شؤون فلسطينية : عدد 182 (ص 15)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 182 (ص 15)
- المحتوى
-
أحمد شاهين
مقابل النشاط الصهيوني في فلسطين في فترة الانتداب البريطاني, تلمّست الحركة الوطنية
الفلسطينية؛ بتجلياتها السياسية المختلفة, الخطر الصهيوني منذ بداية الاستيطان اليهودي؛ لكنها
تنافست مع الحركة الصهيونية على كسب «ود» الانتداب البريطاني, انطلاقاً من وعي قاصر بأن
مصلحة بريطانيا موالاة «الكم العربي» الكبير جغرافياً وعددياً. دون ملاحظة الطبيعة العضوية
للمشروع الصهيوني في اطار المشروع الامبريالي الكونيء فقد اعتبرت حركة التحرر الومطني
الفلسطينية نفسها جزءاً من حركة التحرر العربية التي كانت تسعى الى الاستقلال عن الاستعمار
دون الخروج من اطاره (استقلال سياسي اداري). وإذاء كان طابع الصراع العربي مع الاستعمار
الاوروبي «تنازعياً صفته المساومة؛ ولم يكن الوضع ذاته بالنسبة الى الصراع اليهودي -
الفلسطيني؛ اذ اتخذ طابع الصراع على الارض؛ أما اد ارتهاء فكانت موضع مساومة بين بريطاتيا وكلا
الطرفين المتصارمين. فقد هدف الاستيطان الصهيوني الى تفريغ فلسطين من سكانها لاستقدام
اليهود اليها واستيعابهم فيها؛ بينما تمثل الدفاع الفلسطيني في منع الهجرة اليهودية: تارة بالصراع
مع المستوطنين اليهود وأخرى بالضغط على بريطانيا للحد منه؛ واستقوت الحركة الوطنية ب «الحكم
العربي» (الشرقي)» بينما استقوت الحركة الصهيونية بعمقهاء الاستعمار (الغربي).
وما زال موضوع الصراع هو ذاته, على الرغم من اختلاف تسمياته وتبدل ادواته واشكال ادارته.
فالاستعمار الكلاسيكيء الذي تزعمته بريطانيا حتى نهاية الحرب العالمية الثاثية صار استعماراً
حديثاً تتزعمه الولايات المتحدة؛ والحركة الصهيونية صارت دولة اسرائيل؛ وحركة التحرر العربية
انجزت ب بعض اهدافها (الاستقلال السياسي) وما زالت تسعى الى استكمال تحررها مع اختلاف
التسميات التي حملتها خلال الفترات المتعاقبة. ومع نهوض الحركة الوطنية الفلسطينية "١ من جديد »
في 1518 رفع الفلسطينيون شعاري «العودة» و «حق تقرير المصيره في الوقت الذي تعمل اسرائيل
على استكمال «عودة» اليهود الى فلسطين, بعد استكمالها لاستعمارها اثر حرب 15741
العنصر الجديد على خارطة العالم. جراء الحرب العالمية الثانية, كان الاتحاد السوفياتي
بمشروعه الكوني لاعادة صياغة العالم على اساس مفاهيم الايديولوجيا الشيوعية. وظهوره؛ كقوة
عالية؛ خلق صراعاً مختلفاً حما ساد من قبل بين الدول الاستعمارية وذلك لطبيعة الصراع
الايديولوجية؛ مما احدث استقطاباً مغايراً ؛ ففي حين كان الصراع السابق على بروز سح
السوفياتي نزاعاً داخل النمط الرأسمالي الواحد؛ صار الصراع بين نمطين مختلفين (رأسمالي
واشتراكي): كلاهما يهدف الى ترتيب شؤون الكون وفق مفاهيمه.
لكن العدائية التي سمت صراع المعسكرين, الرأسمالي والاشتراكي, لم تمنع تقاطعهماء بين
الحين والآخر, للعمل على عدم تفجير الصراع على مستوى الكون؛ فأداراء معأء عملية ضبط النقس
وللبؤر الساخنة في العالم, دون ان يمنع مثل هذا التعاون استمرار مساعي كل منهما الى توسيع حدود
مجاله العسكريء والسيامي» والاقتصادي؛ وذلك وفقاً لما تسمح به موازين قوى المعسكرين؛ والتي من
ضمنها استعداد شعوب العالم للالتحاق بهذا المعسكر أو ذاك.
وارتفع شعارا «محاربة الشيوعية» و «محارية الرأسمالية» على اسوا ركلا المعسكرين؛ وخارجهما
كان النشاط دؤوياً لاستقطاب شعوب العالم الى هذا المعسكر أو ذاك بالوسائل كافة. ومع الوقت: أدى
سباق التسلح الى استنزاف كلا المعسكرين» وان بدرجات متفاوتة, فبداء في العقدين الاخيرين؛ يغلب
طابع التعاونء فيما بينهماء بما في ذلك التعاون للحد من التسلح (يدءاً بسالت ١ الى اتفاقية ريغان
- غورباتشيوف على تخفيض الاسلحة النووية). وشمل هذا الاتجاهء فيما شملء التعاون على
15484 شْبُون فلسطرزية العدد 187١ء أيار ( مايى) 1١ - هو جزء من
-
شؤون فلسطينية : عدد 182
- تاريخ
- مايو ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 17764 (3 views)