شؤون فلسطينية : عدد 179 (ص 92)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 179 (ص 92)
- المحتوى
-
حب صليبا خميس: تجربتي في «راكح»
العمال والفلاحين والشبيبة والطلاب.
مع كل هذا التأييدء بقي الحزب الشيوعي
يتحدث مع الجماهير بلفة حتى بعد
الانشقاق, علمأً بأن الوضع الجماهيري قد اختلف
تماماء والظلروقف العامة قد تغيرت عن تلك التي كانت
سائدة في العام 5و حينها كنا أقلية بسيطة,
مسلوبة القوة لم نتجاوز ٠٠١ ألقأًء ومجتمعنا
الأساسي قد أنهار فجأة, فلم نكن نمتلك رؤية
واضحة في مواجهة السلطة الجديدة. ولكن» بعد
ذلك. بيدأت الجماهير تدرك ان لها كياناً قومياً:
وبدآت تصبح فاعلة, وازداد وزنها النوعي والعددي»
وبدأت تتكامل وتتماسك؛ كما طرأت علينا تغيرات
كبيرة ناجمة عن عملية الانتقال من الريف إلى
المدينة, أي الانتقال من مجتمع ٠١ بالمئة منه من
الفلاحينء الى مجتمع 6١ بالمثة منه من العمالء
ونحو عشرة بالمئة. فقطء يعيشون على الزراعة. وقد
حدث هذا الانتقال بسرعة هائلة ليس لها مثيل في
التاريخ, فنشأت عندنا طبيقة عاملة, احتكت
بالمجتمع اليهوديء, كما احتكت بالآلة» واصبح
لديهاء مع الوقت؛ وعي كبير؛ كما اصبحت تدرك
مصالحها الى حد كبير.
ولكن, للأسف, لم يراع الحزب تلك التطورات
ولغته. في مخاطبة الجماهير. لم تتغير؛ وسياسته
بقيت على الحال الذي كان عليه في العام :.١514 وإ
تتطور مع مستوى تطور المجتمع العربي, وعيا
وادراكاًء نوعاً وكمّاًء بل استمر الحزب في تحجّره
الفكري والسياسيء وفقد علاقاته مع مستقبل
النضال الفلسطينيء وطرح عدداً من الشعارات
التي لم تتلاءم, حتى من حيث المبداء مع القضية
الفلسطينية.
فالحزبء مثلًء مطلرح قضية الحدوب؛ اين تكون
حدود كل دولة ؟ ونحن حتى حرب حزيران ( يونيو)
417 كما متمسكين بخطوط الهدتة؛ ونطالب
بتحويل هذه الخطوط الى حدود في حال التسوية.
ليس هذا فقطء بل كنا نطالب بانسحاب اسرائيلي من
بعض المناطق الاخرى التى احتلتها اسرائيل في
العام 1545. فجأة, بعد حرب العام /1971. تنازل
الحزب عن خطوط 55 15ء وطالب بالاتسحاب الى
حدود الرابع من حزيران ( يونيو) 1517. انني لا
اعترض على الاتسهاب الاسرائيني الى حدود
الرابع من حزيران ( يونيى) 15117؛ انما أرى»
ميدئياء ان الحزب الشيوعي الاممي لا يحدد
حدوداًء وليس من واجبه أن يحدد حدود «الدولة
الفلسطينية» على انها هي حدود الرابع من حزيران
( يونيى ) وعاصمتها القدس العربية, بينما القدس
الغربية هى عاصمة الدولة الاسرائيلية. لقد اتخذ
الحزب هذا الموقف ليكسب تأييداً دولياً لموقفه.
وخصوصاً من المعسكر الاشترأكيء بينما الموقف
الاممي يؤكد ضرورة النضال ضد الاحتلال
والعدوان وفق كل الخيسارات الدولية المطروحصة
والمعترف بها. أما أين تكون حدود هذه الخيارات:
فهي غير محددة: المهم في الأمر مبدأ تقرير المصير
واقرارهء وليس هناك داعء الآن, لآن نبحثء أى
نحسددء الحصدودء فهذ! أمر سايق لأوانه: لمانا
نستعجل الأمور ونقسّم القدس منذ الآن ؟ ولاذا
تخلّينا عن خطوط الهدنة ؟!
ان خط الحزب السياسي الذي أقرٌ في المؤتمر
الخامس عشر ما زال ساريا حتى الآن. ففى ذلك
المؤتمرء جاء في قرار اللجنة المركزية أن «حل القضية
الفلسطينية يتم عن طريق أتفاق متيادل وحدود
معترف بها من قبل الطرفين». واعتبر الحزب هذا
الحل موقفاً لينينياً؛ ومن هذا المنطلق أكد الحزب
«ضرورة التوصل الى حل بالطرق السلمية». ولكن
السؤال المطروح: ماذ! يقول لينينء اذا لم يكن هناك
اتفاق متبادلء واذا رفضت اسرائيل أي اتفاق ؟
ولاذا نشترطه في الحل الذي نطرحه؛ مفاوضات
مباشرة وبدون شروط مسبقةء بينما أسرائيل تفرض
شروطها ومواقفها سلفاء وتضم وتحتل من الارض ما
تريد ؟ أن الاشتراطهء في هذه الحالة» وفرض الأمر
الواقع» مسموح لاسرائيل وممنوع عن العرب. وهناء
تصيح معادلة السلام الاسرائيلية «ان ما في حوزتها
هو لهاء وما في حوزة العرب يجوز التفأوض عليه». ثم
لماذا يحدد الحزب التوصل الى حل بالوسائل
السلمية فقط ؟ ماذا لى فشلت هذه الوسائل ؟ ولماذ!
مسموح لأي شعب يقع تحت الاحتلال ان يقاوم
الاحتلال بكل الوسائلء بينما ممنوع عن
الفلسطينيين ان يختاروا سوى الطرق السلمية ؟
كل هذه الامور اضطررنا الى تجاوزها في سبيل
المحافظة على الحزبء وخوفاً من حصول أزمات
داخلية تؤدي الى خلخلة تماسكه. وتهدد الانجازات
الكبسيرة التسي حققهاء على الرغم من كل
العدد ,١7/5 شياط ( فبراير ) 1544 لَشُيُون فلعطزية 5١ - هو جزء من
-
شؤون فلسطينية : عدد 179
- تاريخ
- فبراير ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10281 (4 views)