شؤون فلسطينية : عدد 87-88 (ص 304)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 87-88 (ص 304)
- المحتوى
-
7
يكن , فقد كان منظرهم ومشيتهم لا يشهدان الا على قطيع خائف مذعن هامس متأوه , ولا
يحسن السؤال ٠ ومع ذلك » فقد كان من بيئهم من يتوقع كل شر ؛ بلل وربما كان مسن
بينهم من يساوره الشك في القلب ؛ والخثيان المعتور في الاعماق » دون ان يتكلم ان ما
ذلك الا اقتياد الى الاعدام ٠
كانت المجموعة الاولى قد توقفت أمام الثغرة التي في السياج ٠ من يدري » فريما كانت
قطعة الارض هذه لاحدهم ٠ وان هذا المكان المجرد في اغيننا . ما هو الا مكان مسحطدد
لديهم قريب من شيء عا وبعيد عن شيء ما ؛ وله من المعاني اكثر مما هو مجرد طريسق
ترابي كبير معين ٠ علقوا بالشاحئات عيونا بدأت تدرك ما الذي كان قد حل بهم » فالئفتوا
الينا » يتلمسون أيا من بيننا جميعا يمكن التحدث اليه , او ربما يتلمسون فيه الرجاء ٠
وسرعان ما انبرى من بينهم أحد الرجال بقمبازه المقلم وحزامه الجلدي اللامع الابزيم ,
وهى يرفع يسراه المعقوفة : اصدابع رجل عامل تعطل عن العمل » ويسعل قائلا شيئا ما ٠
فصرخ بهم قي الحال احدنا صوتا ؛ لا اعرف في الواقع كيف كان ؛ الا اثه سمع حسسادا
وصاحبنا اكثر مما كان ينبغي : ١ يا لله , يا لله ! » والكتلة الآدمية المجهولة تلك سرعان
ما تحركت وانحنت في الثغرة » تعبر الواحد تلى الآخر » يتابعون خطوهم في طابور واحد
صاعدين ٠ في محاذاة سياج الصبار الواطيء » ثم عادوا وخرجوا من الناحية الاخرى
للبركة بالقرب من الشاحنة الاولى » التي كان بابها الخلفي قد انزل ٠
كان السائق ومساعده قد وققا هناك يستحثان الصماعدين ؛ فيمدان يدا لهذا ويدا لذاك
يساعدانه بدفعة » يقولان كلمة لفلان , يعقبان على ذلك السمين , وذاك القذر الكبير قطها ,
او ذياك العجوز الثمانيني الآخر او التسعيني قطعا ٠ والغريب ان احدا منهم لم يحتج
ولم يعترض ٠ بل تسلقوا مستسلمين للقدر صاعدين وتراصوا في الشاحنة ٠
« هوذا ! » كان السائق راضديا ٠
« هدهم , كم هم لديك هناك ؟ صاحوا اليه من الجائي الآخر للبركة ٠
« كيف ذلك , انهم لا يأخذون اي شيء معهم ؟ » سال السائق ٠
«داي شيء ؟ » سالوه ٠
«اي متاع . حرامات , لست ادري !»2 ٠
الا امتعة ؛ لا شيء » فلتاخدهم من هنا وليذهبوا الى الجحيم » ؛ أجابوه من جانبنا ٠
ومرة اخرى كان هنالك ما يبدي سيئا وخاطنئا ؛ الا ان احدا لم يتدخل ٠
وهنا توجه الينا عربي من فوق الشاحنة فجاة ؛ ذلك المقلم اللامع الابزيم يخاطبنا :
ديا خواجا ! ( وصوته يشتد من خلال جديثه ) يا خواجات » ؛ مصححا لصيفة
الجمع , كي يخاطب الجميع . ثم شرع في الحديث متكلما دون انقضاع ,؛ مؤكدا ,2
شارحا ؛ وكانه يقرا من الكتب المقدسة » وبشيه من حزم الوائق ببراءته ويستطيع اثبات
ذلك » الا اننا لم نفهم الكثير مما قاله ٠ وكانت العينات والحاءات الحادة في مرافعته ,
تنهال علينا غريبة كما لي كانت مضخمة واصواتا قائمة بحد ذاتها ٠ وكان سكوتنا قد
شجعه فراح يرفع يسراه دعما لدعواه ٠ ويبدى أن همهمة بالموافقة كانت تتردد داخل
الشاحنة ؛ بينما راحت العيون تترصد وقع الصدق في كلامه علينا ٠ الا ان المجسمرعة - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 87-88
- تاريخ
- فبراير ١٩٧٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 59403 (1 views)