شؤون فلسطينية : عدد 87-88 (ص 320)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 87-88 (ص 320)
المحتوى
حرو
الادب الوطني في لبئان ؛ رغم قدرته على تفتيت الاحلام الكبيرة » ورغم المطابع المتحول
في مضامينه واشكاله , لم يستجب للحرب » وعانى من انعدام قدرته على الاستجابة » وقد
اعلن ذلك بنصوص كثيرة ‎٠‏ كانت الحرب بالنسبة اليه , زمنا انفجاريا » انعطف عن الزمن
السابق يما لا يكفي من المقدمات ‎٠‏ وهكذا يقي الادب الوطني في تشكيله ومضامينسه
استمرارا للادب السابق » رغم ان طموحه الرئيسي كان على الدوام » يتمثل بالرغيسة
غي تغيير المنطلقات ؛ مما يدقع الى الاتسجام مع الجماهير وحركة التغيير السياسي
الراهئنةء
الادب الانعزالي والثقافة الانمزالية كانا على الخلاف من ذلك ‎٠‏ لقد استطاع هذا
الادب ان يزيح عن كاهله ارثا كبيرا ‎٠‏ هذا الارث هى .السمة المثالية المطلقة للثقافة ومن
ضمنها الاعمال الادبية ‎٠‏ الثقافة الانعزالية استطاعت ان تنتقل فجاة ودفعة واحدة من طور
الى لور ‎٠‏ فالثقافة القديمة ‏ ثقافة السلم ‏ كانت تتشبث بالمنطلقات الجمالية والسحرية٠‏
وقد تم الانعطاف ؛ دفعة واحدة » مع ثقأفة هي ثقافة الشارع المحارب ‎٠‏ لقد انحدر الشعراء
والادباء والفنانون في المناطق الانعزالية الى الحرب ‎٠‏ باعتبارها حالة استعداد وعيش
شاملتين » وتخلوا ‎٠‏ بما يشبه المفاجاة عن المنطلقات التي حددت اعمالهم القديمة ‎٠‏
وقد يتسائل السائل هن هذه المفارقة : كيف لم يستطع الادب الوطني » رغم انطلاقه من
منطلقات انسانية مخولة ورغم المراحل المتحولة التي عاينها في تاريخه الاخير » كيف لم
يستطع ان يتحول مع الحرب ‎٠‏ بينما استطاع الادب الآخر المثقل الكاهل بالارث القديسم
والممتنع عن التحول , أن يتحول دفعة واحدة الى التفاصيل الدقيقة للصراع ‎٠‏
ان الاجابة على هذه المفارقة تذبع من البنيان الثقافي والنفسي لكل مسن الاديبين ‎٠‏
‏قالاديب الوطني كان منسجما مع الثقافة التي ينتجها » وكانت الثقافسة المنتجة تحمل
طموجحاته وقضاياه وتعير عن انتماثه السياسي والنفسي ؛ لقد كانت تلك الثقافة تعبر عن
الحلم المتحول في شخصيته ؛ فانسجم مها » دون ان تتشكل كبعد اضافي من ايعاد وعيه,
بينما كان الاديب الآخر « ينهل » من معين قديم عير متحول » وتعني الثقافة بالنسبة اليسه
محاولة للتوحد مع المجرد ‎٠‏ لهذا كانت تؤدي الى الانسلاخ عن الواقع الراهن ‎٠‏ كانت
بعدا اضافيا غامضا من ابعاد وعيه » يتم الاندماج معه في الحالات الصوفية ‎٠‏ بينما تركيبه
الباقي » « وعيه الحقيقي » يسعى في مسار آخر ‎٠‏ كان الخاضع للايديولوجية الانعزالية
مزدوجا بين ثقافته من جهة وعيشه من جهة اخرى ‎٠‏ وكان العيش يخزن يوما بعد يسوم
احتجاجات وغرائن فجرتها الحرب دقعة واحدة ‎٠‏ كانت الحرب بالنسية اليه لحظة تتفجسر
فيها الغرائز ‏ كانت تعطي الجرأة على قول ما لم يكن شرعيا قوله ‎٠‏ لهذا قال في ابائها
ما لم يكن يعتقد مرة انه وشكل موضوها للفن ‎٠‏
السؤال الثاني الذي ينبثق عن هذه المفارقة , يأتي من التشابه الكبير بين النتاجسات
الثقافية التي انتجت تحت وطاأة هذه العلاقة ‎٠‏ لقد قال الشعراء والادباء والذنانون قولا
واحدا في المناطق الخاضعة للسيطرة الانعزالية ‎٠‏ يشعص القاريء اى المشاهد انه يرى
الى شيء واحد ‎٠‏ فليس من فارق بين تلك النتاجات الثقافية حتى في التفاصيلٍ ‎٠‏ لقد
انطلق المثقفون المنتجون هناك من نفس القناعات وتوصلوا الى نفس اليقين ‎٠‏ ولا نستطيع
ان نرجع هذا التشابه الى المعين الواحد الذي ذهلوا منه قبل الحرب » اذ رغم انه واحد
ومتشابه ايضا » فانه لا يفضي بالضرورة الى تغييرات متشابهة حين يتم تجاوزه ؛ التغيبر
اى الانعطاف قد تاخذ مسارات متدددة , أى قد يبعثر الادباء كل في اتجاه ‎٠‏ ولكن ما حدث:
تاريخ
فبراير ١٩٧٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 39486 (2 views)