شؤون فلسطينية : عدد 182 (ص 38)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 182 (ص 38)
- المحتوى
-
يب سياسات دول الطوق العربية تجاه م.ت.ف...
تمتلك العضلات والاسنان. وهذا التحول في قوة المنظمة التى باتت أقربء في تركيبتهاء وشكلهاء من
جبهة التحرير الفيتنامية (الفيتكونغ), بعد سيطرة المنظمات الفدائية على مؤسساتهاء هو الذي منح
دبلوماسية عرفات اصالتهاء وبريقهاء باعتبارها دبلوماسية القدرة وحيازة القوة. ولا شك في ان للقدرة
الخلاقة التى تمتع بها عرفات: في المزج بين الدبلوماسية والقوة» وقبل كل شيء لفهمه العميق وتقد
للقوةء تعزى جميع الانتصارات الهائلة التي حققتها المنظمة؛ تحت زعامته؛ حيث ترك اسلويه
الشخصى في قيادة المنظمة؛ خلال السنوات الماضية: بصمات واضحة, سواء أعلى الانجازات التي
حققتها المنظمة؛ أو المصاعب التي واجهتها. ١
بيد ان هناك جامعاً مشتركاً آخر بين الشقيري وعرفات ؛ وهذا يتمثل في ان كليهما فهم, بقدر كبير,
مغزى الانقلاب الذي احدثته هزيمة حزيران ( يونيىو) 1971. ولم يكن الامر يتعلق» فقط, بحركة
انتقالهما السريعة معاء لالتقاط هذه الفرصة التي وقرتهاء الهزيمة, وتوظيفها في اعطاء الاستراتيجية
التي يتبنّاها كلاهما دفعة قوية الى أمام؛ حيث انتقل الشقيري نحو التصلب في قمة الخرطوم: واندفع
عرفات نحو الارض ال محتلة, ليقيم البنية التحتية لحركته على الارض؛ بل» أيضاًء في دقة استنتاجات
كلاهما لابعاد التطور الذي احدثته حرب حزيران ( يونيى)» والذي أنشاً وضعاً من عدم الاتساق في
الاهداف بين الحركة الفلسطينية ودول الطوق العربية» حيث كانت حركتاهما تعكسانء في الجوهر.
رداً متطابقاً على هذا الوضعء بغض النظر عن موقع كل منهما.
لقد أدرك كلاهما الدلالة السياسية لما جرى في الخرطوم بصورة واضحة. ولكن اذا كان الشقيري
أكتفى بالتلويح بالفتيى الفلسطيني على ما لاح له ان مفاوضات مع اسرائيل باتت ممكنة الحصول؛
فان عرفات ذهبء في الرد على مقررات الخرطوم» أبعد من ذلك حين وضعت حركة المقاومة الفلسطينية
شعار «حرب التحرير الشعبية» طريقاً وحيداً لتحرير فلسطين» موضع التطبيق العملي. وهكذاء في مناخ
الهزيمة العربية» وووسط تصفيق الجماهير الفلسطينية, والعربية, للفدائيين, كانت أنظمة الطوق
العربية مجبرة على الانحناء للعاصفة, وتقبل بما يحدث.
بيد ان ذلك كان مسألة مؤقتة, بدت ملامحه في مغزى السجال الذي شهدة العالم العربي في
اعقاب حرب حزيران ( يونيو )؛ والذي دار حول حرب التحرير الشعبية!!١). ققد عكس السجال ذاك,
بصورة اساسية» خصومة ذات طابع حاد بين المنظمة ودولتين على الاقل من بلدان الطوق ؛ هما الاردن
ولبنان: وهما البلدان الاكثر تحسساً بمخاطر الاستراتيجية الجديدة من غيرهما. ففي الايدن ولبنان
تتفشى» على نحى واضحء كل مساوىء وضعف بتيان الدولة العريية فاقدة الشرعية(8/ ') والقدرة.
وهكذاء فان الملابسات التي احاطت بنشأة هذين الكيانين اضافة الى عوامل ضعف التوازن الطائفي
والسكاني الهشء مهّد الطريق للمنظمة لآن تحقق لنفسهاء خلال السنوات الممتدة من 1574 -
, نوعاً من الوجود المستقلء في كل من الاردن» ولبنان. وقد ترتبت على هذا المتغير الجوهري»
الذي كان من المستحيل تحقيقه قبل العام 14717: انعكاسات سياسية خطيرة, أسهمت في زيادة وزن
نفون م.ت.ف. وتعاظم دورها الاقليمي في المنطقة؛ كما أدى هذا الوضع الى ان يجعل منها صاحبة
الكلمة الحاسمة في تقرير مصير العملية السياسية في الصراع العربي الاسرائيلي. ومن الواضح؛ ان
هذا الوضع الجديد, شكل تهديداً جدياً » ليسء فقطء للنظام الاردني» الذي كان من اكير المتضررين
والخاسرين بنتيجته, وانما للدول العربية الاخرى المحيطة: كسورياء ومصرء على المدى التاريخي ؛ حيث
بدأت تشعر هذه الدول بصعوية التصرفء على نحى فرديء أى جماعيء في تقرير مستقبل المسألة
الفلسطينية» بدون أخذ رأي المنظمة مسبقاً. ١ 1
العدد 187 أيأر ( مأيى ) 15487 نشئون فلسطيزية 77 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 182
- تاريخ
- مايو ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10398 (4 views)