شؤون فلسطينية : عدد 181 (ص 104)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 181 (ص 104)
المحتوى
جح العربي في أدب الاطفال العبري
الافكار . لذلك, تبت في الفصول الاولىء أنه لا يمكن التغاضي عن أهمية ادب الاطفال ووظيفته الحيوية والهامة
في تكوين وجهة نظر وتوجه الولد / القارىء وطريقة معاملته للعربي. لذاء فان هناك اهمية خاصة لادب الاطفال»
لأنه يخلق حوافز اللقاء والحوار والتقارب: «لكنه من الممكن أن يخدم عكس ما سبق (وهذا هى الوضع القائم),
وذلك بالانغلاق والابعاد والتعميم والعدائية والاغتراب الستيريوتيبي».
ولا يخفي كوهين حقيقة الوضع القائم؛ يل يتبثى مواقف حازمة تجاه خلاصة بحثه الذي توصّل فيه الى ان
«التوجه المستعرق (مؤمن بأن عرقه اسمى من سائر الاعراق) طاغ » وعلاقات الكراهية مؤكدة, وما زالت اجواء
انغلاق وتوخد قومي واستعلاء وشك وعدائية تجاه العرب تسيطر على قسم كبير من الكتب».
واستخلص كوهين النتيجة الاخيرة: وهي ان في «قلب الصورة الجماعية للعرب التي يصوّرها ادب الاطفال
العبري» امامناء تنمو زهور نضرة ايضاً. لكن الاشواك كثيرة وكثيرة جداً؛ والزهور مخفية في دغل الاشواك القاتلة
التي تحيط بها حتى الاختناق».
ان كوهين؛ ومن موقع الاكاديمي الانساني وكاتب قصص الاطفال يكتب بحثاً شائقاً ومتميزاً في طرحه
لقضايا تجمل ما يلي: ان في امكان الاسرائيلي أن يكون واقعياً مع نفسه؛ وأن الكتابات العنصرية والسامة التي
يكتبها الكثاب العبريون, ما هي الاذر للرماد على الحقائق, وعلى سبل التعايش؛ وان المواقف العدائية تجاه العرب
اصبحت متجذرة عميقاً في نفوس الاسرائيليين ويضمنهم ‏ وهذا هو الخطر ‏ الاطفال؛ الذين لم يشاركوا في
حروب؛ او في مناقشات ومناظراتء يل كانت وجهات نظرهم تتبلور, ؛ على نحو تدريجي, بناء على ما تستقيه من
معلومات وادبيات اجهزة التعليم المسمّمة وكتب المطالعة الاخرى والتلفزيون.
ويناء على بحث تجريبي اجداه كرهين على طلاب مدرسة يهودية في حيفاء تبي ان «حوا نسية ‎٠‏ بالمكة من
المشتركين في البحث يصفون العربي ب ' يعيش في الصحراء ' ' غير متحضي ' ‎٠‏ ' يلبس الكوفية ‎٠"‏ ' راعي
غنم ' / ' وجه يهدّد ' » ' ذو ندبة ' , ' وسخ ' , وأشياء أخرى من هذا القبيل ‎٠‏ ومتالك ‎٠‏ بالمئّة من الطلاب
ينفون حق العرب في البلادء ويرفضون فكرة التعايش والتعاون معهم. ويرسّخ كوهين معنى الدور البارز للادب
في حياة الاطفال؛ وكيفية بناء الافكار والتطورات الناجمة عن قراءات الاولاد والاطفال؛ اذ ان .08 بالمئة من الاولاد
الذين تعاونوا مع الباحث. في بحثه التجريبي, سجّلوا ان كتب الاطفال التي كانوا قرأوها واثَّرت فيهم وف تكوين
صورة العربي في اذهانهم («العربي لصء غدارء سفّاح» ذى انف أعوج. له ذيل» لا يحب السلام, خاطف اعلقال»
لا يؤتمن له جائب؛ متخلّف وهمجي»). وكانت تلك الاوصاف والصور التي سبّلها الاولاد في البحث نتيجة طبيعية
لتلك القراءات وللصور التي اندمغت في الذاكرة ولم تمح, الا في حالات قليلة جداً.
نتيجة للكتب العنصرية ولواقف كتّاب ادب الاطفال العبريين, ووسائل الاعلام, وكتب التعليم؛ تشوّهت
صورة العربي في نظر الاسرائيلي الناشىء: الذي يتغذىء يومياً؛ بافرازات سياسية صهيونية عنصرية. ولقد
استطاع هذا الكتاب ان يبن الامور بوضوح, وان يدعمها بحقائق ادبية وميد انية؛ لتقيم الدليل على ان المرآة
الاسرائيلية حافلة بالوجوه البشعة, وان مختلف الادبيات تؤثر في الطفل وفي تكوين السيتريوتيب عنده؛ وان الوجه
الاسرائيي» نتيجة لتصويره العربي على هذا الندو في أدب الاطفال, بات بشعاً ومؤذياً؛ لذلك أشار كوهين, في اكثر
من صفحة من صفحات الكتاب» الى ضرورة الالتفات الى هذا الموضوع الهامء الذي لم يطرحه احد من قبله بمثل
هذا العمق والجدية والشمولء لمعالجته معالجة علمية نزيهة.
وف النهاية» تجدر الاشارة الى أهمية هذا الكتاب وضرورة نقله الى اللغة العربية التعرف على حقيقة أدب
الاطفال العبري؛ وللاطلاع على الاقتباسات واسماء الكتّاب الكثيرين» وللوقوف على ذلك الحشد الهائل من
تلخيص قصص عنصرية:؛ وما ورد فيها من اوصاف ونعوت عنصرية ألصقت بالعربي» على الرغم من حقيقة
الصفات المناقضة لهاء التي يتحلى بها العربي في الواقع.
رياض بيدس
العدد ‎,18١‏ ئيسان ( أبريل ) 1584 شين فلعدطيزية 1
تاريخ
أبريل ١٩٨٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 6869 (5 views)