شؤون فلسطينية : عدد 44 (ص 23)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 44 (ص 23)
المحتوى
1
انني اجلس وراء مكتب ازرق كالح فخم في فندق نظيف بحي المرجة من مدينة دمشق
اكتب واكتب واكتب » بدون انقطاع أو ملل © اريد ان ن أنتهي بيسرعة ؛ أريد أن اهصرب
الى عالم جديد »؛ دنيا جديدة »؛ خانا مرهق وحزين ومثقل القلب» الافكار التي تدور
برامسي تق لني لم اعد اقوى حملها » يجب ان اتخلص منها » فقد ارتاح ) وتعود
ابتساية الى وجهي» والذي يظهر انني لم أبتسم منذ أمد طويل . هكذا تقول لي مرآتي
والتجاعيد قاسية على جبيني اذن فلا بد ان ارتاح 4 ان اكتب ثميئا وان أقوله للناس
فلردما اشترك بعضهم في تحمل عبء سنوات سبع عثتها وما ازال أعيشها وسط
دوامة ناسية عاتية لا ترحم » تجرني وتبصدني © وتعود فتأكلني لتجرني وتبصقني دون
ان استطيع السيطرة عليها وتمزيق تياراتها اللثيمة الحاتدة .
اليوم هو الثالث عقر من شهر كاثون الثاني من عام 1555 . وملوك العرب
ورؤساؤهم مجتمعون في القاهرة لبحث العدوا ن الصهيوني في تحويل مجرى نهر
الاردن . ما اجمل واروع هذا اللقاء بعد خصومة ضارية ونباح على اجهزة الاثير
تستمر اكثر من سبعة اعوام دين اخذ ورد » وهزال جد سخرت منئه الدنيا وتشكت
منه رمات الجدود !!
والحقيقة ان موضوع تحويل مجرى نهر الاردن موضوع خطير وهام . لقد اجمعت
كل المصادر العربية على تأييد هذه الخطة . واخطر من الأخطر تجري محاولة لبحث
قضية فلسطين من جذورها . قضية فلسطين كانت وستبقى حتى تحل » قضية الامة
العربية » القضية التي ارتبط بها ثمرف الامة العربية كما اجمع كل الزعماء والساسة
والخطباء في كل مناسبة » وكل مناقشة وبعد كل انقلاب منذ ستة عشر عاما » اي منذ
اليوم الاول للمأتم الكبير الذي سار فيه حكام العرب وملوكهم ورؤساؤهم مطأطئي
الرؤوس حزنا وألا وريما خجلا لمصرع الحبيبة فلسطين » بؤْبؤْ عين العرب وفلذة
كك يدهم ‎٠.‏
أجل انه اليوم الثالث عشر من تسهر كانون الثاني من عام 19555 والزعماء والرؤساء
العرب يتبادلون القيل والتحيات والائخاب في القاهرة . وتذر وكالات الاقيام واجهزة
الاعلام اخبار هذه القبل والتحيات والانخاب ‎٠.‏ ويتقاءل العرب ب بعض العسرب ©»
وترتفع المعنويات » ترتفع الاصوات بالصلوات » وتنتابني الذكريات . ويحملني الخيال
الى الماضي ؛ وفجأة أجد نفسي في الشام . في دمشق السام اجلس وراء مكتبي الازرق
أتحدث مع نفسي في « هلوسة » حديث المحموم المريضش »© افأسالي وبصدق وكاأنني
اغيق من سبات طويل طويل : أين أنا ؟ وماذا أفعل هنا ؟ ماذا افعل هنا في هذا الفندق
المتو أضسع النظيف في ساحة المرجة من مدينة دمشق الشام ؟؟ عام 1955 ! أحسس
بنساوة 5 مقع على عبني فاغمضهبا على ذكريات مؤلة » ليست بعيدة جدا تعود الى ما
النكبة في فلسطين ؛ لتصحو على اصداء نكسة الاردن حملتني بعيدا بعيدا عن كل
تيع ‎٠‏ ومرات تقاذفني منذ سئوات سبع ف كل مكان ؛ والى كل مكان ‎٠‏
بالقدر الذي تطبع فيه الرومائتيكية هذه المقدمة لمذكرات سياسية » بالقدر الذي
يؤكد الكاتب به هكذأ احس . وكان لا بد ان يكتبها اي المقدمة بالاسلوب الذي يعبر به
عن صدق أحاسيسه 5 1
تاريخ
أبريل ١٩٧٥
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 39484 (2 views)