شؤون فلسطينية : عدد 182 (ص 34)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 182 (ص 34)
- المحتوى
-
سحب سياسات دول الطوق العربية تجاه م.ت.ف...
عن الاهداف الثانوية: المستحيل تحقيقها. وكان هذا الهدف يتمثل في احتفاظ المنظمة بعضويتها في
أطار النظام العربي. ولهذا لم يشا الشقيري الزجٌ بالمنظمة في الخلافات العربية ؛ وحرص على ان يبقى
على مسافة منهاء حتى لا يتهم بالانحياز والتبعية الى طرف ما. ولكنه؛ في الوقت عينه لم يفقد القدرة
على المواجهة. حين كانت الضرورة تقتضي ذلك . وقد فعلء حين رفض الاردن تسليح القرى الفلسطينية
الامامية على الحدود مع اسرائيل» وبعيد غلق مكاتب م.ت.ف. في الاردن. وبخلاف التوقعات, لم يتوان
الشقيري عن بذل جهوده للاستفادة من ظروف الخلافات العربية؛ لتطوير مكانة المنظمة؛ بالاعتمادء
أساساً: على ما قدمته مصر من دعم اليه؛ فقام بوضع مخطط لجعل انشاء جيش فلسطيني يتحول
الى حقيقة , بدلا من أن يظل مجرد حلم. وارسلء لهذه الغاية؛ كوادر قلسطينية للتدرب في الصين
الشعبية؛ وفي الدول العربية: للاستفادة من خبرات هذه الجيوش. وعلى الرغم من أن هذا الجيش
بقى خاضعاًء أساساًء لاشراف ورقابة سلطات الدول المضيفة لهء الا ان المبادرة الى انشائه؛ ووجوده»
أضفيا على م.ت.ف. وزعيمها مصداقية أكبر لدى الفلسطينيين» الذين وجدوا في انشاء الجيش خطوة
على طريق تحرير فلسطين. آما من الناحية السياسية؛ فكان ذلك القرار ينطوي على بعد استراتيجي؛
باعتباره يمنح المنظمة وضعاً أفضل في المشاركة في القرار السياسي العسكري العربي, وهذا ما كان
يطمح للوصول الى تحقيقه رئيس المنظمة؛ الذي لم يكن راضياً عن أن يقتصر دور المنظمة على لعب
دور هامشي في العملية السياسية العسكرية. وفي هذا السياقء ينبغي ان ننظر الى الجهد الكبير الذي
قام به الشقيري في مد نطاق شبكة المؤسسات. والمكاتب الاقليمية» التابعة للمنظمة الى أي مكان كان
استطاع الوصول اليه؛ من أجل تقوية وتعزيز بنيتها التحتية وترسيخ حضورها العربي والدوليء مما
اتاح للمنظمة ان تطلء بصورة اوسعء على العالم, وان تعيد طرح القضية الفلسطينية, يعد طول
غياب» ليس باعتبارها مشكلة انسانية: وانما على اساس انها قضية سياسيةء تتعلق بحق تقرير
المصير للشعب الفلسطيني. وهكذا جاءت الزيارة التي قام بها الشقيريء في ذلك الوقت؛ للصين,
ياعتبارها بداية مشجعة على طريق انتزاع الاعتراف الدولي بالمنظمة» وهو الامر الذي تحقق فيما بعد »
حين اعترفت الجمعية العمومية بالمنظمة. كعضو مراقبء العام 1591/5.
لقد نجع الشقيريء عبر تبديه استراتيجية طويلة النفسء في جعل التراكمات المحدودة,
والصغيرة, التي حققتها المنظمة» تغير من صورة المنظمة في العالم العربيء وفي أوساط الرأي العام
الفلسطيني. ولهذا السبب كان لا بد ان يشتد الصراع على المنظمة: بين التيارات السياسية
المتعارضة: داخل صفوف الحركة الوطنية الفلسطينية ومن جانب الدول العربية في أن» حيث بدأ
الشقيري يعاني من المتاعب في علاقته بحلفائه في حركة القوميين العرب: من جهة» ومن السطوة
والبريق اللذان باتت «فتح» تتمتع بهما في منافسه المنظمة. وكان على الشقيري ان يخوض الصراع
ذاته على الجبهة الاخرى؛: أي في مواجهة النظام اللاردني عن يمينه: ومزايدات نظام الفريق أمين
الحافظ؛ في سورياء عن يسارةء اللذان خشيا ياء من منطلقات متباينة: من خطر تعاظم دور م.ت.ف . وقد
أسهم هذا الصراعء الى حد ماء في تقليص هامش المناورة لدى رئيس المنظمة الى حد بعيد؛ الا ان
الشقيري استطاع؛ مع ذلكء ان يجد الوسيلة للتعايش مع هذا الوضعء دون أن يقوم باجراء أي
تعديل على خططه.
بيد ان الترياق لحل أزمة الشقيري لم يتأخر كثيراً. فبعد مرور شهور قليلة على انتهاء قمة الدار
البيضاءء أعلن الرئيس المصريء في حزيران ( يونيى) 1917: تراجعه عن التمسك بميثاق الدار
البيضاء (وثيقة التعايش السلمي بين الدول العربية) مبرراً موققه هذا بأن التعايش السلمي مع
«الرجعيين» العرب أصبح شيئاً مستحيلً. كما اعلن عبدالناصر رقض القاهرة المشاركة في
العدد 185ء أيأى ( مايى ) 15484 لْدُون فلسطزية رذن - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 182
- تاريخ
- مايو ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10398 (4 views)