شؤون فلسطينية : عدد 181 (ص 55)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 181 (ص 55)
- المحتوى
-
نافذ عليّان
تسرب الطلاب من المدارسء وازدياد نسبة الجنوح الى العنف عند الاحداث7؛*). ومن الضروري
التأكيد ان «سياسة التمييز القومي ضضد الجماهير العربية هي سياسة واحدة وغير مجزأة, ان كانت
من قبل الحكومة أومن قبل الهستدروت . فأرباب هذه السياسة هم أنفسهم في الموقعين... وباختصار.
فان وضع الجماهير العربية عموماً. والعاملين العرب خاصة:؛ بين سياسة وممارسة الحكومة
والهستدروت» هو أشبه بالواقع بين المطرقة والسند ان»(*).
وإزاء هذا الاضطهاد القومي» ظهرت؛ ومنذ فترة مبكرة, بوادر تمسك العرب بهويتهم القومية,
كتعبير عن رفضهم لسياسة الاحتلال العنصرية17")؛ ان أدرك العرب «انهم يعانون من استغلالين:
طبقي» » بصفتهم عمالء ٠ ووطني قوميء نتيجة لكونهم جزءاً هاماً من الشعب العربي الفلسطيني في
اسرائيل»(47
وينبغي الاشارة, هناء الى التناقض الذي تعكسه ممارسات العدى. قمن جهة» يدفع الفكر
الصهيونيء المرتبط بمتطلبات انشاء الدولة وتشجيع هجرة اليهوب وتوفير اسس الهجرة؛ الى اضطهاد
العرب: ووضعهم في نهاية السلّم الاجتماعي والاقتصاديء وتمارس, تبعاً لذلك, مختلف صنوف
التمييز القومي ضد العرب؛ ومن جهة أخرىء فان بقاء دولة اسرائيل واستقرارها باتا مرهونين بتذويب
ودمج العرب داخل مجتمعهم الجديد وإلغاء هويتهم القومية؛ وهذا يتطلب معاملتهم بدرجة من
التساوي مع المواطنين اليهود؛ حيث لا يمكن دمج أي اقلية في أي مجتمعء اعتماداً على القوة والاكراه.
وينحاز السلوك الفعلي لاسرائيل الى تغليب الجواتب الايديولوجية المرتبطة بالمصالح المباشرة للدولة؛
هذا الانحياز يؤدي الى ممارسة التمييز ضد العرب. ومن الطبيعي ان يساهم الموقف الاسرائيلي في
تمسك العرب بهويتهم القومية ومقاومة عملية الدمج والتذويبٍ(04, والارتباط بالكفاح الوطني الذي
يخوضه الشعب الفلسطيني (وان بوسائل مختلفة) ضد الاحتلال. وأهم الشواهد على موقف العرب
من الاندماج يمكن استعراضه هنا.
لقد بات مطلوياً من العرب القبول بالا يتجاوز موقعهم في المجتمع دور المواطن من الدرجة
الشانية( (48). فالعربي 0 اسرائييل «كان» ولا يزال» مواطتاً من نوع آخر, غير يهوديء: ينتمي الى
' الغوييم ' (الاجانب)» ولا يتمتع بالحقوق نفسها التي يتمتع بها اليهودي .وم يقتصر هذا اليضع
على ناحية دون سواها ؛ أو يبر خلال فترة محدودة فق اذ ا أنه شمل معظم نواحي العرب»(”5
فشلت ادعاءات اسرائيل بانشاء مجتمع يهودي طبيعي ونظام ديمقراطي تتساوى فيه 0
بسبب الفكر الصهيوني نفسه. فهذا الفكر لا يتسعء من الذاحية الفعلية, لأي شكل من الديمقراطية,
أى العدالة؛ بل يتأسس على التميين وعلى الرغم من ذلكء فقد «راهنت السياسة الاسرائيلية, في
البداية؛ على عامل الزمن» معتقدة بأن العرب الفلسطينيين: داخل اسرائيل وخارجهاء سيفقدون
هويتهم القومية ويذويون في المجتمعات التي يعيشون فيها مع مرور الوقت؛ ولكن الواقع جاء ليثيت
عكس ذلك بالنسبة للعرب الذين يعيشون داخل اسرائيلء قبل أولتك الذين يعيشون خارجهاء7!*)
وأكدت هذا الموقف نتائج احدى الدراسات('*) الحديثة التي قامت باستبيان للرأي شمل ٠
شخصء نصفهم من العرب والباقي يهود. وقد استهدفت الدراسة استطلاع موقف العرب» تحديداًء
من دولة اسرائيل» واستعد ادهم للتعايش والاندماج داخل المجتمع الجديدء ومدى قبولهم بوضعهم
الحاليء كاقلية في الدولة العبرية. وأشارت نتائج الاستبيان الى أن نسية ٠١ بالمئة من العينة
:6 نون فلسطزية العدد :.18١ نيسان ( ابريل ) 1944 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 181
- تاريخ
- أبريل ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22438 (3 views)