شؤون فلسطينية : عدد 180 (ص 107)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 180 (ص 107)
المحتوى
وبين معالجة الانتفاضة الفلسطينية ومعالجة النزاع
العربى - الاسرائيلى» تكشف القارة القديمة عن
ابجديات دبلوماسية, لا يمكن تعديها بمجرد
نسيانها . ففي مراحل هامة من تاريخهاء كان
انتماوّها الى هذه المنطقة من العالم عنصراً شديد
التأثير في مسارها السياسي, ان لم يكنء: بالفعل»
العنصر الاشد تأثيرا
ازاء هذه القوى الدولية الثلاث. تطيق القاعدة
بشكل مطلق : ان دورها محدد. سواء في الحرب ‎١‏
‏في التفاوضء وبالتالي» في التعامل مع احد اخيارين :
كما ان هذا التورط العميق 55 القوىء. وان
ضمنياً يضعها في قلب سهورة مركزية و لقرري» كما
3 تجنبيه؛ ؛ قمصالحها والنزاع في المنطقة امتزجا
تماما.
واشتطن : الحل «الانتقالي»
ثمة من يقولء ان هدف التحرك الاميركى
الاخير هو العمل بحيث تنتهج جارات اسرائيل
خيارات هذه الاخيرة, في كل الميادين الممكنة والى
أبعد حد ممكن (نيويورك تايمز. ‎.)1984/5/٠‏
‏ان مثل هذا الوضع يضمن لواشنطن موقعاً منحازاً
الى جانب اسرائيلء ويتيحء بدورهء فرض تسوية
تضعها الولايات المتحدة: ويتيح: أيضاء محاربة أي
نفوذ سبوفياتي محتمل في المنطقة. ونشير. من جانينا
كذلك؛ الى ان مثل هذا الوضع., لعلى قدر من الاهمية
بالنسبة الى واشنطنء, بحيث انها لا تملك الا ان
تحث الخطىء لأن الانتفاضة الفلسطينية زادت في
تعقد التنافسات القديمة. وأضفت أهمية مستجدة
على مجمل المنطقة. فليس بالامر الغريب ان تجد
واشنطن نفسها مجبرة. طوال هذه الاحداث. وفي
مناسبات عدة, على شرح:ء وتبريرء. ما لا يخفى على
أحد: تلويح بفرصة للسلام منظورة.
هكذاء يوحي التحرك الاميركي الجديد وكأن
هناك بالفعل ‎٠‏ شيئًاً جديداً : تحركات لمبعوتين بارزين
في العواصم العربية والاجنبية؛ اقاويل متناثرة هنا
وهناك؛ تكثّم حول أمر غير مرئي ؛ تحليلات ل
صحافية عديدة. أما المضمون, فلا بيدو أ ن شيئاً
جديداً قد طرآ.
وعلى كل حالء فان علينا ان نميّز بين ثلاث فئّات
من الدلالات في هذا التتحرك؛ لبعضها دلالة
د. ثبيل حيدري ل
ايجابية: وللاخرى دلالة سلبية؛: وليس للبعض
الثالث دلالات محددة. ولعل أولى الدلالات الايجابية
هي أن هذه التطورات باتت تنم عن ادراك واشنطن,
ان جمودب الوضع على ما هو عليه ليس في مصلحتهاء
علاوة على اعلان رفضها لاستمرار سياسة الامر
الواقع الاسرائيلية» وتكثيف اتصالاتها بمعظم
الاطراف المعنية بمشكلة النزاع العربي ‏
الاسرائيلي. أما أوجه السلب؛. فهي تنطلق من كون
مجمل هذه التطورات لا تعكس تبدلاً جوهرياً قْ
الموقف الاميركى من القضية الفلسطينية؛ كما أنها
تعنى القليل للغاية من الناحية العملية؛ اضف الى
ذلك عدم تحديد الادارة الاميركية لتصورها لحقوق
الشعب الفلسطينيء أو المساهمة في طرح افكار
جديدة ومحددة لتحريك عملية السلام. من خلال
ميادرة عادلة وشاملة, فضادً عن غياب أي بوادر
لضغط اميركي محتمل على اسرائيل: لحملها على
الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطينى.
هذه الحسابات المهدئة لخواطر الاطراف في
المنطقة بدت غير مناسيةء. بعد دخول الانتفاضة
الفلسطينية شهرها الثالث . وفي هذا الاطار, كان من
المنتظر ان ترتدي تصريحات مندوب الولايات المتحدة
الدائم لدى المنظمة الدوليةء فرنون وولترزء عن
احتمال حصول الفلسطينيين على دولة خاصة بهم,
أهمية كبرى. وبالفعلء ففي ندوة لكبار رجال
الاعمال؛ أقيمت في سويسراء قال وولترز: «ان تسوية
النزاع العربي ‏ الاسرائيلي لا يمكن ان تتم, الا اذا
قدم ‎١‏ الجانبان تنازلات... على اسرائيل ان تعطي
شيئاً. وعلى الفلسطينيين [من جهتهم] ان يعطوا
شيئاً (النهار » بيروت, ‎/١‏ ؟1588/5). وهذا الكلام
يعني ان باب الحوار مع كل الاطراف مفتوح برسم
التطوراتء الا انه يشيعء من خلال شموليته
الشكلية: بأن في الامكان تحقيق فعل ماء وهذا هوما
دفع الكثيرين الى الاعتقادء للوهلة الاولى» بأن وولترز
يرن الجرس بأن «الوقت قد أزف» للعمل بروحية
المبدأ «خذ وطالب», غير ان الضباب سرعان ما
انقشعء. حين أكد انه متردد في تحديد _ خطة:ء «لأن
مثل هذه الخطة يجب ان تتضمن بنوداً تؤكد حق
اسرائيل في الوجود داخل حدود أمنة ومعترف يهاء
اضافة الى اعطاء الفلسطينيين حقاً في ان يكونوا
ممثلين: في شكل ماء وربما في دولة خاصة
15 اشْوُون فلسطيزية العدد ‎:.18١‏ آذار ( مارس ) ‎١9184‏
تاريخ
مارس ١٩٨٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 10641 (4 views)