شؤون فلسطينية : عدد 182 (ص 27)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 182 (ص 27)
المحتوى
السهل التأكد من ان توجيه البحث ضمن منظور أكثر شمولية هى الاسلوب الامثل. بيد ان هذا
الاجراء يبقى ضرورياً ويصعب الاستغناء عنه, من اجل توفير بنية المفاهيم النظرية التي تساعد في
أيضاح الافتراضات التي يقوم عليها هذا البحث. ودون المزيد من الاستطراد حول هذا الجانب من
المشكلة فاننا سوف نلجاً الى الاشارة؛ بصورة مقتضبة؛ الى أهم هذه الافتراضات, التي تمثل؛ من
وجهة نظرناء أطاراً ضرورياً لفهم بعض مصادر التوتر في هذه الاشكالية:
© التأثير الذي يمارسه نموذج بنية الدولة العربية في التوتر داخل اطار النظام العربي» وعلى
محور العلاقة التي تربط الدول المعنية بالمنظمة. ان الانعكاس المباشر لهذا العامل يتمثل في صعوبة
النظر الى هذه الدول بكونها وحدات متسقة ومتماسكة, وانما باعتبارها تمثل نخباً سياسية وأفراداً
(رؤساء وحكاماً) بالدرجة الاولى ؛ حيث في غياب نظام مؤسسي حديث ومتكامل؛ ينحصر القرار السياسي
في ايدي قلة من الاشخاصء واحياناً فيد شخص واحدء دون ان تتأثر صناعة القرار, غالباً. بتأثير
الحقائق, والمصالح الفعلية الواقعية('), بقدر ما يتأثر ذلك بضرورات المحافظة على ديمومة نظام
الحكم القائم واستعرار سيطرته. ويهذا المعنى, يمكن تفسير المرونة, والتبدل السريع؛ في المواقف,
ألتي يصعب اخضاعها لقانون ثابت» أو منطقي احياناً. على صعيد المعرفة والتوقع أى التنيق. كما ان
هذا العامل يلقي الضوء على تفسير النشأة السريعة للتحالفات: وتفككها كذلك.
© أن طابع التوتر الذي يميز نمط التفاعل هذاء يلعب الدور الاساس في ؛ التآثير في صوغ المواقف
من المسألة الفلسطيذية. وفي هذ! المجالء فان المتغيرات الاساسية التي تؤثر في مسار العلاقة مع
المنظمة وفي العملية السياسية تتناول درجة التجانس في توزيع القوة دأكل 3 دول هذا المحورء وطبيعة
الاستقطابات. وانماط التحالقات» ومستوى التنافسء ودرجة الاتفاق في اللحظة الراهنة, واخيراً
اشكالية النزعة الاقليمية: التي يؤْشر بروزها الى تغليب مصلحة الدولة الاقليمية على حساب العمل
الجماعي.
© اما الافتراض الثالث, فهو يقوم على الادعاء بأن التصادم الفلسطيتي مع تلك البلدان لا
ينشأء فقطء بسبب عدم الاتساق في الاهداف, وانما » أساساً؛ بعدم القدرة على التوقيق بين الاعتبارات
التي تطرحها بنية الدولة (بغض النظر عن اشكالية تكوينها) وبين بنية المنظمة. ان المعادلة الناشئة
عن هذا التعارض «تتخطى الدلالة المباشرة والمجردة, بين نزعة دولتيه محافظة؛ ونزعة ثورية قائمة على
الرفض أساساً. ذلك ان العجز العربي في حل المشكلة الفلسطينية يقاقم من تأثير هذا التعارض الى
الحدود القصوى. والنتيجة التي قاد اليها هذا الوضع في الماضيء عبرت عنها الحروب الاهلية متعددة
الشكلء التي كانت المنظمة ودول الطوق أطراقاً اساسية فيها.
© والافتراض الرابع مبني على حقيقة لم تستأثر غالبا بالتحليل العميق؛ وهي ان الاستراتيجية
العربية تظهر اهتماماً بحل مشاكلها الذاتية مع اسرائيل يفوق الاهتمام الذي تبديه لمراعاة المصالح
الفلسطينية. وفي هذا السياق» فان التصعيد والمجابهة مع اسرائيل غالباً ما يكونان رداً على استفزازات
أسرائيل» أكثر مما ينطوي على استعداد أصيل للمبادرة في التصعيد وتحمّل تبعاته, وهو الامر الذي
يؤديء باستمرار» الى جعل هذه الدول تسعى الى فرض نوع من الرقابة والسيطرة على المنظمة؛ للحد
من دفع الامور نحو تصعيد عسكريء وذلك بالعمل على الحد من نشاط المنظمة العسكري, خصوصاً
عبر حدوب هذه البلدان مع اسرائيل. وهذا يجد تعبيراً واضحاً عنه في كون المجابهة الوحيدة عبر
الحدوب تمت من الاردن خلال تواجد المنظمة بصورة قوية؛ وان الحدود الوحيدة التى ظلت, بعد ذلك,
مفتوحة أمام المقاومة الفلسطينية هي لبنان: وذلك بسبب ضعف السلطة اللبنانية أساساً.
© وهناك مسألة اخرى لم تستأثر بالقدر الكافي من الاهتمام؛ وهذه تتعلق: أساساًء بالتمييز
56 شون فلسطزية العدد 187, آيار ( مايى ) ‎1١54/‏
تاريخ
مايو ١٩٨٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 6715 (5 views)