شؤون فلسطينية : عدد 182 (ص 28)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 182 (ص 28)
المحتوى
لس سياسات دول الطوق العربية تجاه م.ت.ف...
التقليدي الشائع: الذي يقيم في الاطار العربي عموماً فصلا ايديولوجياً بين معسكرين, أحدهما
محافظ والآخر راديكالي. والمسألة الجديرة بالاهتمام ليست صحة انطباق هذا التقويم من الناحية
الواقعية؛ وانما في كون ان هذا التقويم لم يجر التدقيق فيه بصورة كافية, فيما يتعلق بعلاقته وتأثيره
الفعلي في مسار العلاقة مع المنظمة. ونود ان نشير, في هذا الصدد, الى اننا نتبنى افتراضاً مؤداه ان
هذا التمايزلم يكن يحمل تغييراً جوهرياً على الصورة 5 الكلية لهذا المسار؛ اذ ان تجرية علاقة م.ت.ف.
بدول المعسكر الراديكالي كما تجلّى, مثلاً. خلال تجربتها الطويلة مع سورياء أومصر, في فترات معينة
-لم تكن تحمل نتائج مشجعة على أن انتظام العلاقة كان؛ هناء يتم يصورة أفضل.
© واخيراً. ان الافتراض القائل ان بعض السياسات العربية تحكمه اللاعقلانية: نتيجة عدم
الانسجام بين الاهداف ‏ المصالح القومية العليا ‏ والوسائل والافكار المتبعة لتحقيقهاء هى افتراض
ينبقي الالحاح عليه لقهم ابعاد هذه الالاعيب السياسة التي لا تخلى احياناًء من مظاهر بهلوانية
وعبثية؛ ولاستيعاب ما تنطوي عليه الاجراءات والمواقف من سمات التخبط والخلى من التخطيط
والمسؤولية في كثير من الاحيان.
ان مسار العلاقة الفلسطينية مع دول الطوق العربية: خلال العقدين الماضيينء يمكن اعتباره
نموذجاً ساطعاً عن التعبير عن غياب العقلانية والواقعية السياسية, حيث تغدى الحروب الجانبية
بديلاً وتعويضاً عن الفشل في بناء اسس علاقات تستطيع الحفاظ على القدر المعقول من توحيد الجهود
وتكاملها في مواجهة التحديات؛ سواء أكانت هذه التحديات سياسية ‏ امنية تتعلق بالصراع العريي
- الاسرائيلي أم اقتصادية تنموية تتعلق بمجابهة مشكلات حضارية. 1
ولا شك في ان غياب مثل هذه الواقعية السياسية هو من الاسباب التي اسهمت في قابلية هذه
الدول على التراجع باستمرارء وقللت؛ في الماضيء من قدرتها على الاستفادة من الظروف والمناخات
المواتية. والمثل الابرز سطوعاً على ذلك حرب تشرين الاول ( أكتوير) 1977؛ حيث لم تتمكن دول
الطوق العربية؛. مجتمعة ومنفردة» من الاستفادة من هذا المتغير. حين كان ممكنا أحداث تعديلات
جذرية في المسارين» السياسي والاقتصادي.
العناق اللتجدد
ان التطور الذي اتخذه مسار الاحداثء هو. وحده؛ الذي ربما يتيح لناء اليوم» ان نرى في ذلك
الاعلان الصادر في الاسكندرية: خريف العام 1514, عن مؤتمر القمة العربي الثاني الذي أيد
الدعوة الى انشاء منظمة التحرير الفلسطينية» نقطة انعطاف جذرية في مسار الاحداث السياسية في
المنطقة؛ باعتبار ان ذلك انطوى على عملية اعادة تصحيح الانكسار الذي تأتّى عن تغييب
الفلسطينيين؛ واقصائهم عن المشاركة في رسم التوجهات السياسية المتعلقة بمصيرهم. بيد ان
الدوافع السياسية؛ والمصالح, والاعتبارات الاخرى؛ أي, باختصارء الملابسات التي أملت اتخاذ هذه
الخطوة «الثورية» لم تكن؛ في الواقع» تهدف الىء أو تصب فيء مثل هذا التعديل الجذري في صورة
الوضع السائد, منذ الهزيمة العريية العام /154: بقدر ما كان يتعلق ذلك بمحاولة من جانب بعض
الدول العريية في ذلك الوقت: لاسيما مصرء احتواء تفاعلات بدأت في البرون, التقت «المصلحة
المشتركة» على التعامل معها بصورة مغايرة. ان هذا الالتباس الذي رافق عملية ظهور م.ت.ف. الى
حيّز الواقع الرسمي السياسيء والشعبيء لتصبيء منذ ذلك الوقت: احدى الحقائق السياسية في
المنطقة, يتوجب أن يظل في البال: لفهم السياق المتناقض الذي اتخذته الاحدات قيما بعد.
العدد 185, أآيار ( مايى ) 1584 ليون فلسطزية إن
تاريخ
مايو ١٩٨٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 10398 (4 views)