شؤون فلسطينية : عدد 179 (ص 62)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 179 (ص 62)
- المحتوى
-
قدرات اسرائيل العسكرية والسياسية
المدينة بالصواريخ والقنابلء من الج والبحر والبر. بصورة مستمرة» وقف جيش اسرائيل «الاسطورة»
عاجزاً عن ترويض بضعة الآف من ال مقاتلين الفلسطينيين واللبنانيين.
أن فشل الجيش الاسرائيلي في اقتحام بيروت بالقوة في صيف العام 147 لم يكن بسيب
تراجع قوة اسرائيل العسكرية, ولكن يسبب ارتفاع ثمن اقتحام العاصمة اللبنانية في ضوء الاوضاع
التى كانت سائدة آنذاك؛ اذ بينما رفض المقاتلون الفلسطينيون واللبنانيون قبول الهزيمة وأصرّوا
على مقاومة العدى بعناد» كانت ردود الفعل السلبية داخل اسرائيل تتصاعد بشكل متواصل وتحد من
قدرة القيادة العسكرية والسياسية الاسرائيلية على حرية اتخاذ القرار وتنفيذه. ومن ناحية أخرى,
كانت مشاهد الدمار والقتل» والتشريد, التي الحقتها اسرائيل بشعب لبنان تثير اشمئزاز الرأي العام
العالمى وتحرّك بعض قطاعاته للوقوف ضد سياسة اسرائيل واعمالها الوحشية.
ويعد وقوع مذابح صبرا وشاتيلا في بيروت وقيام حوالى نصف مليون يهودي اسرائيلي بالتظاهر
ضد سياسة حكومتهم التوسعية ورفضهالمبادرات السلام الدولية؛ وفي ضوء تراجع القوات العسكوية
الاسرائيلية أمام ضربات المقاومة الوطنية في لبنان» اتضحت حدوب قوة اسرائيل العسكرية؛ اذ أصبح
من الواضح أن غالبية الاسرائيليين لن تدعم قيام حكومتهم بغزودولة عربية مجاورة بعد تجربة لبنان,
وانه في حالة قيام اسرائيل بتكرار ما حدث في لبنان» فان احتمالات نجاحها في تحقيق أهدافها سوف
تكون ضعيفة للغاية؛ ان لم تكن معدومة. وكما أثبتت تجربة لبنان, فشلت اسرائيل: فشلآً ذريعاًء في
تحقيق أي من أهدافها السياسية على الساحة اللبنانية, وذلك: طبعاًء على الرفم من نجاحها في كسب
المعركة العسكرية ؛ ونجحت» فقطء في تحويل لبنان إلى دولة مواجهة حقيقية, فرضت على اسرائيل خوض
معركة استنزاف دفاعية.
في الوقت عينه؛ كان الاقتصاد الاسرائيلي في حالة تراجع وانحسار؛ وهو الاقتصاد الذي لم يكن
في استطاعته؛ في أي يوم من الايام؛ توفير متطلبات بناء وتنمية قدرات جيش في حجم جيش اسرائيل.
وفي الواقع: كان أحد دوافع القيام بغزو لبنان في العام ١187 السيطرة على موارد اقتصادية جديدة:
وفتح اسواق لبنان للبضائع الاسرائيلية. وتسخير امكانات لبنان المالية: والتجارية: لتجديد حيوية
الاقتصاد الاسرائيلي؛ الذي كان يدخل مرحلة الشيخوخة. ويسبب فشل الجيش الاسرائيلي في تحقيق
أهدافه السياسية على الساحة اللبنانية, واضطراره إلى خوض حرب استنزاف ضد قوات المقاومة
العربية؛ ازدادت أحوال الاقتصاد سوءاً, مما اضطر القيادة الاسرائيلية إلى طلب المزيد من المعونات
الاميركية. ويالفعل؛ تجاوبت الحكومة الاميركية, والجالية اليهودية: مع الطلبات الاسرائيلية» حيث تم
تعويض أسرائيل عن خسائرها في لبنان وزيادة حجم المعونات الاقتصادية؛ والعسكرية: على حد سواء.
وتحويل المعونات الرسمية, كافة, إلى منح وهبات خلال سنتين. الا ان كل تلك الاجراءات: وغيرهاء
فشلت في اعادة الشباب إلى اقتصاد مصاب بعاهات وتشوّهات كثيرة. ادخلته, فيما بعدء حالة من
الغيبوبة. يصعب التنبوء بطولها وتقدير احتمالات الخروج منها.
في السبعينات؛ انحصر الحماس الاميركي الكبير لاسرائيل في محاولة اعدادها للقيام بدور الاداة
في تنفيذ سياسة اميركا الخارجية. في اوائل الثمانينات, كان الولع الاميركي باسرائيل ناتجأ عن نجاحها
في اداء الاعمال القذرة لحساب الولايات المتحدة, والقيام بمغامرات عسكرية أقرب إلى الخيال منها
إلى الحقيقة: كالذهاب إلى اوغندا لاطلاق سراح بعض الرهائن: والوصول إلى بغداد لتدمير مقاعل
نووي. ولذلك. استهدفت عملية غزى لبنان ترسيخ صورة «الجيش الذي لا يقهر» في مخيلة
العدد 117/5, شباط ( فبراير) ١5/84 شْيُونَ فلعطؤية 35 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 179
- تاريخ
- فبراير ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22203 (3 views)