شؤون فلسطينية : عدد 179 (ص 59)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 179 (ص 59)
- المحتوى
-
د. محمد عبدالعزيز ربيع سم
وتقدم شعوب العالم الثالث وتوفير ظروف التعايش السلمي بين القوتين العظميين. ومن خلال ذلك:
تقوم اسرائيلء في الواقع» بالمساهمة في صوغ سياسة اميركا الخارجية» وتحديد توجهاتها المستقبلية,
من جهة؛ وضمان تأييد اميركا لدور اسرائيل واستراتيجيتها في المنطقة العربية؛ من جهة أخرى. وكما
أظهرت تفاصيل فضيحة بيع الاسلحة لايران: كانت اسرائيل صاحبة الفكرة, وجهاز التخطيط: وإداة
التنفيذ الرئيسة. أما دور أميركاء فقد انحصر في التمويل» والمساعدة في التنفيذ» دون وعى كامل يما
كانت تحمله تلك العملية من مخاطر حقيقية؛ ودون ضمان مؤكد بالحصول على نصيب وافر من
العوائد المتوقعة في حالة حدوثها.
في دراسة قمت بها عن المعونات الاقتصادية لأسرائيل؛ توصلت إلى كشف حقائق كثيرة ومذهلة
عن مدى التعاون بين أميركا واسرائيل» وحجم المساعدات, ونوعية المعونات التي تتلقاها اسراكيل من
أميركا بشكل منتظم؛ أذ بينما تشير الارقام الرسمية إلى حصول أسرائيل على ثلاثة مليارات دولار
سنوياً من الحكومة الاميركية؛ تقدر التحويلات المالية التي تصل اسرائيل من اميركاء اليوم؛ بحوالى
4 مليارات دولار في السنة. أما قيمة المعونات الاميركية السنوية لأسرائيل, والتي تشملء إلى جانب
التحويلات المالية, المعارف العلمية والتكنولوجيا والامتيازات التجارية؛ قتقدر بما لا يقل عن ثمانية
مليارات دولار.
الا انهء على الرغم من ضخامة هذه الارقام» فانها لا تعكس التكلفة الحقيقية التي تتحملها
الولايات المتحدة يسبب القيام بدعم اسرائيل وتمكين الكيان الصهيوني من الحفاظ على وجوده وتنمية
قدراته العسكرية؛ ان بالاضافة إلى الارقام السابقة, لا بد من حساب تكلفة تأمين حدود اسرائيل
وارضاء بعض اعدائها الرئيسين وابقاء مصر خارج نطاق الصراع العربي الاسرائيلي. ولذاء لا بد
من اضافة تكاليف برنامج المعونات الاميركية لمصر بعد كامب ديفيد» ومشاركة الولايات: المتحدة في
ميزانية ما يسمى بقوى حفظ السلام, في لبنان, وسيناءء, ومساهمتها في برنامج اغاثة اللاجئين
الفلسطينيين وتكاليف مرابطة بعض القوات الاميركية في منطقة الشرق الاوسطء بصفة دائمة تحسباً
لاحتمالات تعرّض اسرائيل لخطر مفاجىء؛ كما حدث في العام 11177. وتبلغ تكاليف هذه البرامج
حوالى خمسة مليارات دولار في السنة» نصفهاء تقريباً. يذهب إلى تغطية تكاليف المعونات الاقتصادية
والعسكرية لمصر.
من ناحية أخرىء اتجهت اسرائيل: منذ منتصف السيعينات, إلى معارضة مبيعات الاسلحة
الاميركية للدول العربية؛ بشكل عامء وللاردن والسعودية والكويت؛ بشكل خاص . ونتيجة لذلك, فشلت
الحكومة الاميركية. خاصة في عهد الرئيس رونالد ريغانء في الوفاء بالتزاماتها تجاه الاصدقاء من
الدول العربية» وبالتالي عجزت تلك الدول عن الحصول على حاجتها من السلاح الاميركي. ولقد ترتب
على ذلك خسارة صناعة الاسلحة الاميركية صفقات كبيرة كان من الممكن بيعها للدول العربية» تقدر
قيمتها بحوالى أربعة مليارات دولار في السنة. ومن ناحية أخيرة, اتجهت غالبية الدول العربية إلى
تطبيق قرارات المقاطعة الاقتصادية على الشركات الاميركية التي د أبت على التعامل مع اسرائيل وتقديم
المعونات اليها. ولقد ترتب على ذلك خسارة الولايات المتحدة لجزء من السوق العربية» تقدر قيمتهاء
اليوم» في حدود 5,: مليارات دولار في السنة.
عند جمع الارقام السابقة, تبدى التكلفة الحقيقية التي تتحملها الولإيات المتحدة, نتيجة لقيامها
بدعم اسرائيل وتأييد سياستها التوسعية, في حدوب 5١,5 مليار دولار في السنة. اما الآثار السلبية
ايلك نشُون فلسطيية العدد :١74 شباط ( فيراير ) 15/84 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 179
- تاريخ
- فبراير ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22202 (3 views)