهري للاسلام وتاريخه فتصبح في حكم
المنسي والمنكر بل ويصبح الحديث عنها مقارنا للالحاد على انها لتبقى امانة في
عنق اولئك الناس الذين لم يتلوث تاريخهم بعطايا الملوك ٠ وبينهم وبين تلك
الخطوط المشبوهة حواجز لا يصح ولا يمكن عبورها ٠ ولا بد لمن يتصدى للفعل - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 87-88
- تاريخ
- فبراير ١٩٧٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39482 (2 views)