شؤون فلسطينية : عدد 179 (ص 90)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 179 (ص 90)
- المحتوى
-
سب صليبا خميس: تجربتي في مراكح»
القرار مخائناً»؛ كما رأت في من يعارض القرار وكأنه
يعارض الماركسية اللينينية؛ آي انهم ربطوا بين
الموقفين. على هذا الأساس, عندما عاد المرحوم اميل
توما الى البلاد» أجريت محاكمته؛ لأنه عارض قرار
التقسيمء وأبعد عن قيادة الحزب.
منذ اللحظة هذهء بدا الاتصحراف القومي
اليهودي في الحزبء لأن الموقف من قرار التقسيم
ليس قضية ايديولوجية مبدئية تقرر شيوعية
الحزبء ولأن اندريه غروميكى عندما أيّد قرار
التقسيم؛ في الامم المتحدة: لم يقل انه أيّده بموجب
الموقف اللينينيء وانما قال ان تأييد بلاده للقرار جاء
لأنه «أهون الشرين» في الظروف التى خلقها
الاستعمار والتي لم يكن من الممكنء ازاءهاء إلا
اتخاذ موقف مؤيد في حين ان الحزب؛ عندناء تعامل
مع اميل توما على انه «خائن» وجرّده من مسؤولياته
الحزبية لفترة طويلة من الزمن.
بقيت أنا في قيادة قرع العصبة في الناصرة؛ الى
ان تم توحيد الحزب؛ في تشرين الأول ( اكتوير)
4, بين الشيوعيين العرب (العصبة),
والشيوعيين اليهود؛ واتحدنا في اطار الحزبي
الشيوعي الاسرائيليء لنبدأء بعدهاء مرحلة جديدة.
حملت بين ثناياها كثيراً من الايجابيات» من جهة,
وكثيراً من السلبيات والانحرافات: من جهة اخرى.
طبيعة الخلاف مع الحزب الشيوعي
ان الخلافات التى انفجرت مؤخراً (في أوائل
7) بيني وبين الحزب الشيوعي الاسرائيلي
(راكح)؛ ليست وليدة الصدفة, ولا بنت ساعتها؛ فقد
كنتء في السابقء اعبر عن مواقفي وأنتقاداتي
للحزب داخل الاطر الحزبية؛ وكنت حريصاً على عدم
تسرّبها الى الخارج. وقد كانت» وما زالتء انتقاداتي
تتركز على القضايا الايديولوجية, والمواقف
السياسية؛ والشكل التنظيمي للحزب؛ وعبّرت عنها
في مؤتمرات الحزب. فالتنظيم القائم حالياً. هو
انعكاس لسياسة وايديولوجية معيّنة تبناها الحزب
منذ ان حدث التوحيد بين الشيوعيين العرب
واليهود ؛ وريما يعود الى قبل ذلك. فكما سبق وذكرت»
بدأ الانحراف يظهر عندما ربط الحزب بين تأبيد
قرار التقسيم والماركسية اللينينية» وعندما «خرّن»
كل من يعارض التقسيم. ثم
الخلافات الداخلية» فيما يعدء حول تسمية الحزب:
هل هى حزب شيوعي فلسطيني ؟ أم حزب شيوعي
اسرائيلى ؟
الفرق بين التسميتين قد يبدو لغوياًء إلا انه
ينطوي على أبعاد كبيرة. الحزب الشيوعي الاسرائيلي
منّ في مراحل مختلفة: وطرأت عليه تغيرات كبيرة.
فمنذ ان اتحدتاء في العام 15145 حدثت سلسلة من
الصعود والهبوط في تاريخ الحزب ومسيرته: وهناك
عدد من الاخطاء الايديولوجية والسياسية التي
بدأت بالظهور. واستمرت في التراكم حتى العام
6 أي حتى وقوع الانقسام داخل الحزب.
فهذا الانق ام لم يأت نتيجة امور تنظيمية
وايديولوجية بسيطة؛ على الرفم من أن تقرير الحزب
حوله لم يكشف الحقيقة كاملة؛ واقتصر على ذكر ان
جماعة ميكونس - سنيه؛ المنشقة, اتخذت مواقف
اعتبرت فيها حركة التحرر العربية حركة رجعية في
مضمونهاء وتهدف الى القضاء على دولة اسرائيل؛
كما تدّعى هذه الجماعة بوجود صلة بين اسرائيل
ويهود العالم» وتطالب بالانقتاح على الاحزاب
الصهيونية؛ وخصوصاً الحزب الحاكم؛ كما تدعى
هذه الجماعة الى محارية «جراثيم القومية العربية»
حسب وصفها وتقول ان الحزب الشيوعي
الاسرائيلي سوف يأخذ على عاتقه محاربة الشوفينية
القوبية العربية في الخارجء وداخل الاحزاب
الشيوعية العربية.
ان الامور التي وردت في تقرير الحزب حول
موققه من جماعة ميكونس سنيه صحيحة؛ لكنها
ليست كاملة. فهناك امور اخرى لم يتطرق اليها
الحزب في نقاشاته وتقاريره؛ وهذه الامور بقيت قائمة
حتى يومنا هذاء وهي استمرار للخط الذي وضعه
ميكونس للحزبء مثل دستور الحزبء الذي يلزم
الاعضاء بالاممية البروليتارية والوطنية الاسرائيلية»
معاً. وفي اعتقاديء ان هذا الموقف غير اممي, وهو
تعبير عن منطلقات الحزب القومية اليهودية, لأن
الوطنية الاسرائيلية تعني حسب تعبير ميكونس -
الموقف القومي اليهودي للحزبء وان العرب
الموجودين في الحزب يشكلون, فقط, قوة انتخابية.
من هناء كان الحزب الشيوعي الاسرائيلي يتخذ
مواقف سياسية وايديولوجية لا تتفق مع الموقف
الاممي؛ فكان الاسرائيلي يرفع الاعلام
العدد 11/5: شباط ( قبراين ) 15448 شُرُون فلسطؤية 44 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 179
- تاريخ
- فبراير ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22205 (3 views)