شؤون فلسطينية : عدد 182 (ص 9)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 182 (ص 9)
- المحتوى
-
صيري جريس د
الى داخل الاراضي المحتلة. وتمثلت تلك العمليات؛ عموماً. بنسف البيوت أ المنشآت؛ أو محطات
الشرطة أو قتل المواطنين العرب» هنا وهناك. وقد وقع العديد من العمليات: خلال فترة طويلة نسبياً»
الى ان تمكنت الاستخبارات العسكرية الاردنية من رصد احداها وهي في طور التخطيط: قبل
تنفيذها. وعلى الاثر. نصب الجيش الاردني كميناً محكماً للقوة المهاجمة, التي وقعت فيه قعلاً, مما
اسفر عن مقتل نحو ٠١ جندياً اسرائيلياً. وكان ان قررت القيادة العسكرية الاسرائيلية, على اثر
ذلك الحادثء ويسببه؛ الغاء «تقليد» العمليات الانتقامية كلياً.
أما «المسار» الثاني فهو ذلك الذي ترتب على حرب لبنان سنة 1985. فاسرائيل؛ كما هى
معروفء لم تكتف بما أدت اليه الحرب من اخراج المقاومة الفلسطينية من لينان: بل انها ارادت؛
أيضاًء استغلال عدوانها لفرض شروطها و«سلمهاء على لبنان نفسه؛ كما تمثل في مشروع اتفاق ١1
ايار ( مايو) 1547. الا أن المقاومة التي استعرت في الجنوب اسقطت هذا الاتفاق, ثم دفعت
اسرائيل الى الانسحاب من هناكء دون أية شروط.
والمشل الشعبي يقول: كثرة الضرب تعلّم الدب الرقص. والواضح أنه حتى المتعجرفين
الصهيونيين يتعلمون: أيضاًء عندما يكون الاداء ناجعاً.
لا حاجة الى التنويه بأن أنعدام رد فعّالء وناجعء ورادعء من قبل الفلسطينيين عامة؛ ومنظمة
التحرير الفلسطينية بكافة فصائلها واجهزتها خاصة: على هذا السجل الاسود المتواصل من
الارهاب الصهيوني قد ساهم؛ بصورة فعالة؛ في تأصل العنف الاسرائيلي تجاه الحركة الوطنية
الفلسطينية والاستخفاف بهاء بل وازدراء قادتها وكوادرها.
بل» والاكثر من ذلك يمكن القول ان هذا التقاعس عن الردء بصورة تكاد تكون دائمة, يكاد
يصل - فلسطينياً - حد الاهمال الجرمي. ولو سمحنذا لأنفسنا بتقسيم نسب المسؤولية عن الجرائم
الصهيونية التي ترتكب؛ بشكل منهجي, ضد الشعب الفلسطيتي وقادته. لحملنا النظام
الاستيطاني الصهيوني ما نسبته ١ه بالمئة من المسؤولية وسجلنا ال 45 بالمئة على حساب
التقاعس عن الرد.
وكم طالبناء وكم طالب غيرناء بتغيير هذه السياسة ولكن دون طائل.
ان الرد النشط على الجرائم الصهيونية» الذي يذ ينبغي ان يشمل الاقتصاص من المسؤولين
المباشرين عن تلك الجرائم؛ ومعاقبتهم, ٠ ليس عملية سهلة بالطبع» خصوصاً وان لدى آلة الحربي
الاسرائيلية» المدعومة اميركيأء من القوة ما يكفي لتخويف أكثر من نظام عربي؛ كما ان انتهاج مثل
هذه السياسة لن يحظى بدعم كبير كما يبدى. من قبل أي حليف يذكرء ان لم يؤد حتى الى عكس
ذلك؛ بحيث تزداد الضغوط على القلسطينيين ومحاصرتهم وفرض مختلف القيود واجراءات التضييق
على تحركاتهم ونشاطاتهم. ان على الرغم مما يبدى ظاهريا من تأييد كبير ولى «ميدئيا» على الاقل,
لنضال الفلسطينيين وسعيهم الى نيل حقوقهم, يكاد الموقف العربي الرسمي الفعلي يتراوح
4 شْيُون فلسطيزية العدد ؟18ء أيار ( مأيى) 1١944 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 182
- تاريخ
- مايو ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22323 (3 views)