شؤون فلسطينية : عدد 87-88 (ص 296)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 87-88 (ص 296)
- المحتوى
-
لحف
بالامكان تمييزهم من بينهم جميعا ٠ كان قد جمع الكثيرون هذا . صيد اكثر مما كان
متوقعا » داكنو الثياب . بيض العماش ( مناديل ملفوفة حول طرابيش صغيرة للرجال ,
ومناديل بيض ومطرزة للنساء ) ٠ كان ثمة من جلسوا وتمايلوا بظهورهم كما لي كانوا
في صلاة » بينما دحرج آخرون سبحات العنبر العسلية يشكل عام ؛ اى مجرد سيحات
سوداء ٠ وهنالك من كتفوا ايديهم الكبيرة الخشنة / أيدي فلاحين , على صدورهم ,
بينما راح أخرون يفركون اعواد القش والحشب بايديهم لمجرد ان يفعلوا شيئا ها ,
وعيونهم جميعا كانت تجولنا ٠ وتثعقب كل حركة لنا » ولا يقولون شيئا سوى تلك
التنهيدة التي تطلق بين الحين والاخر « الخ يا رب , ٠
اما بين النساء فقد كانت تدور جلية باكية رثيبة . كما لى كانت غير صادقة » وحين
كان البكاء يعول احيانا ويختنق ٠ كان بعضهن يخرجن اثداءهن لرضعهن ؛ وبعضهن
يقئعن معظم وجوههن تاركات فيها عيونا خائفة » وبعضهن كن يثرثرن احيانا ويصرخن
بالصبية الذين نفد صبرهم فراحوا يقفزون » ويقتربون منا » ويتكئون باكف ارجلهيم
الحافية على ركب ارجلهم الاخرى , ويلتهموننا باعينهم » مستفربين كل ما نفعله . كما
لى كان عرضا مسرحيا ٠ الا ان ثمة بكاء ما كان ينفجر بين حين وآخر , فاتها مصه
كل مغاليق القلوب والدموع ؛ ذيعم عندها بكاء نسوي شامل ٠ الى أن يصيرخ بهن احد
الشيوخ يزجرهن ؛ قيكبتن بكاموهن شيئا فشيثا ٠
ولكن عندما انفجر احد البيوت الحجرية بصوت يصم الآذان فجاة . وبسمود من
الغبار المتصاهد ٠ وشوهد سقفه من هنا وهى يرتفع قطعة مسطحة واحدة وسليمة . كما
هي , ثم تصدعت وتحطمت في الفضاء فجأة , فتئائرت وسقطت كتلا كتلا » نتفا » نتفا »
بغبار وبرد من حجارة » قفزت امرأة كان البيت ٠ كما يبدى ؛ بيتها » وانفجرت بصرخسة
متوحشة ؛ وانتصبت تهم بالجري في اتجامه » طقل على يديها واخر بائس كان قسد بلسغ
السن التي يستطيع الوقوف فيها على رجليه , يتعلق بذيل ثوبها : وهي تصرخ وتشيسر
بيديها » وتتكلم وتشهق » فانتصبت رفيقة لها تتبعها اخرى وشيخ ؛ ثم بدا الآخرون
بالنهوض بونما اندفعت هي تركض ؛ والطفل المتعلق بذيل ثوبها ينجل خلنها برهة ثم
تهادى على الارض يثفو باكيا وعجزه الاسمر عار ٠ انطلق احد شبابئا يعترضها صارخا
بها يستوقفها ٠ فراحت تتكلم شارعة بالصراخ اليائس بين الفينة والاخرى وهي تدق
صدرها بيدها الفارغة » وقد أدركت دفعة واحدة . كما يبدى , بأن الاهر ليس مجطرد
انتظار تحت اغصان الجميزة لسماع ما سيقوله اليهود والعودة بعد ذلك الى البيت ,
وانما هي النهاية لبيتها ولعالمها ؛ وان كل شيء كان قد أظلم وتهدم , لقد تعرفث فجأة
الى شيه ما , مبهم ,» فظيع / لا يصدق ؛ ينتصب امام عينيها دوئما حاجن ؛ ملموسا
وقاسيا » وجسدا لجسد » ويستحيل رده ٠ وكان ذلك الشاب قد تجهم كمن سثم الاستماع
فعاد وصرخ بها يأمرها أن تعود ألى مكانها , الا ان المرأة كانت قد تخطت كل الانذارات,
فنحته من دربها وراحث تجري الى مكان الانفجار » غير انه وبحركة من يده كان قد
أمسكها بمنديلها » فانحسر شعرها وتشعث امعانا في اهانتها , الامر الذي اثار امتعاض
الجديع ؛ وغضبا جامها في قلب المراة ٠ فاختطفت منديلها وعادت تغطي به راأسهيا
وطفلها الذي كان على ذراعها بحركة محتجة ودفعة واحدة ؛ بينما راح طفلها عق بكل
ضالته » ثم اسرعت وامسكت بذيل ثوبها الثقيل وراحث تعدى في اتجاه بيتها الذي كان
قد شسدم ٠
« دعها » / قال شخص ما » «٠ فائها ستعود , ٠ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 87-88
- تاريخ
- فبراير ١٩٧٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39485 (2 views)