شؤون فلسطينية : عدد 178 (ص 39)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 178 (ص 39)
- المحتوى
-
د. سامي مسلّم مس
في هذه المأساة, تتحمل أورويا الغربية مسؤولية المتهم الرئيسء وتتحمل المسؤولية الاخلاقية
والسياسية والقانونية.
كما ان اورويا لها مصلحة ذاتية قومية في ايجاد سلام في الشرق الاوسط. فاشتعال النيران في
الشرق الاوسطء الناجم عن عدم حل الموضوع الفلسطيني وعن توسع النزاع العربي الاسرائيلي
ليطال اوروبا مثلما أظهر التاريخ الحديث بصورة دراماتيكية» يهدد؛ أيضاً. وبصورة مباشرة: أمن
بلدان وشعوب أوروباء خصوصاً الواقع منها على البحر الابيض المتوسط. وهكذاء فان مساهمة أورويا
الغربية في حل هذه المشكلة لا تتجاوز كونها مجرد مسؤولية اخلاقية؛ أو سياسية:» بل انها تمثل,
أيضاًء مصلحة ذاتية تتعلق بالدخول المباشر لأوروبا.
هذا الاعتماد المتبادل؛ بالنسبة الى المصالح الاوروبية والعربية» برز للعيان. بصورة جلية: منذ
حرب سنة 19377ء وما نتج عنها من أزمة نفطية. اذ ان هذه الحرب والازمة النفطية دفعتا الحكومات
الاوروبية الغربية الى ان تبدأ في ادراك انه من غير نظرة اكثر توازناء ومنهج اكثر نزاهة. من جانبهم
تجاه القضية الفلسطينية» فان مصالحهم الجماعية: وكذلك المصالح الوطنية؛ تتعرض للخطر. وأدى
هذا ٠١ الادراك الى ميلاد الحوار العربي الاوروبي. هذا الحوار الذي احيط بدعاية صاخبة» ولكنه
قف لاحقاً. بسبب عدم مقدرة اورويا الغربية على ايجاد خطوات سياسية على ذلك الطريق؛ كما ادى
الدراك عينه, سابق الذكر, الى اصدار «اعلان البندقية» في شهر حزيران ( يونيو) ١11/0 من قبل
السوق الارووبية المشتركة.
والحقيقة, ان هذا الاعتماد المتبادل بين الشرق الاوسط وأورويا قد أبرز: بشكل واضح. في
الفقرة الاولى من «اعلان بروكسل» الذي أصدر في شباط ( فبراير ) 15417. والتي تنص على ما
يلي :
ان للدول الاعضاء في السوق الاوروبية المشتركة روابط سياسية: وتاريخية» وجغرافية,
واقتصادية؛ ودينية» وانسانية, هامة, بصفة خاصة:. مع بلدان وشعوب الشرق الاوسط. ولهذاء فانها
لا تستطيع ان تتبنى موقفاً سلبياً ازاء منطقة قريبة منها بهذه الدرجة, كما انها لا تستطيع ان تبقى
لامبالية تجاه المشكلات الخطيرة التي تزعزع استقرارها. ان آثار هذه المشكلات تؤثر على الدول
الاثنتي عشرة بطرق عديدة. وهذا المنهج «الاكثر توازناً» لحكومات اورويا الغربية يمكن تلخيصه كما
٠ ان حكومات اوروبا الغربية تدرك ان المشكلة الفلسطينية هي قلب مشكلة الشرق الاوسط. وان
ايجاد حل لهذه المشكلة يخدم الاحتياجات الامنية» ليس فقط للبلدان العربية؛ بل وللدول الاوروبية
ايضاً.
وتدرك الحكومات الاوروبية الغربية» أيضاًء ان المستوطنات الاسرائيلية في المناطق المحتلة تمثل
عقبة على طريق السلام في الشرق الاوسط. وتدرك: أيضاًء خطورة الوضع داخل الاراضي المحتلة» يما
فيها الوضع في القدس. وتدرك ان هذه الخطورة ناتجة جراء الاحتلال الاسرائيلي لهذه الاراضي.
وتدرك الحكومات الاوروبية الغربية» بدرجات متفاوتة» ان منظمة التحرير الفلسطينية هي الناطق
الرسميء مع انها لا تعترف بها ناطقاً وحيداً باسم الشعب الفلسطيني. الا انها لم تذكرء اى تعيّر
صراحة؛ من هو الناطق الآخرء أو من هم الناطقون الآخرون: باسم الشعب الفلسطيني.
8 قْوُونُ فلسطيزية العدد :١78 كانون الثاني ( يناير ) ١54/ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 178
- تاريخ
- يناير ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10633 (4 views)