شؤون فلسطينية : عدد 44 (ص 15)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 44 (ص 15)
المحتوى
15
بامكان الثوريين استخدام اي شسكل من اشكال النضال المناسية او اية مجموعة محددة
من اشكال النضال . ولكن آذا فهمت على اساس أن الثوريين في كل بلد يجب ان
يستخدموا كل اشكال النضال أو ان يعايشوا بين كل اشكال النضال هكذا دفعة واحدة
فان ذلك يقود الى تخبط أسوا من تخبط العشواء . ان هذه الموضوعة « كل اشكال
النضال » اذا ترجمت في يلد واحد » وفي ظروف محددة © فسيكون مؤداها الجمع بسين
كل الاستراتيجيات والتكتيكات وهذا محال من الناحية العملية » وهو غير صحيح من
الناحية النظرية . لان كل ثورة وفق ظروف بلادها تحدد استراتيجية وتكتيك مناسبين
معيئين لتحقيق اهدافها وتمارس تبعا لهما اشكالا محددة مناسبة من اشكال النضال
وليس كسل اشكال النضال ؛ الا اذا وضعت اشكال النضال في واد ووضعت
الاستراتيجية والتكتيك ف واد آخر . وطمست تماما العلاقة العضوية بين اشكال
النضال » يما في ذلك اعطاء الاولوية لهذا الشكل أو ذاك » وبين كل استراتيجية
وتكتيك محددين »© أو ليس كل استراتيجية وتكتيك يتجسدان من خلال اشكال محددة
من اشكال النضال ؟ وان استخدام شكل نضالي ما لا يتناسب مع الاستراتيجية
والتكتيك المحددين يؤدي الى دمار احدهما . ولعل فهم هذه الموضوعة هو الذي يفسر
لماذا ولدت « قوات الانصار » فاقدة الحياة » ولم تستطع أن تمارس شكلها النضالي
‎١‏ لكي يعطى بالبرهان الساطع كيف تجمع كل اشكال النضال » ‎ !!‏ رغم ان القوى
التي كانت وراءها وكذلك الامكانات اكبر بكثير مما توفر في البداية لاكبر منظمة فدائية »
ناهيك عن اصغر تلك المنظمات التي استطاعت ان تؤمن لنفسها » ولو على الاقل »
استراتيجية وتكتيك تلك القوى . ومن هنا فان الموضوعة التي يجب ان تدرك هي ان
كل استراتيجية وتكتيك لهما مجموعة من الاشكال النضالية المناسبة التي يمكن ان
تمارس ف ظلهما . اما محاولة اضافة شكل نضالي غير مناسب لاستراتيجية وتكتيك
محددين فلا بد من أن تلفظه الاستراتيجية والتكتيك المعنيان عن جسمهما كما تلفظ
النواة » او كما حدث ولفظت « قوات الانصار » ‎٠‏ اما اذا لم يحدث ذلك » وكان الشكل
الذي انتقل الى ممارسته لا يتناسب مع الاستراتيجية والتكتيك المعطيين وكان ذلك
الشكل » على سبيل المثال » بخطورة شكل الكفاح المسلح »© وكان جادا وحقيقيا .
فعندئذ لا بد له من أن ينبذ هى الاستراتيجية والتكنيك هذين » لتحل محلهما استراتيجية
وتكتيك اخرين مناسبين له . الان » يمكن طرح السؤال ماذا كان سيحدث للشورة
الفلسطينية لو عالجت كل اشكال النضال »؛ بما فيها الكفاح المسلح »؛ على اساس
الطرح المردود عليه . اي وضع الكفاح المسلح ضمن ذلك الاطار الذي يكل خلفية
الحديك عن < كل اشكال” النضال » كما كان الحال مع « قوات الانصار © ؟ الجواب »
تعطيه النهاية التي كانت « لقوات الاأنصار ») .
على أن مناقشة استراتيجية وتكتيك حرب الشعب طويلة الامد في الثورة
الفلسطينية من زاوية معارضة الكفاح المسلح بابراز اهمية العمسل السياسي » او
معارضة حرب الشعب يابراز ضرورة الجمع بين كل اشسكال النضال » لا تنطلق من تلك
الانحرافات النظرية والمغالطات فخحسب 4 وأئما أيضا 4 وهذا هو الجوهر بالنسبة
للحالة موضوع البحث » ينطلق من اغفال المسالة الرئيسية وهي تحديد طبيعة التناقض
بين الشعب العربي الفلسطيني وبين الكيان الصهيوني ومن ثم تحديد الاستراتيجية
والتكتيك 0 لمعالجة هذا التناقض . اي بمعنى هل يحمل هذا التناقض طبيعة
عدائية ( بل اقصى درجات العدائية ) ام لا ؟ واذا كان كذلك ؛ اي يحمل مثل تلك
الطبيعة العدائية فكيف يعالج ؟ ان الغورة الفلسطيئية اقامت استرأتيجيتها وتكتيكها
تاريخ
أبريل ١٩٧٥
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22437 (3 views)