شؤون فلسطينية : عدد 182 (ص 49)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 182 (ص 49)
- المحتوى
-
حسين حجازي د
هذا السياق, يبرن الخلاف السوري - المصري. فقد تبنت سوريا موققاً داعماً للمقاومة الفلسطينية
والحركة الوطنية اللبنانية في لبنان» في العام 191/0١؛ كما وقفت الى جانب المنظمة خلال قمة الرياط
الشهيرة في تشرين الاول ( اكتوبر ) 1974 التي أكدت إن م.ت.ف. هي الممثل الشرعي والوحيد
للشعب الفلسطيني , والتي اعتبرت: بحقء انتصاراً ساحقاً للمنظمة في صراعها مع الاردن.
ومنذ قمة الرياط: ظهر واضحاً ان مساراً جديداً في العلاقة بين الاردن والمنظمة قد بدأ. فقد أدى
فشل كيسنجر في تحقيق اجراء فصل للقوات على الجبهة الاردنية؛ اضافة الى التأييد الكاسح الذي
منحته القمة العربية للمنظمة: الى استقالة الملك حسين من المسرح السياسي الشرق أوسطيء فعلياً.
وعلى الرغم من ان الاردن قام بالرد على قرارات قمة الرباط باتخاذ سلسلة اجراءات هدقفت الى «أردنة»
الدستور الاردني (حل البرمان» ومجلس الاعيان)؛ يهدف الضقط على الفلسطينيين: لايجاد وضع
يرغم م.ت.ف . على التراجع عن تصلبهاء »الا أن هذه الاجراءات7"*) لم تعدل من حقيقة الوضع الذي
تم تثبيته في قمة الرباط.
على أن الانتصار الحاسم الذي حققته المنظمة في قمة الرباط لم يؤدء في الحقيقة, الى احداث
تغيير في موقف الادارة الاميركية: التي شعر وزير خارجيتها كيسنجر يأنه من المستهدفينء الى جانب
العاهل الاردنيء بقرارات هذه القمة. وهكذاء في الوقت الذي المح الرئيس الاميركي جيرالد فورب يعد
ايام من اختتام قمة الرباط ؛ الى امكان التفاوض مع م.ت.ف. واشراكها في مؤتمر السلام, سارع
كيسنجرء في اليوم الثاني» بارسال برقية الى اسرائيل: يوضح فيها ان تصريح الرئيس الاميركي مجرد
«زلة لسان»(44). وذهب كيستجر أبعد من ذلكء الى توقيع تعهد اميركي بعدم التحدث مع م.ت.ف. الا
اذا اعترفت هذه باسرائيلء ويالقرار " 5 ؟» ونبذت «الارهاب»؛ وهى التعهد الذي لا يزال قائماً؛ ويحدد
علاقة الولايات المتحدة بالمنظمة. وقد عكس هذا التعهد رغبة الولايات المتحدة, وتصميمهاء عبى
الحؤول دون تمكين الشعب الفلسطيني من انتزاع حقه في تقرير المصير؛ كما أن كيسجر بدا واثقأًء
في ذلك الوقت, من ان الدبلوماسية التي قادها في الشرق الاوسط؛ والتي هدفتء أساساً, الى تقسيم
العالم العربي وعزل مصررا"؟)ء سوف تحوّل وجهة الجهد العربي من محارية اسرائيل الى الحرب قينا :
بين العرب انفسهم. وكانت كلمة السر في ذلك الحرب الأهلية اللبنانية.
الحرب اللبتانية والتدخل السوري
كان لبنان الدولة الوحيدة المرشحة لاستقبال الهجرة الفلسطينية من الاردن. وكما كان الحال في
الاردن: فان لبنان كان: أيضاًء محكوماً بتوازتات شديدة الحساسية؛ والهشاشة. ان ابلغ مثال على
التعبير عن حدود هذه الهشاشة سرعة عطب النظام في كل مرة تبرز على سطح العالم العربي انعطافة
ما. فقد أدى صعود الناصرية في الخمسينات الى انفجار الحرب الأهلية في العام /195؛ كما ادى
بروز حركة المقاومة الفلسطينية المسلحة؛ في أواخر الستينات: الى بعث الأزمة اللبنانية, مجدداً. ولا
شك في ان هذه القابلية المفرطة للتأثر بالعوامل الخارجية من جانب النظام السياسي اللبناني» تعكس»
بصورة أساسية: الطابع الاصيل للانقسام السياسي, والايديولوجي» والترسبات الطائفية والاثنية: في
هذا البلدء الذي كانء ذات يوم؛ يوصف بأنه «سويسرا الشرق الاوسط».
لقد أسهم هذا البعدء اضافقة الى التواجد الفلسطيني البشري الكثيف في لبنان منذ العام ١9154
(ثاني أكبر كثافة فلسطينية في الشتات العربي بعد الاردن)؛ في جعل لبنان القاعدة البديلة من الاردن.
وكما هى الحال في الاردنء كان لدى النظام اللبناني؛ أيضاًء أسبابه الكثيرة» والخاصة» التي
4 شيُونُ فلسطرزية العدد ؟18١. أيار ( مأيى) 1١9484 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 182
- تاريخ
- مايو ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 3428 (8 views)