شؤون فلسطينية : عدد 180 (ص 118)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 180 (ص 118)
المحتوى
آراء اسرائيلية في الانتفاضة...
«ولكن اذا طالت الخدمة في المناطق [المحتلة] افة
اطولء فسوف تحصل اضرار مسلكية ونفسية
خطيرة. سواء أكان ذلك بالنسبة الى الجنود كأفراد,
أو للجيش كتنظيم عسكري.
«ان الضرورة في استخدام العنف ضد سكان
مدنيين على امتداد فترة طويلة سوف تقود الى نوعين
اساسيين من ردودٍ الفعل النفسية . ففى أحد
جوانب شبكة ردد الفعلء. يبدو عارض انعدام
الحساسية وانعدام القدرة على التمييز بين العنف
المبرر في ظروف استخدامه, وبين العنف من اجل
العنفء ودون سيب كافء أو بين استخدام قدر
معقول من القوة وبين ممارسة الضرب دون أي
معيار». ويطلق علماء النفس على هذا الوضع من
انعدام الحساسية والتمييز مصطلح «الانغلاق
النفسى». والمظهر الرئيس له هو استخدام العنف.
كرد فعل على كل وضع وكل مشكلة. اما الجانب
الآخر من شبكة ردود الفعلء فيتميز بالبليلة
والصراع الدالحيء وانعدام الدوافع والاضطراب,
التي تقود جميعها الى كوابيس. وما يحدث هذين
النوعين من ردود الفعلء هو ما يسمى بالمصطلحات
النفسية ب «التنافر, بين ما تربى الانسان عليه
وبين القيم التي تلقاها وآمن بهاء من ناحية» وبين ما
يفرضٍ عليه تنفيذه. فالجندي أو القائد يكون اسيراً
وممزقاً بين الالتزام بالمعايير والقيم الشخصية وبين
الالتزام بالجيش واوامره (المصدر نفسه).
وتطرق علماء نفس آخرون الى ضرر نفسي
سوف يلحق بالجنودء على المدى الطويلء اذا اتضح
لهم؛ بعد فترة طويلة من الخدمة في المناطق المحتلة,
ان جهدهم المبذول لم يكن له أي معنى: «اذا لم
يدرك السياسيون أي ضرر يلحق بالجندي الذي
يتضح له ان التضحية التي قدمها ذهبت عبثاً؛ فقد
يواجه هؤلاء مفاجآت غير سارة في المستقبل في هذا
المجال» (المصدر نفسه).
وأكد كبير العلماء الاسبق للجيش على ان
«الانغلاق النفسى الذى سوف يتطور لدى جزء من
الجنودء وكذلك مظاهر انعدام الارتياح والبلبلة
والكآبة التي سوف تتطور لدى جزء آخر
الانضباط يتوجب على الجيش والدولة؛ على حد
يصاب ب ' الانغلاق النفسى ' سوف يرد بعنف على
كل ظاهرة على الارضء وعلى كل ما يتحرك في
الشارع»2 دون تمييز بين المذنب واليريء. أما اولئك
الذين سوف تتطور لديهم عوارض الكابة والبلبلة,
رفض الاستجاية للاوامرء بداعي الضمير» (المصدر
كذلك: فان التطرف السياسى نحو اليمين
واليسارء الملاحظ الآن في أوساط الجنود في المناطق
المحتلة, هو بمثابة تعبير عن المواجهة النفسية لدى
قيامهم بواجبهم: «فاولئك الجنود الذين طوروا
مظاهر بلبلة وانعدام ارتياح وكآبة» هم نفسهم الذين
فهم. على سبيل المثال» يدعون الآخرين يمارسون
الضربء بينما يكتفون هم بمهام التغطية والحماية.
«أما اولئتك الذين طوروا لديم حالة ' الانغلاق
النفسي ' ‎٠‏ فهم الذين تطرفوا يميناء لأنهم يفتشون
عن اسياب لتبرير استخدام العنف دون تميين»
لكن مظاهر ا ستخدام العنف لن تقتصر ‏ على
حد تعبير علماء النفس - على استخدامه في المناطق
المحتلة. ف «الندوب النفسية الناجمة عن المواجهة
في المناطق سوف يحملها معه الكثير من الشبان في
الجيش الى الحياة المدنية. والايحاث التى اجريت
بعد حرب يوم الغفران وحرب لبنان: اثبتت ان هناك
تزايداً في الجريمة من جانب الشبان؛ بعد الحروب.
من الخدمة. فعندما تحصل على شرعية من الاطار
العسكري لاستخدام العنف والضربء فبالتأكيد
يمكن ان تنتقل هذه الشرعية الى الحياة المدنية, في
هانى العبد الله
العدد ١٠18١ء‏ آذار ( مارس ) ‎١1484‏ لشُوُونَ فلسطيزية ‎1١١/‏
تاريخ
مارس ١٩٨٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7177 (4 views)