شؤون فلسطينية : عدد 181 (ص 100)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 181 (ص 100)
- المحتوى
-
«ندوة العداء للسامية»؛ تسيمل: اسرائيل عنصرية
ضد المسيحيين في ذلك الوقت.
وعلى الرغم من الاهمية الكبيرة للامثلة التاريخية التي ذكرها رودنسون ليثبت اضطهاد اليهود للشعوب
الاخرى, فقد كان من المفيد ان يورد أمثلة معاصرة حول الاضطهاد العنصري والقومي الذي تعاني منه الاقلية
العريية في اسرائيل .
العداء لليهود يتحول الى عنصرية ضد العرب
المحاضرة الثانية في الندوة, كانت للدكتورة مغالي مرسي بعنوان «العرب في فرنساء والعداء للسامية»؛ قارنت
فيها مسألة العداء لليهود في القرون الوسطىء والعداء للعرب حالياً مع فارق أن اليهود قد اعطوا الحق لتأسيس
وطن قومي لهم. فالشعور المعادي لليهود» جعل الفرنسيين أكثر حماساً لقيام الدولة اليهودية من أجل التخلص
منهم. . وقالت مغالي: «ان اليهود في أوروياء عامة؛ وفي فرنساء خاصة:, كانوا هدفاً للحملات العنصرية» وذلك بحكم
التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي طرات على أوضاع اليهود؛ فتطورهم من هامش العجلة الاقتصادية الى
مركز التقل الاساسي فيها آلب القوى الاجتماعية ضدهم, وأحيا المعاداة للسامية.
«أما بالنسبة الى الوضع الراهن, فقد حوّل الفرنسيون عداءهم للسامية من اليهود الى العرب؛ بصورة عامة,
والاغنياء منهم؛ بصورة خاصة:ء متهمينهم بتخريب الاقتصاد الوطني الفرنسي». وقالت مغالي» أن نظرة الفرنسيين
الى العرب, لا يمكن فصلها عن نظرة الغرب؛ بصورة عامة؛ الى العرب والاسلام؛ وهي نظرة سطحية» وبعيدة عن
الواقع. فالفرنسيون ينظرون الى الاسلام على انه دين شعوذة؛ ويعتبرونه شاذاً عن المسيحية؛ ويطلقون على
المسلمين اسم «المحمديين»» تعبيراً عن رقضهم للاسلامء كدين. وهذه النظرة قد أفرزت المفاهيم السلبية التي
يلصقونها بالعرب: تماماً مثلما حدث مع اليهود في السابق. واستعرضت د. مغالي نظرة الفرنسيين الى المسلمين
عبر مراحل تاريخية مختلفة ؛ وقالت ان الفرنسيين قد أطلقوا على المسلمينء في القرون الوسطى:؛ اسم «الشرقيين»,
بغض النظر عن المكأن الذي أتوا منه؛ ثم بدأ الفرنسيونء في القرن الثامن عشرء يطلقون على العرب أسم
«الاتراك»: دون أن يدركوا الحدود الفاصلة بين رعايا الدولة العتمانية. بعد ذلك, أصبحت نظرة الفرنسيين الى
الشرق نظرة محض استعمارية. وفي رأي مغالي» إن المجتمع الفرنسي ما زال مجتمعاً متديناًء على الرغم من ان
النظام العلماني هو النظام المعلن رسمياً في فرنسا. ويظهر تمسك الفرتسيين بالدين: من خلال احتقارهم للاديان
الاخرى, وخصوصاً الاسلام, الذي يعتبر ثاني أكبر الاديان في فرنسا من حيث العدد» وأول الاديان من حيث
الممارسة العملية. وأكدت د. مغالي» في محاضتهاء ان المعاداة للسامية في فرنساء تسير جنباً الى جنب مع ازدياد
التعصّب القومي؛ وقالت ان حجع العداء للسامية؛ التي استخدمت في السابق ضد اليهوب» يجرى اليوم توظيفها
ضد العرب في فرنسا؛ وهذ! العداء يظهر جلياً؛ في الشعار الذي أطلقه الزعيم اليميني المتطرفء جان لويان:
«فرنسا للفرنسيين وليست للغرياء»؛ كما يظهر من خلال المعاملة التي يعامل بها العرب من دول المغرب العربي,
الذين يحملون الجنسية الفرنسية, وهي جنسية من الدرجة الثانية؛ فهؤلاءء» بالنسبة الى الفرفسيين؛ جزء من
الواقع الداخلي, المرفوض والمنبوة. 0
صورة العربى في الولايات اللتحدة
المحاضرة الثالثة, قدمها جيمس زغبي «حول العداء للعرب في الولايات المتحدة»ء استعرض فيها نظرة
المجتمع الاميركي الى المهاجرين العرب: عبر فترات زمنية مختلفة» وقال: «أن التمييز ضد العرب موجود في أميركا
في معظم مجالات الحياة الاميركية؛ الا ان جذور هذا العداء والتمييز ليست واضحة تماماً. فالعرب المهاجرون
الى اميركا قد واجهواء بعد الحرب العالمية الاولىء شعوراً معادياً ضدهم؛ الا ان هذا الشعور المعادي لا يمكن
فصله؛ في ذلك الوقت, عن ظاهرة العداء العام تجاه معظم المهاجرين والاقليات الاثنية الاخرىء كالايطاليين
واليونانيين.»
وقد اطلق المجتمع الاميركي على الاقليات القومية المختلفة تسميات متعددة, ذات دلالات سلبية
العدد 1431ء ئيسان ( ابريل ) 1544 شْيُون قلسطؤية 55 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 181
- تاريخ
- أبريل ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 6869 (5 views)