شؤون فلسطينية : عدد 182 (ص 42)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 182 (ص 42)
المحتوى
ب سياسات دول الطوق العربية تجاه م.ت.ف...
من اسلوب عمليات خطف الطائرات: وعدم قبولها للمقارية السياسية الجديدة الداعية الى هدم اسس
الكيانات المحيطة كمدخل لتحرير فلسطين فحسب, بل في الالتقاء الذي جمع بين موقف عرفات وموقف
الشقيريء حين تبنّى عرفات المقارية القائلة بامكان» وضرورة» التعايش مع النظم العربية؛ وفي سعي
عرفات, الذي لا يقل الحاحاً, الى اكتساب الشرعية العربية للمنظمة؛ والتمسك بعدم التدخل في
الشؤون العريية.
وهكذ! كان الارتباك: وغياب الاتفاق بين التيارين الرئيسين في الحركة الوطنية الفلسطينية» حول
استراتيجية العلاقة مع الاردن: يقلص من قدرة م.ت .ف. على توجيه دفة الصراع مع العاهل الاردني»
الذي بدا يعرف ما يريد. والواقع ان ما حدث في الاردن يرمن بصورة أو بأخرىء الى الضريبة التي
كان من المحتم دفعها للتجربة الجديدة. وعلى أية حال: كان من المستحيل السماح للمنظمة ‏ حتى لو
تمكنت من ذلك ان تغير الوضع القائمء لأنه سوف يترتب على ذلك تغيير خارطة التوازنات في المنطقة
بأكملهاء من وجهة نظر اسرائيل والولايات المتحدة» وعلى نحو ينسف انجازات حرب الايام الستة(").
ولذلك؛ كان «أيلول الاسود» جزءاً من صراع يتجاون. في الواقع؛ ادواته المحلية المباشرة(").
خرجت المقاومة الفلسطينية من الاردن مثخنة بالجراح» دون ان يتغير شيء في وضع المنطقة,
باستثناء حدثين كان لهما تأثير على المسرح السياسي في المنطقة؛ وهما وفاة الرئيس عيد الناصرء الذي
بدا رحيله فاجعة جديدة اضيفت الى قواجع الشعب الفلسطيني: حيث كان غياب عبد الناصر يرمز الى
دخول العالم العربي مرحلة عدم التوازن, نتيجة للفراغ الذي تركه هذا الرجل العظيم, والذي كان
العالم العربي يحتفظ له بمشاعر أقرب الى الابوة؛ أما الحدث الآخر, فهو قيام وزير الدفاع السوري
آنذاكء حافظ الاسدء بحركة «تصحيحية» في نظام الحكم, تم على أثرها اقصاء الطاقم اليساري
الحاكم عن السلطة.
وفي ذلك الوقت, كانت المقاومة الفلسطينية تحاول مد الجسور نحو لبنان؛ المكان الوحيد الذي
بدا من الممكن ان تجد المنظمة لها فيه قاعدة ارتكاز جديدة لعملها. بيد ان السنوات الانتقالية هذه
حتى العام ‎,١19177‏ كانت شديدة الوطأة على المنظمة؛ اذ في تلك الفترة بدأت المحاولات من جانب
سوريا والاردنء على حد سواءء لاستغلال ضعف المنظمة ..ففيما حاول الملك حسين توظيف انتصاره
العسكري على المنظمة في سياق مشروع سياسيء كما تجل ذلك عبر طرحه مشروع «المملكة الاردنية
المتحدة»؛ في آذار (مارس) 151/7 سعى النظام السوري الجديد الى التضييق على المنظمة والحؤول
بينها وبين مواصلة عملياتها المسلحة على الحدود مع اسرائيل.
لقد حاولت اسرائيل؛ ودول الطوق العربية» كل لأسبابهاء استغلال الضعف الذي آلت اليه
المنظمة خلال تلك الفترة. فبالفسية الى اسرائيل؛ كان ابعاد خطر المنخلمة عن الجبهة الشرقية؛ يوفر,
في اعتقادهاء الفرص لانجاح استراتيجيتهاء التي صاغها موشى دايان أساساً في المناطق المحتلة,
بهدف ابقاء الوضع القائم؛ وتشجيع فكرة التعايش!؟') أملا في تحقيق السلام مع الاردن("'). ومن
هناء التقت المصلحة الاسرائيلية مع الاردنية على استغلال الضربة التي وجهت الى المنظمة في محاولة
ايجاد قيادة سياسية محلية موالية للاردن: لا تعارضء في المستقبلء» حل المشكلة الفلسطينية من
خلال المفاوضات بين اسرائيل والاردن. وهكذا تركت اسرائيل الجسور مفتوحة للنظام الاردني لاعادة
ترميم نفوذهء ليس في الضفة الغربية فقطء وانما في قطاع غزة أيضاً.
العدد 185, يار ( مايى) 1584 يون فلسطيزية ‎١‏
تاريخ
مايو ١٩٨٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 5032 (6 views)