شؤون فلسطينية : عدد 181 (ص 75)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 181 (ص 75)
- المحتوى
-
هشام فهيم
هذه الأساليب والضغوط؛ ومنها تقديم مبالغ كبيرة على سبيل الرشوة لبعض أعضاء وفود الدول
الصغيرة في المنظمة.
ونشين أخيراء الى ان التصويت على قرار التقسيم قد جاء من قلب مدينة نيويورك - وهي أحد
أهم مراكز الصهيونية العالمية. وهذا الأمر دفع بالمؤرخ جورج كيرك الى القول: «ان التقسيم ما كان
ليتم التصويت عليه؛ أيداً » في أي مكان آخر غير نيويورك؛ تلك المدينة التي تمارس فيها الصهيونية
سلطاتها كاملة»("),
وعقب كل هذه الضغوط: أصبح الجو مهيئاً لطرح مشروع التة يم للتصويت . وعقدت الجمعية
العامة للمنظمة اجتماعاً: ؛ في 74 تشرين الثاني ( نوفمبر ) .١541 وطرح المشروع للاقتراع عليه فقاز
بأغلبية "لصوت مقابل ١١ ضدهىء وإمتناع عشر دول عن التصويت. وغابت سيام, فاعتبرت ممتنعة .
وهكذا أصدر القرار الذي حمل الرقم )١( وأطلق عليه «قرار التقسيم».
أميركا واحتمال استخد ام القوة لتنفيذ القرار
قبل اعلان قيام الكيان الصهيوني حدثت تطورات عدة على ساحة الأمم المتحدة, بالنسبة الى
القضية؛ اذ بعد اصدار قرار التقسيم بيومين؛ اندلعت المعارك بين العرب والعصابات الصهيونية في
فلسطين؛ وكادت اللجنة الدولية التي عهد اليها بالاشراف على تنفيذ القرار تعلن يأسها من قدرتها على
تنفيذه. وهناء سارعت الولايات المتحدة وبريطانيا الى دعوة مجلس الأمن الى الاجتماع للبحث في
الحالة المضطربة. وأعلن المندوب الأميركي لدى المجلسء في التاسع من آذار (مارس) :,١55/ سحب
حكومته تأييدها لمشروع التقسيم, واقتراحها وضع فلسطين تحت الوصاية الدولية» وطلب عقد دورة
خاصة للجمعية العامة للأمم المتحدة.
غير ان الوكالة اليهودية؛ وفي مذكرة بعثت بها الى المجلس في 4 آذار (مارس) ,.١15144 أعلنت
رفضها أي اقتراح من شأنه تأجيل, أو منعء اقامة الدولة الصهيونية» وكذلك رفضها لنظام الوصاية,
وأكدت ضرورة انهاء الانتداب البريطاني في موعده ١5( أيار - ماي 1554). ويخطىء من يظن ان
الموقف الاميركي, بمطالبته فرض الوصاية بدلا من التقسيم, يمثل تحولا كبيراً وتراجعاً عن تأييد اقامة
الدولة الصهيونية في فلسطين. في الواقع؛ ان عدول الولايات المتحدة عن مشروع التقسيم كان خطوة
تكتيكية مؤقتة أملتها الظروف التي طرأت على الساحة الفلسطينية عقب اصدار قرار التقسيمء
والثورة العربية: والمصادمات الدامية مع الصهيونيين: مما حمل احتمال انهيار أمل اقامة الدولة
الصهيونية. لذاء لم تجد الولايات المتحدة, في تلك الحظة, سوى اللجوء الى المناورة مرة أخرى:؛ ويما
يضمن التجميد المؤقت لمشروع التقسيم, حتى تسنح الفرصة؛: مجدد], لتحقيق هدفها.
ولكي ندرك ان هذا الموقف لم يكن أكثر من تكتيك مؤقت, نشير الى ان تقريراً لوكالة المخايرات
المركزية الأميركية (:0.1.4 ) رفع في نهاية شباط ( فبراير ) 1558 الى وزارة الدفاع بعنوان «التطورات
المحتملة في فلسطين» طلبت فيه «في حالة صعوبة تنفيذ التقسيم سلماًء ؛ استخدام القوة العسكرية
لاقامة الدولة الصهيونية» وان كان في اطار الأمم المتحدة...». كما انه ينبغي وفقاً للتقرير- «الضغط
على بريطانيا لنقل السلطة الى اليهودء وتخصيص ميناء بحري للمهاجرين اليهودء فوراً. لقمع
' العصايات العربية ' ... [ ي] وتأليف قوة عسكرية من الدول الكبرى دائمة العضوية في مجلس
الأمن»؛ وان كان التقرير حذّر من «احتمال تورط الاتحاد السوفياتي: بصورة كبيرة, في هذه
”ع تون قلعطرزية العدد :18١ نيسان ( ابريل ) 15484 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 181
- تاريخ
- أبريل ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22440 (3 views)