شؤون فلسطينية : عدد 182 (ص 12)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 182 (ص 12)
- المحتوى
-
ب أمير الجهاد
هى أمر يؤسف له. ونقول «يؤسف له», فقط لأن من يسمح للعدو بالتطاول عليه: خلال فترة طويلة:
ينبغى ان يتوقع المزيد من صلفه. ولكن التفغاضي عن تطاول الارهابيين اولئك على الشعب
الفلسطيني بأسرهء وجماهيره المناضلة, هو أمر لا يجوز السماح به. وهذا ما يجري حالياً في تعامل
الاسرائيليين مع الانتفاضة الشعبية المستعرة في فلسطينء منذ نحو نصف سنة.
ولا يتسع المجال, هناء للبحث في شؤون الانتفاضة وشجونها وانعكاساتها المستقبلية؛ على ما
لذلك من أهمية فهذا موضوع آخر يفترض ان يستوفي حقه في مناسبة أخرى. ولكن ناحية واحدة
في هذا الصراع المتجددء والمستعر, تلفت النظر, ولا يجوز السكوت عليها. أو ينبفيء على الاقل»
التحذير منهاء وهي لجوء سلطات الاحتلال الاسرائيلي الى تفريق التظاهرات السلمية باطلاق
الرصاص على المتظاهرين؛ في اجراء تلجأ اليه, عادة, الدول الاستعمارية والانظمة الفاشية. وفي
الامتناع عن الرد على سياسة اسرائيل واجراءاتها بالمثل خطأ كبير.
ربما كانت هنالك حكمة, مع بداية الانتفاضة: في التقيد بالاساليب الجماهيرية «السلمية» في
ادارة الصراع؛ والامتناع عن اللجوء الى استعمال العنف, على ما يمكن ان يودي اليه ذلك من
كسب التاييد والتعاطف الدوليين. الا ان هذه «اللعبة» لا يمكن ان تستمر طويلاً, وييدى انها
استنقدت مداها. ولا نريد القول» بالطبع؛ ان النضال الشعبي المستمر غير مجدء بل, على العكس
من ذلك؛ ينبغي رفد هذا النضال ودعمه بكفاح مسلحء ولى على الاقل من قبيل الرد على
الاستفزازات الاسرائيلية.
ورداً على الدعوة الى مواكبة الانتفاضة الشعبية في المناطق الفلسطينية المحتلة بكفاح مسلح»
ولى على نار هادئةء يسمع المرءء هنا وهناك: ادعاءات مختلفة حتى من قبل الدعاة الى «الكفاح
المسلح» - تشير كلهاء ويا للعجبء الى ضرورة الامتناع (كذا !) عن القيام بذلك؛ لكي لا تعطى
اسرائيل مبرراً «للبطش بشعبنا». ولعله ليس من باب التجنى الرد على هذه الادعاءات بالقول انها
ليست الا من قبيل ذر الرماد في العيون, بل انها تثمّ عن خطأ كبير في فهم طبيعة العدى. وانه امر
يؤُسف له ان تصدر مثل هذه التقويمات عن دوائر المقاومة» التي يفترض انها اكتسبت خبرة ما في
صراعها الطويل مع العدىء وتستطيع بالتالي «فهمه».
ولا حاجة للتنويه بأن الواقع» باحداثه المختلفة, منذ نشوب الانتفاضة وحتى اليوم؛ قد أظهر
بطلان هذه الادعاءات. فاسرائيل «تبطش بشعبنا», مع كفاح مسلح أو بدونه. بل انه يبدى ان ليس
هنالك بطش أكثر مما عهدته المناطق المحتلة حتى الآن: اطلاق النار على المتظاهرين العزلء والذفي,
والابعادء والاعتقالات: وهدم البيوت» ومحاصرة التجمعات السكنية؛ وفرض منع التجول؛ وقطع
المؤن» ومحاولات تجويع السكان, الخ, الخ. ولا يبدى ان الرد على العنف بالمثل سيزيد من حدة هذا
البطش؛ بل على العكس من ذلكء يبدى ان الرد الرادع على حملات القمع الاسرائيلية قد يساهم في
وضع حد لها.
ربما ليس من الممكن كسر العجرفة الاسرائيلية تجاه الفلسطينيين» على ما تشمل من التذكر
لحقوقهم والاستخفاف بهمء بسهولة أو خلال فترة قصيرة. وربما كان من الصعب الحصول على
نتائج ملموسة؛ على ارضية الاوضاع الدولية والعربية الراهنة: في المستقيل المنظور. لكن بالامكان,
على الاقل, البدء في السير على الطريق الحقيقية لدحر الاحتلال ولو من قبيل «افهام» المحتلين
العدد ؟18ء أيان ( مايى ) 15 لثؤون فلعطزية 1١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 182
- تاريخ
- مايو ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 6699 (5 views)