شؤون فلسطينية : عدد 182 (ص 50)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 182 (ص 50)
- المحتوى
-
سسس سسياسات دول الطوق العربية تجاه م.ت.ف...
جعلته يرتاب من ازدياد نفو المنظمة على أراضيه. ولهذا سعىء منذ البداية, الى تقييد التواجد
الفلسطيني المسلح.
ولم يتأخر الصدام بين المنظمة والسلطة اللبنانية: الذي اندلع بصورة مبكّرة في العام 19575
على الرغم من ان الثقل الاساسي للمنظمة كان؛ في ذلك الوقتء في الاردن؛ وليس في لبنان. بيد ان بقية
من استمرار الروح «الشهابية»» التي اتسمت بها صياغة الاجماع اللبناني» بعد أزمة 11808. في
اعقاب اتفاق عبد الناصر والرئيس اللبناني فؤاد شهابء كان تأثيرها واضحاً في العام ١575 في صياغة
«اتفاقية القاهرة» الشهيرة, بين الحكومة اللبنانية وم.ت.ف. ومرة أخرىء لم يكن لارتباط الرئيس
المصري عبد الناصر يهذه الاتفاقية, التي كانت الاولى من نوعها بين المنظمة ودولة عربية من 0
الطوق» مغزى ضئيلاً؛ ففي كلا الحالتين كان ذلك يؤشر على حجم الحضور. والهيبة» التي تمتع
هذا الزعيم في العالم العربي.
لقد مدل حضور عبد النامر الضمانات الكافية للبنان والمنظمة بأن مصالحهما يمكن ان تصان
عبر هذه الاتفاقية؛ التي حظيتء أيضاً, بتأييد النظام السوري قبل الانقلاب الذي قاده الاسد. الا
ان ذلك الاطمئنان لم يدم طويلاًء حيث انقلبت الصورة جذرياً منذ العام 1917/7, اثر الاعتداءات
الاسرائيلية على الجنوب» وبيروت» واحتدام التناقضات بين الطوائف اللبنانية, الامر الذي وجه انظار
المارونية السياسية نحو التواجد الفلسطيني» من جديد» انطلاقاً من مقولة ان الفلسطينيين يحاولون,
بالتحالف مع الاسلام السياسي والقوى الوطنية اليسارية, تغيير النظام القائم. والواقع» أن مشهد
الصراع الفلسطيني اللبناني؛ الذي بدت نذره تتلبد في السماء؛ لم يكن يخل من مفارقة تبعث على
الدهشة. فبينما كان العالم العربي يشهد أهم انتصار له على محور الصراع العربي الاسرائيلي؛ في
خريف العام 1917., بدأت الاحزاب المارونية كافة في تصعيد المواجهة السياسية: والعسكرية,
والاعلامية. ضد المنظمة. وقد بلغ هذا التصعيد ذروته خلال قصف الطائرات اللبنانية للمخيمات
الفلسطينية في بيروت: في أيار ( مايى ) 1417. ولم يتوقف الصدام الا بعد تدخل الرئيس الاسد.
لم تكن اشارة التدخل السوري في ذلك الوقت لتجميد الخلاف بين السلطة اللبنانية والمنظمة
تنطوي على أية ابعاد لها قيمة سياسية كبيرة؛ غير ان الرئيس الاسد الذي كان منشغالٌ في توطيد نظام
حكمه في سورياء اعطى دلالة واضحة على ان اهتمامه بما يحدث في لبنان, لا يقل عن اهتمامه بما
يحدث في سوريا. وهذا ما ظهرء بجلاءء بعد ذلك: حين دخلت القوات السورية لينان» من اجل انهاء
لقد ادرك الرئيس الاسدء منذ بداية الازمة اللبنانية» ان من يسيطر على لينان: سوف يتمكن من
السيطرة على المنطقة؛ وان لبنان, باعتباره خاصرة لسورياء لا يجب أن يترك للآخرين في تقرير مصيره,
حتى للبنانيين انفسهم. وهكذا وضع الرئيس السوري في صدارة اهدافه في لبنان العمل» أولاء دون
أن تتمكن م.ت.ف. بالتحالف مع كمال جنبلاط والحركة الوطنية اللبنانية؛ من مس النظام القائم,
وجعله نظاماً متحالفاً مع المنظمة؛ وثانياً ابعاد لبنان عن الاطماع الاسرائيلية» والمحافظة على توجهه
المعادي لأسرائيل؛ وايجاد وضع يكون فيه لبنان مرتبطاً بالاستراتيجية السورية.
لقد كانت الاعتبارات الايديواوجية التي لعبت دوراً اساسياً في توتير العلاقة بين سوريا والمنظمة
على مدار تأريخهاء والنايعة أصلاً من تصميم سوريا على فرض وصايتها على ما تسميه بلدان سوريا
الكبرى: هىء أيضاً. الاعتبارات التى عدت التوتر لاحقاً بين اللبنانيين وسوريا؛ فالسياسة
العدد 181, آيار ( مايى) /1518 شَهُونُ فلسطفية 5 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 182
- تاريخ
- مايو ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22323 (3 views)