شؤون فلسطينية : عدد 87-88 (ص 143)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 87-88 (ص 143)
- المحتوى
-
1١
ليست من صنع الانسان » ولا ثمرة لجهوده » بل من صنع الطبيعة والغريزة
وهي عكس افكار التنوير التي تعطى للعقل والارادة البشرية قوة الحسم ٠
وبذلك يكون هردر قد افسح مكانا عريضا في نظرية لفعل قوى تتصف بالغموض ٠
وواقع الامر ان المذهب العضوي في تفسير حركة التاريخ والبشرية وصحوة
الامم » تنتهي الى تغلب القوى اللاواعية واللاعقلانية » قوى الغريزة العمياء
والنمى التلقائي والعبقرية التي تفصح عن نفسها في الاشكال البدائية ٠ اما قوة
العقل فتشغل حيزا ضثيلا » ولا تبدل الحياة او تغيرها او تؤمن :3قدمها (؟؟),
لقد وضع فردر اللبنة الاولى قي التيار اللاعقلاني المدمر الذي حل الغريزة
والطبيعة والتفتح الطبيعي والاسطورة محل العقل والارادة ٠
أما فخته ( 16١4 1١57 ) فهى بلا جدال من الرواد الاول للقومية
الالمانية . امتلأ حماسة للثورة الفرنسية . وكانت تحركه الافكار العالية
والثورية والانحيان للطبقات الشعبية » ولكن هزيمة بروسيا امام نابليون وسحق
جيوشها في ينا سنة 1805 كان له وقع عميق من ذقسه , احدثت فيه تحول
بعيدا , فقد اصيح الداعية الاول للوطنية والقومية الالمانية ٠ ففى سمنة 18٠.1
وجه خطاباته المشهورة الى الامة الامانية عزا فيها الكارثة المروعة التي حاقت
بالمانيا الى انحطاط المخلق الالماني , وبخاصة انانية الطبقات العليا » وعقد
آماله مثل روسى على الطبقات الدنيا ٠
والشعب الالماني في ذظر» هى شعب العقل , لله رسالة روحية واخلاقية كبرى
عليه ان يحملها لمصلحة الجنس ال؛شري » وهى وحدة الذي يصلح للقيام بهذه
الامة » حيث انه احتفظ بلغته الاصصدلية وهي لغة حية شعرية وخلاقة اما الامم
الاخرى فقد لحقها العجز ٠
والعالم الجديد الذي يدعو اليه فخته , يبدا في نظره من حقل التربية : «لقد
اضعنا كل شيء ولم يبق لنا سوى التريية » هذه التربيسة ستظهن « ارضص
' الميعاد » « الفكرة الحقة » ٠ ومن هى القادر على تقبل « التربيسة الجديدة »
ال « الثقافة الجديدة » ؟ انه الا ماني والالماني وحده ٠٠ الالمائي في ذاته ولذاثه,
وذلك يسيب م طابع أساسي » يحمله الالمان دون غيرهم من الامم الاخرى »
فلقد بقي الالماني في مكان الاقامة الاصلي للقبائل الجرمانية التي غزت اوروبا
الرومانية واحتفظ بلغته ٠٠ وباختصار فان الشعب الالماني هى شعب العقل,
وهو المؤهل وحده لانشاء دولة العقل » وانسان العقل » بواسطة الثربية وهى
امة الخلاص ٠ المؤهل وحده لخلاص البشرية هكذا خاطب مواطنيه في خطابه
الرابع عشر والاخير ٠
ولم تكن افكار فذته هذه بدافع من التعحصب العرقي أى أفكار الاستعلاء
القومي » بل كانت خطابات ملتهبة تستنهض همم أمة تواجه قضدية تحريس , - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 87-88
- تاريخ
- فبراير ١٩٧٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39479 (2 views)