شؤون فلسطينية : عدد 182 (ص 7)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 182 (ص 7)
- المحتوى
-
صبيري جريس د
وكلها لم تحظ برد فلسطيني ملائم. ومع تكرار هذه المحاولات: و«نجاحها»: مرة بعد أخرىء والمرور
عليها مرٌ الكرام من قيل الفلسطينيين: تطورت من كونها أجراء «عاديأ» لتتخذ ابعاداً خطيرة: مهينة
ومذلّة, لم تنته بكوارث بسبب الصدف فقط لا غير. وتكفي امثلة قليلة في هذا الصدد؛ فخلال حرب
لبنان» في صيف العام 1147ء وصلت الوقاحة بمن عرف آنذاك باسم وزير الدفاع الاسرائيلي»
أريئيل شارونء وهو احد كبار الارهابيين الاسرائيليين «المخضرمين»؛ الى قصف وتدمير أكثر من
بناية في بيروت» بواسطة الطيران» وقتل جميع سكانهاء لاعتقاده بأن ياسر عرفات موجود بينهم,
وذلك في تصميم واضح ومحاولات مستمرة لقتله. وذلك اضافة: بالطبعء الى ان ذلك الارهابي تسبب
في قتل الالآف خلال تلك الحرب. وكان من المتوقع ان يلقى شارون عقاباً على جرائمه تلك بعد انتهاء
الحرب؛ الا ان شيئاً من ذلك لم يحدث. صحيح ان الرجل اقصي عن منصبه في اعقاب الحرب»
ويسبب فشله فيهاء ؛ وإكن ذلك تم نتيجة لتطورات وذ خوطات اسرائيلية داخلية, لا علاقة
للفلسطينيين بها. ويعد أن هدآت الزوبعة» عاد هذا الارهابي الى الصعود ثانية في سلّم الزعامة
الاسرائيلية؛ وهىء حالياً. واحد ممن يتنافسون على زعامة الليكود, احدى الكتلتين الحزبيتين
الكبيرتين في اسرائيل.
وهذه «الجرأة» الشارونية مهّدت ل «جرأة» أخرىء رابينية هذه المرة وأكثر اندفاعاً ف
صلفها. ففي /٠١ /١ 1546. ورداً على مقتل مواطنين اسرائيليين في لارتكا بقبرصء قامت الطاكرات
الاسرائيلية» مباشرة, بقصف مقر رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية؛ دون غيره, في
تونسء مما ادى الى سقوط نحى ١ شهيداً . بل ان دابين صرح على الاثر, بأنه كان على علم بأن
عرقات كان من المفترض أن يكون في المقر عند قصفه. ولكن بعد ان لفت نظره الى خطورة مثل هذا
التصريح عدّله بعد ساعة, موضحاً انه لم يكن على علم بذلك. اما تعليقات رئيس اللجنة التنفيذية
نفسه على الحادثء فتشير الى انه لم يكن في مقره عند قصفه نتيجة للصدفة فقط,.
وقبل وقوع هذين الحادثين: وبعدهماء وحتى بعد صدور «اعلان القاهرة» الذى تعهدت
م.ت.ف. بموجبه ايقاف العمليات العسكرية ضد الاهداف الاسرائيلية خارج المناطق المحتلة, تم
اغتيال عدد من المناضلين الفلسطينيين؛ وخصوصاً في أثيناء عاصمة اليونان. فالعلاقات
القلسطينية اليونانية, ما شاء الله؛ «ممتازة» للغاية؛ ولكن يبدو ان علاقات بعض اليونانيين مع
الموساد ممتازة أكثر, بحيث يتمء كما يبد استدراج المناضلين الفلسطينيين الى أثيناء ومتالة
يصفون:؛ الواحد تلو الآخرء ولا من رقيب ولا من محاسب.
وأخيراً. وليس آخراً. جاءت عملية اغتيال القائد «أيو جهاد».
واستناداً الى «تراث» الماضيء لا يبدى ان هذه العملية ستكون الاخيرة.
3
2
في تاريخ الصراع العربي الصهيوني» المستمر منذ نحو ما يزيد على قرن من الزمن: عرف
العرب عامةء والفلسطينيون خاصة:. العديد من الهزائم والنكبات. بل انه يمكن القول» من مفهوم
ما ووجهة نظر معينة؛ أن تاريخ ذلك الصراع. يمجمله؛ كان ساسلة من الهزائم العريية المتلاحقة
3 شين فلسطيزية العدد 187, أيار ( مايى) 1548/8 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 182
- تاريخ
- مايو ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22323 (3 views)