شؤون فلسطينية : عدد 182 (ص 32)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 182 (ص 32)
المحتوى
لس سبياسات دول الطوق العربية تجاه م.ت.ف...
مصرء من جهة؛ وسوريا والعراق» من جهة أخرىء كانت تملي على الملك حسين اتباع سياسة دقيقة,
بعد ان فقدت اسرته معظم مواقعهاء كان آخرها انهيار الحكم الهاشمي في بغداد, تحت تأثير الموجة
الراديكالية العربية التي اطلقها الرئيس المصري. وهكذا وافق الاردن على انشاء م.ت.ف. في العام
65 في محاولة لابعاد التهديد من نظامهء والتقليل من العزلة السياسية التى كان يحس الملك
حسين بوطأتها. ولكن؛ باختياره عدم السير في مواجهة التيار, فانه لم ييأس من محاولة تفريغ هذا
التيار من أي شحنة أمل في تغيير الوضع القائم.
ولم يتأخر الملك قٍِ الكشف عن نواياه. . ففي الوقت الذي أعلن تأييده للشقيري. والمنظمة: كان
النظام الاردني راضياً عن نشاطات «فتح» من أجل ارباك الشقيريء والتقليل من أهمية المنظمة,
والتشكيك في مصداقيتها ازاء الرأي العام الفلسطيني. ولكن بعد الغارات الاسرائيلية الانتقامية على
قرية السموع, بدأ النظام الاردني يدرك ان هذا الامر ذى حدين؛ فاذا كانت عمليات «فتح» تشكل
احراجاً سياسياً للرئيس المصري و م.ت.ف. فان تهديد «فتح»»ء على المدى الطويل: يمكن ان يطيح
بالاستقرار الهش .داخل الارن أساساً . بل أن الملك حسين أدرك؛ بعد صدمة السموع, ان م.ت.ف.
قد تستفيد» أيضاًء من عمليات «فتح» بالقدر ذاته؛ وتستغلها لاحراج العاهل الاردني» والضغط عليه
للاستجابة لدعوات م.ت.ف. بتسليح سكان القرى الفلسطينية الامامية؛ وقبول دعوة المنظمة الى
تطبيق التجنيد الاجباري على المواطنين الفلسطينيين في الضفة القربية؛ حيث يرفض الاردن ذلك.
وفي الحقيقية, ان التأثير الذي تركته عمليات «فتح في استراتيجية الاردن: كان أبعد أثراً من
هذه الاعتبارات التي تتعلق بالصراع بين الاردن وم.ت.ف. ذلك ان النظام الاردني شعر, منذ ذلك
الوقتء بالخطورة التي ينطوي عليها وجود م.ت.ف. مستقلة عن الوصاية العربية؛ ولذلك: أدرك الملك
حسين انه لا ينبغي سلوك هذا الطريق لتصفية حساباته مع الشقيري وعبد الناصر, الذي يكون الملك
أكثر المتضررين منه.
ومنذ العام 1515 بدأ الملك حسين يخوض الصدام مع المنظمة, بصورة مكشوفة؛ كما أعلن,
في الوقت عينه: الحرب على «فتح», وقامت اجهزة المخابرات الاردنية باعتقال العديد من اعضائهاء اثر
الانذارات الاسرائيلية المتكررة للاردن. وقد سعى الايدن الى افشال تمرير الورقة الفلسطينية التي
طرحها الشقيري في أيلول ( سبتمبر) 1570 على مؤتمر القمة العربي الثالث» الذي عقد في الدار
البيضاء. ويالتنسيق مع لبنان» رُفضت دعوة الشقيري الى تجنيد الفلسطينيين في الاردن» ولبنان؛ مما
دفع بالشقيريء الذي كان يعاني من خلافات حادة مع حركة القوميين العرب: الى التهديدء لأول مرة,
بأن الفلسطينيين يمكن ان يتجاوزوا أطر مؤتمرات القمة العربية؛ في البحث عن وسائل لتحقيق
أهدافهه!/,
وعلى الرغم من ان الشقيري حرصء طوال تلك الفترة» على المحافظة على علاقات ودية مع الاردن»
وجهد لازالة أية مخاوف لدى العاهل الاردنيء الا ان جهوده لم تثمر, واستمر الاردنيون في الارتياب
من مشاريع الشقيري, ورفض تقديم التسهيلات اليه. وقد بلغ الهجوم الاردني على المنظلمة ذروته يعد
ايام من انعقاد القمة الثالثة في الدار البيضاء: حين هاجم العاهل الاردني سياسة الشقيري وحركة
«فتح», معاًء في خطاب علني, متهماً المنظمة بالعمل على تفتيت وحدة الشعبين , الفلسطيني والاردني.
وقد بداء منذ ذلك الوقتء ان امكانات التعاون بين الجانبين اصبحت شبه مستحيلة؛ بعد أن قام
الاردن بغلق مكاتب م.ت.ف. في الاردن في العام 15357
العدد 181: أيان ( ماي ) 1584 كَتْوُون فلسطيؤية أض
تاريخ
مايو ١٩٨٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 10397 (4 views)