شؤون فلسطينية : عدد 181 (ص 120)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 181 (ص 120)
- المحتوى
-
لب تكتثيف الدبلوماسية الاميركية بانتظار «الدخان الابيض»
في المقابل؛ أي الاعتقاد بأنه كلما ازداد الضغط
الاميركى على تل أبيبء كلما ازداد التفاف سائر
القوى الداخلية الاسرائيلية حول الحكومة الحالية؛
اضافة الى اقتناع الادارة الاميركية بأنه؛ على الرغم
من بعض التحولات التي طرأت على صعيد الرأي
العام الاميركي لغير صالح اسرائيل» سوف يكون من
المكلف جداًء على الصعيد السياسي الداخليء
التصدي لاسرائيل مباشرة, ويالاخص في المرحلة
التمهيدية لانتخابات الرئاسة أواخر العام الحالي.
وهكذاء ففي الوقت الذي فشلت الادارة الاميركية في
الحصول على شيء من شامير فانه نجح, . شخصياًء
في العثور على شيء يبتغيه, ؛ آلا وهو الاحتقفاظ
بعلاقات وثيقة مع الولايات المتحدة (كريستيان
ساينس موذيتون ٠١ ١5 /19588/15).
مهما يكن الامرء فان الامثولات الواضحة
التي يمكن استخلاصها من العرض السابق» هي
ان أزمة العلاقات بين البلدين أمر ممكن الحدوث,
خصوصاً اذ! كانت الظروف الاقليمية تضغط على
تل - أبيب باتجاه مغاير للمصالح والاهداف
الاميركية. لا بل اننا نقولء ثانياًء أن الضغوط
الاقليمية هى المصدر الرئيس لأزمات كهذه.
والنتيجة الثالتة. هى ان العلاقات الودية بين
البلدين شيء لا مناص منه لكليهما. من هنا
تسارعهما الى حل الازمة»ء على الرغم من استمرار
اسبابها الموضوعية؛ وعلى الرغم من خلافات فعلية
بين اقطاب الحكومة الاسرائيلية قد برزت ازاء
مبادرة شولتسء يبدى انه لا يزال هنالك توافق
صلبء فيما بينهمء على ان العلاقات بواشنطن
يجب أن تكون ودية» بل تحالفية.
واذا ما تخطينا هذا المستوى الشكليء نجد ان
باستطاعتنا ان نشكك في جدية استعداد الادارة
الاميركية على ترجمة ضخامة استثمارها السياسي في
شؤون المنطقة, في منحى ينشد حللا للنزاع العربي
الاسرائيلي. ١
وأذا كان هذا النزاع بدأ يسلك مناحي جديدة
بعد الانتفاضة الفلسطينية» فذلك لا يعني» بالطبع,
أن أدارة ريغان كانت معنيّة:, أكثر من غيرها من
الادارات السابقة, بهذا النزاع. غير ان للادارة
الحالية فضلاً كبيراً في ترجمة الخطط الاميركية
بشأن مستقبل النزاع؛ التي وضعت لمساتها
منذ أيلول ( سيتمير ) ١11/7 . واذا عدنا سنوات الى
وراء» نرى» وبلمحة سريعة؛ ان كل العهود الاميركية,
منذ الخمسيناتء كانت تدخل في حساباتها النزاع
العربي الاسرائيلي؛ لا بل انها كانت تظهر نوايا
طيبة تجاه العرب, انما دون أن تترجم هذه النوايا
الى افعال. وفي هذا الصددء كلهم بدأو! باظهسار
النوايا الطيبة؛ من «سلام الارض المقدسة» (تعبير
جون فوستر د الاس)» الى «السلام العادل في الشرق
الاوسطه (تعبير جون كيندي). الى «الرغية في
التفاهم» (تعبير ليندون جونسون).؛ الى «سياسة
اليد المتوازنة» (تعبير سكرانتونء نيابة عن ريتشارد
نيكسون)؛ الى «امن ورخاء كل الاطراف» (تعبير
جيرالد فورد)؛ حتى الرئيس كارتر. ككل رئيس
اميركي؛ جلب معه اقضل النوايا التي عرّضته,
حكماً؛ للضغوط الصهيونية: وملخصها «ينيغى
تأمين وطن للاجكين الفلسطينيين الذين ع
لسنوات عديدة... وأن ايجاد الطريق الصحيحة
لحل المشكلة الفلسطينية يطرح نفسهه في المقام
الاول: على الدول العربية؛ وفي المقام الثاني» على
الدول العربية التى تفاوض اسرائيل».
وهكذاء فان «منح الفلسطينيين حكماً ذاتياً» لا
يعني التزاماً من قبل الولايات المتحدة. حسب
مبادرة شولتسء بأي صيغة ل «كيان فلسطيني» أو
«دولة فلسطينية». والعودة الى تصريحات المسؤولين
الاميركيين توضحء بصورة جلية: ان هذه المسألة
شائكة الى اقصى حدء ويكتنفها الغموض.
كما ان المبادرة لا تشرك م.ءت.ف. في
المفاوضاتء مع أنها طرف إساسي في أي تسوية؛
ذلك انه من الصعب على الولايات المتحدة
التفاوض مع م.ت.ف. طلما هذه الاخيرة ترفض
القرار 547, ولا تعترف بوجود اسرائيل. والواقع
ان الالتزام الاميركي بعدم التفاوض مع م.ت.قف.
في ضوء هذين الشرطينء. كان بمثابة عهد قطعه
وزير الخارجية الاميركية الاسبق: هنري كيسنجر.
وم.ت.ف. على أي حالء ترفض الاعتراف بالقرار
؟14, لأنه يعترف بالوجود الشرعي لاسرائيل؛ ولا
يضمن للفلسطينيسين حقوقهم. وقد استغلت
اسرائيل هذا العهدء الذي قطعه كيسنجر لمقاومة
الضغوط الاميركية من أجل حل القضية
الفلسطينية: وذلك بعدما ساد اعتقاد لدى
العدد 3281 نيسان ( أبريل ) ١5848 شين فلعطنية 16 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 181
- تاريخ
- أبريل ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 5120 (6 views)