شؤون فلسطينية : عدد 87-88 (ص 294)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 87-88 (ص 294)
- المحتوى
-
55
«اي وحشية ؛ اي تمرد ! » , قال شموليك منفعلا ؛ « تعال نفك قيوده » ٠
« بل الافضل ان تبتعد ! » قال غابي ٠
« هيا كفي , هيا كفى ! » ١ قال شموليك للمهر مهددا! . وهو يصالحه بغمر مسن
لعشب عن بعد ٠ الا انه لم يستجب الى هذه الهدية العبث » وراح يتراقص تراقص قيد
متمرد » وبغضب متزايد . بحركات مبتورة لقوة الحبال ٠ ومكبوحة الجماح بانشسداد
القيد » وبلبطات تذهب عبثا فتتورط بذاتها وتتعثر باندفاع الحركات التي لم يكن لها ابي
يدق ٠.
٠ اثه سيكسس احدى قوائمه ! » ؛ صباح غابي «١
٠ , مستحيل هكذا , ٠ لا بد وان نفتع له هذا . . اجاب شموليك «
٠ انه سيكسر احدى قوائمه ! » عاد وصاح غابي «
تجرا شموليك مقتربا منه واحدى يديه ممدودة بالهدية العشبية المصالحة . بيشسا
امتدت الاخرى للتربيت والتهدثة » يقترب ويهدئه » يقترب ويمصمص بلطف ٠» وبشيء من
التجنب استعدادا لقفزة ارتداد » توقف المهر * عنقه مشدود بعئف وكأنه يستعد للنطلح
ظهره مقنطر متقوس . ذيله متوتر » مشدود ٠ قوائمه الاربع منحرفة حتى وكان حوافرها
تكاد تكون متلاصقة ؛ كجندب يهم بالقفز » كقوس مشدود قبيل انطلاق السهم ؛ ماكثشسا
هكذا برهة . فولاذيا , مرنا » يزخصس قوة متماسكة ,» ويكاد يندفع برغبة جامحة ؛ بنشوة
طليقة ؛ بنفس لا نهائي ؛ مسافات ومسافات ومسافات ٠ استوى بعد ذلك دفعة واحدة .
مشرئب العنق والراس ذي الاذنين الصغيرتين المنتصبتين / مزورا , كما لى كان يتعقب
هبوب الريح » مصلغ كله ٠ ثم سرعان ما استرخى ٠ وبالتفاته حسن لعوب رنا الى
شموليك , ومد الى العشب شفتيه الطفوليتين *
اقترب شموليك منه مكللا بالنصر » يمسد عنقه الحريري ٠ وبطئه المهتز , وقوائمه
الغزلانية الضاربة الى الحمرة , يناجيه بكلماث حب عذبة رقيقة :
« وسيم أنت , لطيف أنت » أجل , أجل , وسيم » لطيف ! » ٠ كذا شموليك ٠
سيم سيم همهم شموايا
ثم سرعان ما ركع مستلا خنجره يقطع قيد رجليه » دافعا براسه ومعظم جسمه بين قوائم
امهس الصافن ٠
٠ الافضل ان لا تحشس راسك هناك ! » قال غابي غاضبا . وخطا خطوة واحدة الى
الامام ٠ فقفز المهر قفزة واسعة , وذيله متطاوس , وناصصيته منتصبة » ثم قفز قفزة
اخرى الى الامام » وبراس يسبقه اندفع في عدي عاصف , قفن من فوق السياج الواطيء
( وبقية من حبل تتدلى فوق حافره ) ؛ ثم لاح مرة اخرى عند نهاية الحقل المحسروث
٠ واختفى
نهض شحوليك فاغس القم ذاهل العينين واستدار نحونا والخنجر لا يزال في يده ؛ كله
ذهول ودهشة ولا يستطيع التكلم : « مم ١ أرايتم ! ٠٠ اي مهر ! »
اما غابي فقد فك فاه وانقجر ضياحكا » كان يضحك ويسعل ؛ يضدك ويضدرب ركبتيه,
يضحك ويستدين خلفه » الينا » وامامه , الى شموليك , وهو يحاول أن يقول شيئا , الا
ائه كان يضيع في صخب الضحك الذي انتابنا جميعا , الى ان تفجرت ضحكة ؛ شاملة , - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 87-88
- تاريخ
- فبراير ١٩٧٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39485 (2 views)