شؤون فلسطينية : عدد 68-69 (ص 38)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 68-69 (ص 38)
- المحتوى
-
لكا
عددا من الصهيوئيين الناقمين , مثله , على السياسة الصهيونية بزعامسة
وايزمان » وسرعان ما وجد نفسه والى حد ما رغما عئه يتزعم دوائر
اللمعارضة الصهيونية المتصلبة ٠ وقد بقي جابوتينسكي في موقع زعيم المعارضة
الصهيونية منذ ذلك الوقت وحتى وفاته سنة 194٠ , اي ما يقارب من ١١ سنة,
وهي الفترة التي ارسى خلالها الاسس الفكرية والتنظيمية لليمين الصهيوني
واصبح زعيمه دون منازع ٠ وكان جابوتينسكي من المعجبين بهرتسل ونورداى ,
فتلقف نظريات الاخير وشذبها وهذبها » بما يجعلها ملائمة للاوضاع التي سادت
في فلسطين ايام الانتداب » وجعل منها ركائن فكرية لنظريات اليمين الصهيوني,
بعد ان اضاف اليها من جعبته ٠
يختلف جابوتينسكي عن الزعماء الصهيونيين الذين عأضصسروه في دعوته
مثل نورداى ( وهرتسل ) الى اتباع الاسلوب « السياسي » ؛ بدلا من
« العملي » , في النشاط الصهيوني كوسيلة لتحقيق امداف الصهيونية ٠
وانطلاقا من هذا الموقف . عارض جابوتينسكي السياسة .« العملية ٠» التي
اتبعها وايزمان وحلفاؤه ودعا , بدلا من ذلك ؛ الى السير على خطى هرتسل
ونورداى » معتبرا نفسه بمثابة مكمل لهما ٠ « من المناسب أن نميز بوضوح
هكذا كتب مرة س بين أسلوبي حركة البعث اليهودية : السياسي والعملي ٠
ان الاسلوب السياسي هى الاكثر اهمية ٠ انه الارث الازلي الذي تركه لنسنا
هرتسل ٠ وتنص تعاليمه على انه من اجل انشاء دولة يهودية في فلسطين ,
علينا قبل كل شيء أن نحصل على. المصادقة الرسمية على ذلك من قبل الدوائر
الحاكمة [ في فلسطين ] وعندئذ فقط يمكن ان يكون الاستيطان حقيقيا » اي
استيطان يؤدي الى اكثرية يهودية وحكومة يهودية » (55) ٠ ولذلك لا يعلق
جابوتينسكي اهمية كبرى على نمى الكيان الصهيوني في فلسطين » حتى اذا اسفر
ذلك عن تاسيس عشرات المستوطنات ؛ واقامة المؤسسات اللصهيونية على اخثلاف
انواعها , الا ضمن المدى الذي يمكن أن يؤدي فيه ذلك النسى الى تحقيق الهدف
السياسي ٠ اي اعتراف عالمي بضرورة تحويل فلسطين وشرق الاردن الي دولة
يوردية » تعمل على تهجير معظم يهود العالم اليها واستيعابهم فيها ٠ والواضح
ان هذا الموقف كان معارضا للسياسة الصهيونية الرسّمية » المتبعة آنذاك *
كذلك كان جابوتينسكي على خلاف عميق مع الجناح العمالي الصهيوني »
فعارض الاعتماد على النظريات الصهيونية ذات الصبغة الاشتزاكية كاساس
لبناء الوطن القومي اليهودي في فلسطين من الناحية الاجتماءية ٠ ولم يكن
الرجل من المؤمنين بالاشتراكية اساسا » لاعتقاده انها غير ملائمة لتحقيق الهدف
الصهيوني » وهاجمها مع المؤمنين بها بعنف واحيانا بسخرية في اكثر من
مناسبة : « يا عمال العالم » اتحدوا ! ٠٠“ انني انظر باحتقان الى هذا الشعار - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 68-69
- تاريخ
- يوليو ١٩٧٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 59404 (1 views)