شؤون فلسطينية : عدد 182 (ص 30)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 182 (ص 30)
- المحتوى
-
لب سياسات دول الطوق العربية تجاه م.ت.ف...
وبسيلة لتحرير قلسطينء على غرار حرب العصابات.
والواقعء لا مناص من الاقرار بأن قدرأ كبيراً من الحنكة؛ والتبصّرء والواقعية؛ كان يملي على
الرئيس المصري ان يقومء هى وليس أي زعيم آخرء باتخاذ الخطوة الجريئة: والجسورة: في اعادة
اصلاح الانكسار الذي طرأ على سياق الحضور الفلسطيني منذ العام 1544 . فقد أدرك عبد الناصر
ان هذه الخطوة باتت مطلوية لاستدراك ومعالجة النتائج والذيول التي ترتبت على فشل مقاربته
السياسية: كما ادرك أمراً آخر لا يقل أهمية: هى انه يتوجب؛ قبل التوصل الى تحقيق قيق الوحدة العربية,
ووضع قرار تحرير فلسطين في الامر اليومي» أقله على مستوى الخطاب السياسيء التوجه, أولا؛ الى
تحقيق مهمة أكثر تواضعاً أي نقل النظام العربي من حالة «الحرب الباردة» التي تسود فيه الى نوع
من «التعايش السلمي»؛ وذلك من أجل احتواء العواصف التي بدأت نذرها تهب على المنطقة قبل أن
تقتلع كل شيء في طريقها.
ان الدلالة التي اثارها استخدام الرئيس المصري لمفهوم «التعايش السلمي»؛ وهى مفهوم
سوفياتي الصنع؛ لم يكن من قبيل التشبيه فقط ؛ اذ ان عبد الناصر كان بدأ هى, أيضاً, بادراك مغزى
التحول الذي طرأ في الشرق الاوسط؛ بعد اغتيال الرئيس الاميركي جون كنيدي العام 157177: وتولي
ليندون جونسون الرئاسة في الولايات المتحدة الاميركية . وقد جاءت اشارة الانذار في وقت مبكر حين
تم الاعلان في اسرائيل عن تحويل مياه نهر الاردن بعد أن قامت هذه بتشغيل «الناقل القطري» لري
الأراضى بالمياه('). وقد كان هذا التطور الدراماتيكي دافعاً اساسياً: في ذلك الوقتء الى عقد أول قمة
عربية في كانون الثاني ( يناير) 1575 في القاهرة؛ حيث بدأت نذر البداية الحقيقية لاتفجار الحرب
الثالثة بين اسرائيل والدول العريية تلوح في سماء المنطقة منذ ذلك الحين!؟).
اذن؛ لم يكن التهديد المنبعث من العمليات المسلحة التي بدأت «فتح» بها في ذلك الوقت هو الذي
أشعر الرئيس المصري بالخوف والحذرء لولا ارتباط ذلك بهذين المتغيرين: على المسرحينء الدولي
والشرق أوسطي. فلقد اسهم اقصاء خروتشيوف مبكرأ عن الكرملينء واغتيال الرئيس كنيديء في
اجهاض أول محاولة بدأت لنقل النظام الدولي من مرحلة الحرب الباردة الى حالة من الانفراج*),
فيما دقع الاعلان في أسرائيل عن تحويل مياه نهر الاردن بقفاز التحدي في وجه الدول العربية,
والرئيس المصري خصوصاً ؛ لاختبار جدية ومصداقية الرب العربي.
وهكذاء في ظل هذه الظروف شديدة الخطورة, قأم الرئيس عبد الناصر باحداث أول تعديل على
خطابه السياسي. وهذا التعديل ظهر, أولاء في اللغة التي استخدمها الرئيس المصري في مخاطبة
الفلسطينيين» حين تحدث الى اعضاء الوفد الفلسطيني في قطاع غزة بأبعد من أية توقعات كانت تخطر
بيال أحد, مشيراً الى عدم امتلاكه خطة لتحرير قلسطين: «ان من يقول لكم انه يملك خطة لتحرير
فلسطين يخدعكم»(0) . أما المحور الثاني الذي اتصب عليه هذا التعديل فقد اتخذ منحى عملياً وذلك
حين دفع عبد الناصر بكل قواه لأنشاء م.ت.ف. حيث هدف من ذلك2, أساساً: الى أن يضفي على
القضية الفلسطينية طابع المؤوسسة:؛ لابقاء ذيول وتفاعلات القضية الفلسطينية محصورة في نطاق
المؤلسسة العربية الرسمية» حتى تسهل مراقبتها والسيطرة عليها. هذا هو السر الاساسي في تزاوج
هاتين المؤسستين في تلك اللحظة العاصفة من خريف العام »١1975 حيث ابصرت م.ت.ف. النور, على
يساط مؤتمر القمة العربي» بدعم اساسي من أكبر اقطاب النظام العربي» ويموافقة ألدّ خصوم المنظمة
منذ ذلك الوقتء وهو الملك الاردني حسين. لقد فهم عبد الناصر والعاهل الاردني وأحمد
العدد 187ء آيار ( مايو ) 15484 لتُئون فلعطزية 58 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 182
- تاريخ
- مايو ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10397 (4 views)