شؤون فلسطينية : عدد 182 (ص 33)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 182 (ص 33)
- المحتوى
-
حسين حجازي د
وعكست السياسة الهجومية والصدامية التي انتهجها الاردن تجاه م.ت.ف. طريقة العاهل
الاردنى الخاصة في استغلال الظروف المواتية. فاذا كان من غير الممكنء في وقت سابقء قول «لا»
واضحة لأنشاء المنظمة؛ فانه آن الأوان لأن يقول الملك حسين هذه ال «لا» بوضوح لرئيس المنظمة,
في وقت كانت تعاني م.ت.ف. من وطأة عودة الخلافات العربية الى سابق عهدهاء وفي وقت بدأ موقف
الشقيري داخل المنظلمة ذاتها يزداد حراجة: بسبب الانسحابات التى قامت بها حركة القوميين العرب
من اجهزة المنظمة. 1
ولقد أدرك الملك حسينء أيضاً؛ امراً في غاية الخطورة. خلال القمة العريية الثالثة, وهى ان
الرئيس المصري لم يعد يملك الهيبة التي تجعل معارضته مغامرة غير مأمونة عواقبها. وهكذاء فهم
حسين طبيعة المسان السياسي في المنطقة الذي بدأ عشية انعقاد القمة العربية في الدار البيضاءء في
أيلول ( سبتمبر) :١1515 حين ذهب عبد الناصر الى جدة لتوقيع اتفاقية جدة الشهيرةء التي تم
بموجبهاء موافقة مصر على سحب قواتها من اليمن . فقد بدا ذلك نوعاً من الهزيمة للرئيس المصري.
ويتواجد الظروف المواتية عريياً, كشف العاهل الاردني عن اوراقه؛ بصراحة. فضعف زعامة
عبد الناصرء وخلافاته مع سورياء والانقسام داخل م.ت.ف ٠ وفرت للاردن الفرصة المناسبة لأن يهاجم
المنظمة,. ؛ ويضعف أية أثار أو انشطة لها في الجزء الاعظم من الاراضي الفلسطينية» حيث بقي نشاطها
محصوراً ومقتصراً على فرعها القوي في قطاع غزة.
كان الشقيري الذي تنقلء قبل ان يأتي الى منصبه الجديدء في مناصب دبلوماسية عدة؛ يدرك,
بدوره, طبيعة الظروف التي رافقت واسهمت في دخوله, شخصياًء بداية العام 1114: قاعة مؤتمر
القمة العربي» جنباً الى جنب مع الملوك والرؤساء العرب. فقد كان على علم بكلمة السر في كل ما حدث
خلال السنوات الثلاث التى سبقت انعقاد القمة؛ وهى ان العد العكسي لانحسار الموجة القومية, التى
كان عبد الناصر يرمن اليها ويجسّدهاء قد بدا بالفعل. وكدبلوماسي, لم تغب عن باله دلالة «الواقيعة
الجديدة» في لغة عبد الناصر؛ بيد انه ادرك ان مصر تعطيه جداراً يستند اليه؛ اما الصراع من اجل
فرض الوجود» فان عليه؛ وحددء أن يتدير أمره.
وفي ظل هذا التحول الذي يصعب التكهن بمآتيه السياسية المقبلة؛ اختار الشقيري الاعتدال في
اللغة, في مقابل الانزلاقة في الخطاب السياسي الناصري نحو الوضوح. وتشبث بالغموضء بصورة
متعمدة؛ من أجل الابتعاد من التفاصيل ما أمكن. كان يعىء هو الآخر, مغزى الصياغات الطنانة,
التي تضمنتها بيانات القمم العربية؛ بشأن دور المنظمة؛ وقبل ذلك حدود التوازنات الهشة, في العالم
العربيء القابلة للتبدل والتغير في أي لحظة.
كان عليه أن يعطي الافكار السياسية المتناقضة لمسة برّاقة. مطمئنة؛ في سعيه الى توظيف
التناقضات لصالح تحقيق الهدف الاساسيء والوحيد, الذي وضعه نصب عينيه, وهى يتمثل في
الاحتفاظ بدور ووجوب م.ت.ف. على المسرح السياسي في المنطقة؛ وتأمين الاعتراف بضرورتها
وشرعيتها؛ ولا يقلل من هذه الشرعية» من وجهة نظرهء انها «ولدت على فراش مؤتمر القمة العربية
واسيرة للظروف العربية»(7'), كما صرح بذلك الشقيري مراراً. بل ربما لهذا الاعتبار كان يولي هذه
المسألة اهتمامه الاكير, باعتبار ان سلاح الشرعية العربية هو الاساس في اكتساب مشروعية المنظمة
تجاه الرأي العام الفلسطيني؛ والدولي؛ كما انها تمثل الورقة القوية, الوحيدة؛ ربماء لمواجهة خصومه
في العالم العربيء ولا سيما الاردن. وهكذا وضع الشقيري تمييزاً بين الهدف الاساسي والممكن
رون شين فلسطيزية العدد 187, أيار ( مايى) 14484 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 182
- تاريخ
- مايو ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10398 (4 views)