شؤون فلسطينية : عدد 182 (ص 37)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 182 (ص 37)
- المحتوى
-
اليها حركة «فتح» قبل العام /1951. وهى التحول الذي وضع: فيما بعدء بذور الصدام الاول»
والداميء: بين م.ت.ف. بقيادتها الجديدة: وبين الاردن.
وهكذاء بالقدر الذي كانت هزيمة حزيران ( يونيى ) ١971 هزيمة سياسية للرئيس المصري عيد
الناصر, وللاستراتيجية العربية ككلء, فانها سمحت لحركة المقاومة الفلسطينية ٠ وتحديداً للجناح
الاكثر تصلباً بانتزا ع حضوره على المسرح السياسيء منذ ذلك الحين: ٠ ووضع م.ت.ف. ودورها على
الخارطة السياسية في المنطقة.
حرب تحرير شعبية أم جيوش متطورة ؟
لم يكن التغير الذي حدث في العام 1914 في رئاسة المنظمة, وبنيتهاء مع تولي ياسر عرفات
الزعامة خلفاً للشقيري؛ يقتصر.ء في دلالته, على جوانب الاختلاف والتباين في الظروف التي مهّدت
لكليهما تولّي هذه المكانة . بل ان البون الشاسع في اختلاف البيئة السياسية التي جاء منها كل منهماء
لم يكن مغزاه أقل» وهى ما اتضح أثره حين تمكّن زعيم المنظمة الجديد: بما يتصف به من براعة
تكتيكية» وروح مجابهة» من نقل م.ت.ف. من كونها منظمة سياسية مغمورة؛ الى حركة سياسية ثورية
كبرى؛ ذات سطوة» وهيبة. يحسب حسايها الجميع.
لقد تبوأ الشقيري منصبه كرئيس المنظمة من خلال التزكية التى منحته اياها الدول العربية,
ولا سيما التأييد الذي كان يحظى به من عبد الناصر. وفي الوقت الذي كان الشقيري يشارك في حضور
اجتماعات القمم العربية» كواحد من الوجهاء العرب» كان عرفات لا يزال شخصية مغمورة: تحيطها
الغموضء وجل ما يمكن معرفته عنه هو انه أحد قادة «فتح» البارزين التي تدعو الى الكفاح المسلح
كطريق وحيد لتحرير فلسطين, وتحث القلسطينيين على الاعتماد على أنفسهم, وترفض الوصاية على
نضالهم(1) . وهكذاء فان مشهد التغيير الذي تم في رئاسة المنظمة: لم يكن يخلو من الاثارة. فقد كان
الشقيري ينتمي الى جيل من النخبة السياسية العربية؛ واتاحت له صلاته العائلية وشبكة علاقاته
العامة المجال لأن يكون واحداً من «أهل البيت» بالنسبة الى الطبقة السياسية العربية الحاكمة. ويدل
تنقّل الشقيري »قبل ان يصبح رئيساً للمنظمة؛ على مقدار الثقة التي كان يحظى بها في الدول العربية.
فهو عمل مندوياً للسعودية, ولسورياء » في الامم المتحدة, في فترات متقاربة, قبل ان يشغل متصب ممثل
الشعب الفلسطيني في الجامعة العربية.
ولم تخف آثار الصدمة التي أثارها الانقلاب الجديد في قيادة م.ت.ف. الا بعد مروروقت طويل.
اذ كان مظهر الثياب العسكرية؛ والنخبة الجديدة على رأس المنظمة؛ يرسم للانظار صورة حية أخرى
للموجة التحررية الرفضوية اليسارية التي بد أت تضرب في انحاء متفرقة من العالم. ولكن هذا التباين
بين مظهري الزعيمين لم يكن ليخلو من تضليل؛ ان لم يكن عرفات ليقف على طرف نقيض من سلقه,
أو يحمل أفكاراً ومعتقدات, تتعارض الى الحد الذي يرمز اليه استبدال القبعة العسكرية: والمسدس»
بربطة العذق والقميص المنثى. لقد كان الخلاف في الظروف التي جابهها كلاهما؛ وقبل كل شيء في
حجم الامكانات التي كان يملكها كل منهماء لممارسة مسؤوليته؛ حيث لم يكن الامر يتعلق بالاعتدال
والتطرف؛ فكلاهما مارسء في تجربته, هذا التزاوج بين الاعتدال والتطرفء والمرونة والتصلب؛ وهى
خيار كان غالباً بعيداً من الرغبة الشخصية في كل الاحوالء ونابعاًء أصلاء من صعوية وتعقيد القضية
الفلسطينية ذاتها؛ وريما المغزى الاكثر تعبيراً عن الاختلاف فيما بينهما يكمن في ان الشقيري كان
رئيساً لمنظمة فاقدة القدرة» والقوة؛ بينما كان مجيء عرفات بحد ذاته يرمز الى ان المنظمة باتت
ثانا اعون فلعطيزية الحدد 185,ء أيار ( مايى) 1944 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 182
- تاريخ
- مايو ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10398 (4 views)