شؤون فلسطينية : عدد 180 (ص 92)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 180 (ص 92)
- المحتوى
-
م.ت.ف. والعملية السياسية
ذات التأثير الأهم في سياسات م.ت.ف. وذلك يعود» من جهة؛ الى حجم هذه المجموعة وتمتعها بفرصة التعبي.
فلسطينياً. واحتوائها على قيادات اجتماعية تقليدية» ومن جهة أخرى الى حقيقة ان أي حل سلمي سوف يدور
حول تلك المنطقة؛ وخصوصاً أنها تمثل نقطة التقاء وتضارب فلسطين واسرائيل والاردن في آن ١
يكرس ميشال جزءاً هاماً من هذا الفصل لشرح خلفيات النخبة في المجتمع العربي في الضفة الغربية وهو
الموضوع الذي تناوله في كتابه السايق. وهويفعل ذلكء لأن اجدى مقولات كتابه الحالي تتمثل في الصراع الضمني
بين م.ت.ف. وقادة الضفة المحليين حول النفوذ وحول صنع القرار وصوغ السياسة. ويلاحظ المؤلف الازدواجية
السياسية للنخبة القديمة» حيث وفقت بين تكيفها والسلطة الاردنية وبين اقتناعها بضرورة العمل العربي
المشترك لانقان فلسطين. وقد برز سلوك شبيهء الى حد ماء في أعقاب حرب ١971 وحتى 1975 أو 1917/16, أن
تأقلمت نخبة الضفة مع واقع الاحتلال: الى حين بدء م.ت .ف. بتركيز اهتمامها على المنطقة, بعد ,١14174 وفوز
مؤيدي المنظمة في الانتخابات البلدية العام 1901/5.
لجأت التنظميات الفدائية» في مقابل حالة الشتات وتمايز النظرات؛ الى تحقيق التوازن بين متطلبات الانتماء
العربي القومي وبين المطامح والتطلعات الخاصة الفلسطينية. وجاءت نظرة كل تنظيم الى قضايا الساعة والى
مسألة الربط بالضفة الغربية (خاصة) في ذلك السياقء فأثر على خطابه السياسي واختياره للاساليب المناسبة.
ويقسم ميشال التنظيمات بين «فتح» والجبهة الديمقراطية اللتين تمثلان في نظره مقارية الاستقلال الذاتي:
وبين الجبهة الشعبية التي تمثل مقاربة الثورة العربية, وبين التنظيمات المرتبطة بسوريا والعراق. وعلى الرغم
من صحة الاعتراض على تقسيماته؛ من باب عدم كفاية شرحه لتطور أوضاع الجبهة الشعبية وعدم تمييزه فيما
بين الصاعقة وجبهة التحرير العربية والقيادة العامة وجبهة النضال الشعبي وجبهة التحرير الفلسطينية؛ فإن
العبرة الجوهرية تبقى سليمة؛ ألا وهي ان صلب العمل الفلسطينيء منذ الستينات» في ما يتعلق ب «فتح»
خاصة؛ ومنذ منتصف السبعينات, في ما يتعلق بعدد متزايد من التنظيمات الاخرى؛ تمثل في خلق هامش لوجود
ومناورة الاطار الفلسطيني القطري المتميز على الرغم من أية تأكيدات عروبية. ولعله صحيح القول ان من بقي
على قناعته بضرورة الربط العضوي بالمحيط العربي عانى من الاضمحلال طاما أنه لم يخلق المشروع البديل»
سياسياً وتنظيمياً وعسكرياً. وهذهء فعلاً. هي سيرة الحركة الفلسطينية منذ العام 21915 أي ان تتحرر من
القيود العربية مستعينة بالشرعية العربيةء وأن تعزز الاستقلالية والخصوصية الفلسطينية دون أن تفقد الدعم
ومبرر الوجود, عربياًء بينما تراوح العرب بين رغبة التملص من المسؤولية الملقاة على كتفي م.ت.ف. وبين الرغبة
في السيطرة عليها. وقد تمثل هذا التوتر الدائم محركاً أساسياً للسياسة الفلسطينية» والعربية منذ ذلك الوقت.
واختتم ميشال الفصل بوصف لتحول الاصطلاح السياسي الفلسطيني بعد العام 1415؛ حيث تمحور ذلك حول
جعل القبول بالتسوية السياسية أمراً مقبولاًء لأنه يتماشى مع العرف والهدف الفلسطينيين ولا يتعارض معهما.
فالصراع الداخلي دار حول هذه العملية. وقد نجحت م.ت.ف. في إرساء قواعد التغيير, مع أنها لم د ترّ أملاً كبيراً
في الحصول على تنازلات اسرائيلية ملموسة تستحق تحمّل الانشقاق من أجلها.
تواصلت عناصر التحليل هذه في الفصل الثالث «الديلوماسية المكيّلة», فآكد المؤلف ان استعداد م.ت.ف.
لاقامة دولة في الضفة الغربية وقطاع غزة أظهر مرونتها وزاد من الاعتراف الدولي بها ويقضيتها. غير أنه يضيف
ان المرونة الدبلوماسية الفلسطينية بقيت ملتزمة بالاهداف القصوىء فلم تطرح م.ت .ف. الدولة المصغرة سوى
كخطوة مرحلية على طريق تحقيق الحلم الاكبر. والاهم من ذلك؛ هو ان المتحدثين الفلسطينيين لم يتخلوا عن ذلك
الهدف النهائي؛ بل وأكدوا استحالة الاعتراف باسرائيلء أو الاقرار بحقها في الوجودبء حتى خلالء أو بعد؛ أي
حل سلمي يودي الى قيام دولة فلسطينية جزبّية . وهذه هيء حقيقة, ؛ قضية جوهرية تشكل عائقاً ريما يكون حاسماً
ازاء اقتناع بعض الاسرائيليين بالتفاوض مع م.ت.ف. وازاء تبدل الموقف الفلسطينيء نهاية نحو الاقرار
والاعتراف: ضمن صفقة شاملة. لكن ما يفوت الاسرائيليين هو ان أي فلسطيني لا يقدر على ان يقدم» ولن يرضى
أن يقدّم؛ أكثر مما تعرضه م.ت.ف. والخللء أو التردد؛ ليس من خصوصية م.ت.ف. أو نتيجة لعقليتها؛ ولن
يزول بزوالها. كما يفوت الاسرائيليين؛ والمؤلف ايضاًء ان الاصرار «قبل التفاوض» على عدم التفريط
العدد ١16١ آذار ( مارس ) ١984 شُوُونَ فلسطيزية 45١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 180
- تاريخ
- مارس ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22323 (3 views)