شؤون فلسطينية : عدد 179 (ص 109)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 179 (ص 109)
المحتوى
تعلن الولايات المتحدة الاميركية: بين الفينة
والأخرىء» عن نيّتها في اعادة تقويم سياستها تجاه
دولة من الدولء أو منطقة من المناطق. وقد يحدث
التقويم, كما جرى إزاء الاحداث الجارية في الارض
المحتلة - وإن كان لم يفرز سياسة جديدة: بل أفرز
أسلوياً جديداً لسياسة قديمة ؛ وقد لايحدث, مثلما
تكرر مع اسرائيل. وفي كلتا الحالتينء أثار الاعلان
عن الرغبة في إعادة التقويم بعضاً من المخاوف وجدّد
بعض الآمال.
قد يقالء هناء انه لمن العقيم أن ينظر إلى
السياسة الخارجية الاميركية كجملة من التطورات
والتحركات المتناسقة وغير المتناقضة:, وذات الدلالة
الواحدة؛ هذا صحيح. غير أن دولة عظمى كالولايات
المتحدة ترسم لنفسها سياسة عامة في ظروف معينة»
وتتبع اتجاهاتها الرئيسة في الظروف ذاتهاء لا بد
وأن يعتري تحركاتها بعض التناقضات التفصيلية.
ومن نافل القول: ان السبب الرئيس لهذا التخبط في
صنع القرار. وعدم وجوب سياسة متكاملة تجاه
منطقتناء هى تلك النزعة الايديولوجية المبسّطة لدى
حكام واشنطن الذين يركزون جلّ اهتمامهم على
الصراع مع الاتحاد السوفياتي: ويميلون إلى تجاهل
التطورات والصراعات الاقليمية» الا عندما تمس,
بقدر ماء الصراع بين الجبارين. وهذا يعني» أن
سياسة واشتطن الاقليمية لا تتحدد يصورة
مسبقة, ولكنها تتبلور يوماً بعد يومء مع وقوع
وتلاحق الاحداثء كرد فعل عليها.
وليس هذا القول من قبيل التسجثي؛ بل
استنطاقاً لحقائق ومعطيات إزاء ما يجري من
أحداث في الارض المحتلة . لقد كان موقف وأشنطن:
منذ اندلاع الانتفاضة الفلسطينية؛ يسير في
مسلكين اثنين : فهي حرصتء من جهة: على التعامل
مع تل - أبيب عبر القنوات الدبلوماسية؛ وفي مجلس
الأمن الدولي لحماية اسرائيل والحؤول دون
القاومة الفلسطينية . دوليآ
أدانتها؛ ولكنهاء من جهة آأخرىء تعمّدت الظهور
بمظهر «المتعاطف» مع الانتفاضة؛ ويأتي ضمن هذا
السياق وقوفها مرة بالامتناع عن التصويت ومرة
بالتصويت ب «نعم» إلى جانب قرارين في مجلس
الأمن مناهضين لاسرائيل.
انطلاقاً من هذه المعطيات المتناقضة؛ من
الصعب التنيؤٌ بمسا سوف تكون عليه المواقف
الاميركية. فالرمال المتحركة في المنطقة تحول دون
المخاطرة بأي تقدير. ولكننا سوف نحاول؛ في ضوء
تصريحات وتحركات وأحداث الشهر الماضيء القاء
نظرة سريعة على بعض معالم السياسة الاميركية,
كما تبدو لنا الآن.
سياستان
يسوب الانطباعء. منذ فترةءبأن الادارة
الاميركية تكرر» بدورهاء ما كان جورج شولتس يراه
عيب الادارة السابقة الاساسي: التخبط والتراجع
والتناقض في مجال السياسة الخارجية. وف ضوء
هذا «العيب».: تتضح الطبيعة المتذيذية المسلك
الاميركي إزاء اسلوب اسرائيل القمعى في الارض
المحتلة. وللتدليل على تلك الطبيعة المتذبذية لرد
الفعل الاميركي؛ يمكن رصد الجزئيات التالية:
© تسجيل موقف انسانى يستنكر سقوط
ضحايا. ‎١‏
© تقديم سلسلة اقتراحات إلى الحكومة
الاسرائيلية مؤّداها الدعوة إلى تنظيم عملية «قمع
نظيف» أي قمع دون إراقة دماء.
© إبداء القلق حيال ما يجري والتأكيد ان
الحل السياسي الوحيد له هو في أجراء مقاوضات
مباشرة بين اسرائيل والدول العربية المجاورة لها
(جيرو زاليم يوست. ‎.)1148/١/5‏
أن وضوح هذه الابعاد الرمزية لرد الفعل
م14١‏ تون فلسطيؤية العدد ‎,١0/5‏ شباط ( فبراير) 154/4
تاريخ
فبراير ١٩٨٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 10377 (4 views)