شؤون فلسطينية : عدد 181 (ص 6)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 181 (ص 6)
المحتوى
ب استشراف المستقبل الاقتصادي للدولة الفلسطيذية
ومن نافل القول: ليس الغرض هنا هو القيام بدراسة تفصيلية لهذه التماذج» بل اعطاء بعض
اللمحات الاساسية لهاء مع مراعاة استمرار المجهودات لتطوير بعض هذه النماذج.
نمودج «الحل الاقليمي»
يرتدي هذا النموذج أهميته؛ في سياق تناوله لاقتصاد الضفة الغربية وقطاع غزة؛ المتميز بطابعه
الزراعي ويوحداته الاقتصادية المبعثرة؛ وبقوة عمله غير المنظمة في ارتباطه باقتصاد اسرائيلي منظم
للغاية: يتميز بقطاع صناعي متطور وبمستوى معقّد من التكنولوجيا. وهكذاء فان الآثار التوسعية
للحل الاقليمى المنشود يمكن أن تفيد الاقتصاد الافقر. ففي الاجل القصير. تتسع فرص العمل
ويرتفع الدخل» وتتسارع معدلات النمى, كمحصلة للتفاعل مع الاقتصاد المتقدم.
وعلى الرغم من ان احداً من اصحاب هذا النموذج لم يستخدم أي قياس تاريخي دقيق ينطبق
على هذا الوضع الناشىء بين مناطق مرتفعة الدخل وكثيفة السكان ومناطق ذات فائض عملء الا ان
هناك امثلة عديدة لمثل هذه العلاقة الاقتصادية التي نشأت بين ايرلندا وبريطانياء وبورتوريكو
والولايات المتحدة: الغ. > كافية في دلالاتها. 1
على هذا الصعيد» يتصدى سيمحا بحيري: بصفة اساسية؛ لطرح هذا النموذج . فهويرى «ان
هناك سيتاريوقين بديلين ممكنين» لا يواجهان اسرائيل وفلسطين وحدهما فحسبء بل والاردن أيضاً:
وهما: الهيمنة الاسرائيلية (الاتحاد المفروض)» أو الدولة المستقلة(١).‏ وانطلاقاً من هذا التحديد, يؤكد
بحيري ان اعتماد السيناريى الاول» القائم على تصور استمرار السياسات الحكومية الاسرائيلية
الراهنة في عملية الضم للضفة الغربية وقطاع غزة, والاستمرار في بناء المستوطنات اليهودية في تلك
المناطقء فان التعبير الوحيدء في هذا السياق, هو منح السكان شكلاً من «الحكم الذاتي»» واقامة
الحكم الذاتي الفلسطينيء في نهاية الامرء مع ابقاء روابط اقتصادية متكاملة مع اسرائيل.
وفي ضوء هذه الرؤية» ينطلق بحيري ليحدد لنا عناصر هذا السيناريى المرتهن باستمرار تقوية
اواصر التعاون الاقتصادي لهذه المناطق مع اسرائيلء بالترافق مع التوسع المتعاظم في بناء
المستوطنات اليهودية. ويهذا «يصبح عرب اسرائيل ' الكبرى ' حوالى ‎٠‏ : بالمئة من اجمالي السكان,
ويتزايدون بنسب أعلى من الولادات الاسرائيلية؛ مع العلم بأن امكان تهجير للسكان لن يؤخذ في
الاعتبار. كخيار قائم». وهكذاء يرتفع عدد السكان اليهود في الضفة والقطاع (باستثناء القدس
الشرقية) في هذا السيناريى من حدود ‎+١‏ ألف مستوطن في العام 15145 الى أكش من ‎١١١‏ الف
مستوطن في العام ‎١195‏ (أي حوالى ثمانية الآف مستوطنء زيادة كل سنة)؛ فيصبحء عند ذاك»
سكان اسرائيل حوالى 5,77 ملايين نسمة, أربعة ملايين أى ‎٠١‏ بالمئّة منهم يهود؛ ويغدى التعامل
الاقتصادي مع الاردن والعالم العربي في أدنى درجاته: لاعتبارات سياسية؛ إضافة الى ان بلداناً
قليلة في العالم سوف تعترف بمثل هذه الوضعية؛ وريما تؤثر في علاقات اسرائيل مع معظم البلدان
التى تمد يد المعونة اليهاء أى التي تتعامل تجارياً معها؛ بالترافق, طبعاً مع تزايد حجم تخصيصات
موازنة الدفاع التى سوف تغدى أكثر من النمو الاقتصادي (الناتج القومي الاجمالي 5,5 بالمئة,
والدفاع أربعة بالمئة)9). ‎١‏
وازاء هذه «المخاطر» المحتملة تنطلق خطوط السيناريو الثاني المقترح من افكار مركزية مؤداها
«أن احتفاظ اسرائيل بالاراضي المحتلة (الضفة الغربية وقطاع غزة)؛ قد تنطوي على تكاليف
العدد 181. تيسان ( ابريل ) ‎١1484‏ شُرُون فلسطيزية 0
تاريخ
أبريل ١٩٨٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22438 (3 views)