شؤون فلسطينية : عدد 182 (ص 41)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 182 (ص 41)
- المحتوى
-
حسين حجازي
ردود فعل خطيرة فيهء وذلك من خلال تهدئته الخواطر العريية» دون ان ينسى الايحاء الى الدول
العربية؛ بطريقة أو بأخرىء ان ما يقوم به يتخطى الدفاع عن نظام حكمه الى الدفاع عن الدول
العربية «ورد الفلسطينيين الى بيت الطاعة العربي».
ولكنء اذا كانت نقطة القوة الاساسية في استراتيجية الهجوم التي اعتمدها الاردن هي في
الانسجام بين الاهداف السياسية والوسائل العملانية» وتوفر غطاء من الدعم الاقليمي (اسرائيل)
والدولي لهاء فان نقطة الضعف في استعداد المنظمة لاحباط المخطط الاردتي: كانت تكمن, أساساً: في
غياب تبلور اتفاق سياسي فيما بين التيارات داخل حركة المقاومة حول بدائل عملية وسياسية لخوض
الصراع. وريما كان واحداً من الاسباب التي ادت الى ذلك؛ يكمن في الانشطار الذي احدثته هزيمة
177 على بنية الفكر السياسي الفلسطيني» بصدد صوغ العلاقة الفلسطينية العربية.
لقد اسهمت هزيمة ١9117 في احداث عملية تحوّل مزدوجة ومتناقضة في آن في بنية الفكر
السياسي الفلسطيني؛ فتحت تأثير الهزيمة الصاعقة التي منيت بها الدول العربية» وتصاعد نفوذ تيار
العنف الثوري اليساري في العالم» وبالذات في العالم الثالث, اتدفع بعض الحركات السياسية
الفلسطينية الى احد اث قفزة ايديولوجية("", انتقل بها من اطار تبنّي أيديولوجيا قومية عروبية» ذات
تلاوين اشتراكية «طوياوية»» الى تبني ايديولوجيا الماركسية اللينينية, مطكّمة بتلاوين جنوب شرق
آسيوية؛ ماوية وغيفارية» رومانسية. وقد نظرت هذه الحركات الى ما حدث في حزيران ( يونيى) /19737
على انه هزيمة للانظمة البرجوازية الصغيرة . واستخلصت من ذلك مقارية سياسية تدعو الى تحطيم
ركائز هذه الانظمة: وأقامة سلطة العمال والفلاحين بدك منهاء بدعوى انه بدون تحقيق هذه المهمة
لايمكن - حسب اعتقادها القيام بتحرير فلسطينء وتأمين استمرار حرب التحرير الشعبية. والواقع»
أن هذا هى المغزى الوحيد الذي يمكن استخلاصه من الشعارات التي طرحت بعد العام 205717
والتي دعت الى تحويل عمان الى «هانوي». والى المقاربة السياسية التي رأت ان الطريق الى فلسطين
تمرّمن عمانء أو من بيروت فيما بعد.
ان المفارقة في اللغة السياسية ظهرت, مرة أخرىء ولكن بصورة مختلفة. فشعار تحرير فلسطين
الذي ارتبطء في سياق المقاربة الناصرية, بتحقيق الوحدة, بات مرهوناً لتحقيقه؛ في المقارية اليسارية
الفلسطينية» بهدم سلطة «البرجوازية العربية الصغيرة» ! أي بتحقيق الاشتراكية. لكن البحث في
ملابسات هذه الاشكالية ليس في وارد اهتمامنا الآن. بيد أنه أذا كان شعار «كل السلطة للمقاومة»
الذي لوح به بعض الفئات اليسارية الفلسطينية في عمان يعكس مقدار التغير الذي أصاب التفكير
السياسي لهذه الفئات, التي كانتء في السابق» تتبنى مقارية أكثر محافظة؛ فان ذلك لا يظهر سوى
ملابسات هذا الانتقال ذاته, الذي تم بصورة قسرية؛ استجابة لعوامل ومؤثرات خارجية؛ اكثر من
كونه تأكيداً لسياق من التطور التلقائي, الطبيعي ٠وهذا ما ظهرت آثاره. بصورة جلية؛ في صيف العام
1 مع أزمة الطائرات المخطوفة, أي باستسهال هذه الفئات التحول الى ممارسة هذا النوع من
العمليات» بدلا من النشاط الخلاق» والمبدع؛ وابتكار اساليب ووسائل أكثر ملاءمة واصالة؛ على غرار
النموذج الفيتنامي الذي تستلهمه هذه النخبة.
وفي موازاة هذه النقلة الحادة نحى الرومانسية الثورية؛ المتطرفة؛ بدا ان هناك, أيضاً؛ نقلة لا
تقل اهمية؛ ولكن بصورة معاكسة ؛ حيث خاض التيار الاكثر راديكالية في السابق تجربة مماثلة , ولكن
هذه المرةء نحو الاعتدال والواقعية. وهذا ما ظهرء بصورة جلية, ليس في رفض «فتح» وتذمرها
6 يون فلسطيية العدد ؟18١.: أيار ( مأيو) 15/484 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 182
- تاريخ
- مايو ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22323 (3 views)