شؤون فلسطينية : عدد 182 (ص 39)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 182 (ص 39)
- المحتوى
-
ومن هناء كان هناك, دوماًء قدر من الاجماع والاتفاق بين دول الطوق؛ وان بصورة ضمنية؛ على
ضرورة اضعاف المنظمة؛ والحد من تعاظم نفوذها. وفي السياق العام لهذا التحول ينبغي النظر الى
الحروب الثلاث المتعاقبة» التي خاضتها م.ت.ف. في مواجهة جيوش الاردن ولبنان وسوريا؛ على مدار
أقل من عقد واحد من السنين؛ وهي الحروب الثلاث التي تهجت: في صيف العام 191405: بحرب رابعة؛
ولكن هذه المرة في مواجهة اسرائيلء بعد ان عجزت الحروب الاهلية العربية عن اقتلاع شوكة م.ت.ف.
منذ ان افتتح مسار هذه الحروب العاهل الاردني في خريف العام .151١
ايلول الاسود
وجد العاهل الاردني نفسه, غداة حرب حزيران ( يونيى) 1577 في الوضع الاكثر حراجة بين
جميع الزعماء العرب الآخرين. فعلى الرغم من انه دخل الحرب مع أسرائيل مضطراً حتى لا يتهم,
من جانب الدول العربية؛ بالتواطؤ مع اسرائيل, وبالتالي يجازف بدفع الثمن الذي قد يكون الاطاحة
بعرشه. الا ان النتيجة التي اسفرت عنها الحرب» لم تكن تغير من حقيقة التهديدات التي ظلت
تتريص بالنظام الهاشميء فيما بعد. فبعد مرور شهور قليلة من انتهاء القتال, استيقظ العاهل
الاردني على الحقيقة المرة» بعد قيام اسرائيل باحتلال الضفة الغربية» والتهديد الذي باتت حركة
المقاومة الفلسطينية تمئله في الضفة الشرقية. كما أدرك العاهل الاردني ان في عودة الصراع الى اصوله
بين الفلسطينيين الذين باتوا يملكون زمام امورهم بأيديهم» واسرائيل, سوف يقضيء عاجلاً آم آجلاً»
على حظوظ الاردن في أن يستمر في احتكار حق النطق باسم الفلسطينيينء أى التأثير في مسار التطورات
المقبلة. وهكذ! كان في صلب الاستراتيجية الاردنية: منذ ذلك الوقتء هدفان اساسيان: الاول يتمقل
في السعي الى احباط مفاعيل التأثير المتعاظم ل م.ت.ف. داخل حدود الاردن؛ من أجل المحافظة على
استقرار وبقاء نظام الحكم؛ وذلك في ضوء عاملين رئيسين يساهمان في قابلية النظام للعطب: الضعف
الديمغرافيء من جهة؛ حيث الارجحية تميل الى صالح الفلسطينيين؛ وهشاشة شرعية نظام الحكم
وقاعدته التمثيلية؛ من جهة أخرى37"). والثاني يتمثل في تأمين الاستمرار في احتكار حق التمثيل
الفالسطينيء والحؤول دون نجاح م.ت.ف. في تغيير الاسس التي كانت قائمة قبل العام 1571؛ وذلك
بايجاد الوسائل لابقاء الضفة الغربية المحتلة. ضمن نفوذ وسيطرة الاردن سياسياًء وابعاد نفون
مءت.ف. مثها.
لقد ادرك الملكء منذ البداية» الترابط الوثيق الذي يجمع بين هذين الهدفين؛ وصعوية الفصل
بينهما. فالنجاح في اقتلاع شوكة م.ت.ف. من الاردن هى المدخل الى تحرير ارداة الاردن في جهوده
لاعادة الوضع الى ما كان عليه قبل العام 15737. أما الفشل في تحقيق أي من الهدفين» فربما يترتب
عليه القضاء على آخر موقع للسلالة الهاشمية؛ فيما اذا نجحت المنظمة, »على الاقلء في ريط مصير
الضفة وفزة ة بنقوذها السياسي. وهو ما يعني, أيضاًء احتمال بقاء المخاطر والتهديدات للنظام
الهاشمى قائمة(:") . وهكذا بدا ما توجس منه العاهل الاردني ذات يوم؛ من رؤية انبثاق م.ت.ف.
مستقلة» غير خاضعة للوصاية؛ حقيقة واقعة . ولم يكن هناك وقت كثير لكي يبدده الملك وهو يرى تقل
المنظمة يتعاظم يوماً بعد يوم.
ولم يحل المناخ السياسي المؤيد للمنظمة: اعلامياًء في العالم العربي» دون ان يقوم الملك بحسم
العلاقة مع م.ت.ف. من خلال الوسائل العسكرية . ولكن قلّة في الد اوثر الاميركية والغربية رأتء عشية
الصدام بين الجيش الاردني ومقاتلي م.ت.ف. في عمان ٠ خريف العام ,)1(1901١ ان النظام
58 شين فلسطينية العدد 185 أيار ( مايى) 1548/4 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 182
- تاريخ
- مايو ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10398 (4 views)