شؤون فلسطينية : عدد 87-88 (ص 291)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 87-88 (ص 291)
- المحتوى
-
لدلها
هاي مريض ء » قال غابي , ٠ انه سليم كثور , محتال , وهذا كل ما في الامر » ٠
هلا دم البتة لبهؤلاء الاعراب في عروقهم » » قال أربيه ساهما ؛ « ما كنت لاتسرك
قرية كهذه بهذا الشكل ! فلى ائني كنث في مكانه هنا لكنتم تجدونني في انتظاركم والبندقية
في يدي ٠ والا ماذا حسبتم ! أقسم انني كنت سافعل ذلك ! ٠٠١ قرية كبيرة كهذه ؛ ولا
يوجد فيها حتى ولا ثلاثة اشخاص يكونون ؛ هكذا » رجالا ٠ انهم ما ان يروا اليهسود
حتى يتغوطوا في سراويلهم ٠ جيب واحد كم نحن هنا مجرد جيب وبضعة رجال :
نحتل قرية كاملة ٠ ائني لا أفهمهم 1 ٠
كنا قد ترجلنا في هذه الاثناء ٠ وفي الوقت الذي كان فيه أرييه لا يزال يعرض آراءه ب
افكاره » وتقدمنا نتفقد الباحات المقفرة , ننادي ونعلن عن كل ما يمكن ان يكون « لقطة » ,
بينما كانت الارائب والدجاج تفر من امامنا » نصب القليل بعض الاحيان من المازوت الذي
كنا قد جهزناه في الصفائح » ووضعناه في الجيب سلفا » ونشعل تبانا اى بواية لحشبية
أى سقف قش منخقض » ثم ننتظر ألى ان نرى كيف انها ستتحول الى نيران تقل وقاحتها
مع احتراق المازوت ؛ نركل شيئا ما هنا واخر هناك » عل ما هى أثمن مخبا تحته,
حريصين على ان لا ندخل البيوت خشية البراغيث » ونجتاز غازين جزءا من حياة لبيوت
وباحات ويشر » سحقتهم لحظة واحدة في اوج جريهم » ولم تذر مثهم سوى إايمسسساءة
متحجرة » ستاخذ منذ الان قصاعدا بالاهتراء والاندثار في غبار الزمن ٠
وفي احدى الباحات في اسقل القرية عثرنا على امرأتين سرعان ما طفتتا تبكيان عند
رؤيتنا » وتعولان بشيء ما وكانهما تبغيان قول شيء كان لا يمكن فهمه » لان شسسكوى
احداهما كانت تتداخل بشكوى الاخرى » ولان منضر دموعهما الكبيرة وبكائهما بكسساء
الاطفال » كان يثير الاشمئزان اكثر مما كان يثير الاشفاق , ولائنا كنا مع ذلك قد ارتبكنا
امام بكاء النساء , لولا ان خرج يهودا مشينا الى الباب امامهما ؛ وينده الاخسرى
تستحثهما على الخروج كما لو كان يكش سرب دجاج » ولسانه يلهج بسرعة : ميا لله ,
يا لله , يا لله » * فخرجت الاثنتان وهما تجففان دمعهما بطرفي منديليهما الابيضين
الكبيرين » تنتحبان بصمت واذهعان ٠
وفي الباحة التي تليها مباشرة » وجدنا عجوزا كان يجلس على حجر بجانب البيت »
وكأنه ينتظر قدومنا ٠ فنهض يستقبلنا » وانهال علينا يثقل كاهلنا بكامل الحفاوة تاهيلا
وترحيبا » بل وهم بتقبيل يد عامل اللاسلكي ( الذي جعله جهازه الغريب اكثر الجبيع
احتراما ) » والذي سارع وسحب يده اليه غاضبا : « اغرب عن وجهي , انت الاخر ! . ٠
وسرعان ما راح ذلك الرجل ؛ ذى العمامة البيضاء والحزام الاصفر , يحاضر امامنا وفتا
للاصول ٠ كيف انه لا يوجد قي القرية حتى ولا شاب واحد ؛ وكيف ان الجميع هنا صم
عجائز ونساء واطفال فقط » وكيف انه توسل الى اولتك الذين فروا في الصباح ان لا
يفرو! , لان اليهود لا يؤذون احدا » وانهم ليسوا كالانجلين « يلعن ابوهم » » والخ والخ ٠
التصق بكل من ظنه يصغي اليه اى قد يصفي لحديثه , الى ان دفعه احدنا في ذروة حديثه
قائلا له باختصار ان ينصرف الى هناك ويصمت ٠
ولم نكد نصل الى مستديرة صغيرة في اسفل القرية » حتى كان سبعة من ابناء القرية
يسيرون امامنا » وبيذهم اعرج كان يقفن على عكازه ٠ كانوا يسيرون من دون ان يلتفت
احد منهم الى رفيقه » لم يتفوهوا حتى ولا بكلمة واحدة ؛ ولم ينظر احد منهم الى الاخر ٠
وهكذا » ودونما قصد , تحولنا الى مسيرة صامتة وكثيبة » كما لى كانت مظاهرة صغيرة في - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 87-88
- تاريخ
- فبراير ١٩٧٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39485 (2 views)